لا يدخر "تنظيم داعش الإرهابي" وقتًا ولا جهدًا من أجل توطيد دولته، وبناء مؤسسات تشبه مؤسسات الدولة الحديثة، فبعد إصدار التنظيم لجواز سفر خاص به، قام بعمل جهاز شرطة لحفظ الأمن الداخلي في المناطق الخاضعة لسيطرته، وتطبيق شرع الله من وجهة نظرهم. سيارات حديثة تجوب شوارع المدن العراقية والسورية الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، تحمل مسلحين مدججين بأحدث البنادق الآلية، ينصبون الكمائن الثابتة والمتحركة، يفاجئون المارة بطلب إظهار هويتهم، ويستوقفون السيارات للتفتيش، ولا يجد مانع في تطبيع ما يسميه "شرع الله" على المواطنين، كقطع يده أو جلده، فهو معه من الصلاحيات ما يفوق ذلك. "مسئول قطع الرقاب، وآخر للجلد، وثالث للرجم بالحجارة، ورابع لقطع اليد"، صور تتبادر في ذهن المواطن بمجرد سماعه عن شرطة "داعش"، وهي صورة قد تكون على خلاف الواقع في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، إلا أن الشيء الذي يؤكده الخبراء هو أن هذه الشرطة تسعى لتطبيق مفهومها الخاطئ للحدود الشرعية. أقسام شرطة شيدتها الدولة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها، وفتحت أبوابها للمواطنين، وأنشأت أجهزة فرعية للشرطة الإسلامية، فهناك جهاز مكافحة مخدرات وهناك جهاز أمن دولة مهمته كشف المتخابرين مع إيران وأمريكا، وهناك جهاز لتفيذ الأحكام والجلد، بحسب ما يوضح صبرة القاسمي الجهادي السابق. يضيف القاسمي، ل"الوطن"، أن تنظيم داعش يختلف عن غيره من التنظيمات الإرهابية، في أنه جاد في نيته تأسيس دلوة بمكوناتها الكاملة وبأجهزتها الحديثة، ونجح في ذلك في المناطق التي يسيطر عليها، موضحًا أن التنظيم يقدم خدمات مجانية للمواطنين كالتنقل بين الولايات وتوزيع الأطعمة والأجهزة الكهربائية على الفقراء، ما قد يساهم في تكوين ظهير شعبي مناصر له.