وسط الدموع والصراخ، والهتاف ضد جماعات الإرهاب، ودعت مدينة ابن الحكم، بشبرا الخيمة، شهيدها الرائد محمد حلمى النبوي، الذى سقط على يد الإرهاب الغاشم، في انفجار عبوة ناسفة، أثناء استقلاله مدرعة لمتابعة الحالة الأمنية، بمدينة رفح، حيث شيع الآلاف من الأهالي جنازة الشهيد، في مشهيد مهيب، اتشحت خلاله المدينة بالسواد، حزنًا على رحيل البطل، وخرج الأهالي يتسابقون في تشييعه إلى مثواه الأخير، معلنين رفضهم للإرهاب الغاشم، حيث رددوا الهتافات المناهضة للإرهاب، ومطالبين بالقصاص للشهداء الذين ارتوت الأرض المصرية بدمائهم، ليتحقق الأمن والأمان للمصريين. خيمت حالة من الحزن على عائلة الشهيد، فور انتشار نبأ استشهاده، وعلت وجوههم حالة من الحزن الشديد، فيما تلقت عائلة الشهيد، العزاء من قيادات الشرطة، وعلى رأسهم اللواء محمود يسري، مدير أمن القليوبية، واللواء عرفة حمزة، مدير إدارة البحث الجنائي، حيث قدم يسري واجب العزاء لأسر الشهداء نائبًا عن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، فى الحادث الأليم . من ناحية أخرى تحولت جنازة الشهيدين إلى مظاهرة رافضة للأعمال الإرهابية، حيث راح المشاركون فى الجنازة يرددون الهتافات المناهضة للإرهاب، قائلين "الشعب يريد إعدام الإرهاب"، حتى تم الانتهاء من مراسم الجنازة العسكرية، التى تقدمها قيادات الشرطة، فيما تم نقل جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير، بمقابر العائلة فى المنصورة، حيث تقيم أسرته هناك، كما طالب المشاركون فى تشييع الجثمان بالقصاص العادل والناجز من الإرهاب. رحل الشهيد عن عمر يناهز 42 عاما، تاركًا ثلاثة أطفال، هم، "فاطمة"، و" أحمد"، و" آية" وزوجة شابة تدعى سلوى محمد، إنهارت تمامًا عند معرفة الخبر، ودخلت في نوبة بكاء متواصل هي ووالدة الشهيد، واكتفين بترديد "حسبي الله ونعم الوكيل "، " منهم لله الإرهابيين القتلة"، وقامتا باحتضان أبناء الشهيد في مشهد أبكي الجميع. من جانبه قال شقيق الشهيد الأصغر، "السيد"، 32 عامًا، موظف، الشهيد كان بمثابة الأب والأخ، مطالبًا بالقصاص لشقيقه، وزملائه ممن اغتالتهم أيادي الغدر، مشيرًا إلى أن والد الشهيد متوفى منذ 10 سنوات، وأنه كان يتمنى الشهادة. وأضاف "السيد"، أن أسرة الشهيد المكونة من والدته وزوجته، تقيم فى المنصورة، بينما يقيم أعمامه فى شبرا الخيمة، وأن آخر مرة شاهد فيها شقيقه شعر أنه كان يودعه للمرة الأخيرة. وعن علمه بالخبر الذى سقط عليهم كالصاعقة، قال شقيق الشهيد، إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من أحد قيادات وزارة الداخلية، وعلى الفور انتشر الخبر فى المدينة، وتجمع المئات لتقديم واجب العزاء فى الشهيد، وطالب شقيق الشهيد، بالقصاص من القتلة والإرهابيين. وأما نجل شقيقة الشهيد، مجدى السيد، عامل، فقد طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقصاص العادل من الإرهابيين، معترضًا على طريقة التعامل في قضايا الإرهاب أمام المحاكم المدنية. ومن جانبه وصف عماد القناوى، موظف، أحد جيران الشهيد، بأن الشهيد صاحب خلق، ومحترم، موضحًا أنه كانت تجمعه صداقات وعلاقات طيبة بالكثير من أبناء المنطقة، على الرغم من أن أسرته تقيم بالمنصورة. من جانبه أعلن اللواء محمود يسرى، مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية، أن العمليات الإرهابية لن تثنى أبناء الشرطة، عن تقديم أرواحهم فداء للوطن، وتحقيقًا للأمن والأمان، موضحًا أن سقوط الشهداء يشعل الحماس لدى ضباط وأفراد الجهاز الأمني للتفانى في الشهادة والقصاص من الجماعات الإرهابية والتكفيرية، التى لا تريد استقرارا للبلاد.