بينما كانت تجلس الحاجة «ناهد» على سريرها، أُصيبت بغيبوبة سكر، وبسبب إقامتها بمفردها بالفيوم، حيث لم يُكتب لها الزواج، لم يتمكن أحد من إنقاذها، فماتت على سريرها، ثم بدأت جثتها في الانتفاخ والتحلل خصوصاً مع ارتفاع درجة الحرارة. كان من الطبيعي أن تتصاعد رائحة جسد السيدة لتملأ الطابق الذي كانت تسكن فيه، لدرجة لم يتحملها جارها الذي يسكن بجوارها، فقرر إبلاغ الشرطة بعدما سأل حارس العقار عنها، فأخبره أنّها لم تخرج منذ 11 يوماً، ليعثروا على الجثة متحللة.
وفاة مسنة وتحلل جثتها.. عاشت وماتت وحيدة وقال خالد محمود، حارس عقار البنا بشارع مصطفى كامل بمدينة الفيوم، في حديثه ل«الوطن»، أنّ الحاجة ناهد محمود، 63 عاماً، كانت تسكن في العمارة منذ فترة طويلة، ورغم كبر سنها كانت تنزل وتصعد الدور الرابع على السُلم، لذا كانت قليلة الخروج من شقتها، وكانت تتصل به أو بزوجته وتطلب منهما شحن كارت الهاتف أو الكهرباء، وشراء الخضروات والفواكهة واللحوم. وأوضح حارس العقار، أنّ أحدًا لم يكن يزورها إلا نادراً لدرجة أنّهم لا يعرفون أشقاءها، رغم أنّها لم تتزوج، حتى ماتت بمفردها دون أن يشعر بها أحد وتحللت جثتها في الشقة. رائحة كريهة تقود الجيران لاكتشاف وفاة مسنة وتحلل جثتها وأشار «خالد» إلى أنّ جار الحاجة ناهد، ويدعى «علاء»، كان يشم كل يوم رائحة كريهة تزداد يوماً تلو الآخر، حتى أصبح غير قادر على البقاء في شقته بسبب بشاعتها، فاتصل به وسأله عن آخر مرة تحدثت إليه الحاجة ناهد، فأخبره أنّ ذلك حدث منذ 11 يوماً، فشك في وفاتها وتحلل جثتها، فأوصل زوجته وأبنائه إلى منزل أسرة زوجتها خوفاً عليهم من المنظر والرائحة، ثم اتصل بالشرطة، التي حضرت وكسرت الباب وفوجئت بها متوفية على سريرها إثر إصابتها بغيبوبة سكر، وانتفاخ جثتها وبدء تحللها. «شالوها في حافظة سجاد».. تفاصيل نقل جثة مسنة متحللة والتقطت «صابرين» زوجة حارس عقار «البنا»، طرف الحديث، وقالت إنّه بسبب انتفاخ الجثة كان رجال الإسعاف غير قادرين على حملها، فحضر 10 رجال ووضعوا الجثة في كيس أسود، ثم وضعوها على حافظة سجاد، ونقلوها بها حتى سيارة الإسعاف، نظراً لكون الجثة كانت متضخمة ولم تأت فوق «الترولي»، كاشفةً أنّ الجميع لم يكن يتحمل الرائحة فجميع من كان واقفاً كان يرتدي كمامتين فوق بعضهما البعض، ويضع منديلاً على أنفه فوقهما. كانت طيبة لكنها كانت وحيدة.. وفاة مسنة وتحلل جثتها وأوضحت أنّ الراحلة كانت شديدة الطيبة، وكانت تمازح الجميع وتسأل عن جيرانها، وتشارك في عمل الخير، رغم ذلك كانت علاقتها منقطعة بأقاربها ولم يكن يزورها أحد منهم، موضحةً أنّها كانت تشم رائحة كريهة من شقتها بسبب عدم نظافتها لكونها كبيرة في العمر وغير قادرة على تنظيفها، وكانت تعرض عليها مساعدتها في تنظيف الشقة ولكنها كانت ترفض، وتخبرها أنّها لا تحب أن ينظف أحد شقتها. وفاة مسؤولة سابقة وتحلل جثتها في شقتها وكان اللواء ثروت المحلاوي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، قد تلقى إخطاراً من اللواء صبري عزب مدير البحث الجنائي بمديرية أمن الفيوم، يفيد ورود بلاغاً بالعثور على جثة ناهد محمود عبده (63 سنة) مدير عام الثروة السمكية سابقاً، في شقتها بعمارة البنا بشارع مصطفى كامل بمدينة الفيوم، وذلك بعد أيام من وفاتها وتحلل جثتها، واكتشاف الجيران بسبب وجود رائحة كريهة تخرج من شقتها وملاحظتهم غيابها منذ 11 يوماً، وجرى نقل جثتها إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام تحت تصرف النيابة العامة التي صرحت بدفن الجثة.
