كشفت قيادات ومصادر قبلية سيناوية عن نجاح حملات قوات الجيش فى إجبار عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس» على النزوح من أغلب البؤر التى يختبئون بها فى الشيخ زويد ورفح إلى منطقة صحراوية واحدة تقع بين العريش والشيخ زويد، مرجحين أن تكون هذه الخطوة تمهيداً لضربة قاضية تقتلع الجماعة الإرهابية نهائياً من سيناء. وقال الأهالى إنهم لاحظوا أن عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس» تجمعوا منذ أكثر من أسبوع فى منطقة عرضها 15 كيلومتراً شرقاً وغرباً، وطولها 20 كيلومتراً جنوباً وشمالاً، وتبدأ من أبوالعراج واللفيتات وطريق الملح، حتى مناطق غرب المطار ومخزينة والجميعى والكيلو 17 قبيل طريق البرث. وأضافوا أن المسلحين يستخدمون هذه المنطقة نقطة ارتكاز وانطلاق لعملياتهم التى باتت مقصورة على زرع عبوات ناسفة بطرق مدرعات القوات الأمنية. وقال «محمد. ع»، من أهالى الشيخ زويد، إن قوات الجيش أجبرت أغلب المسلحين على النزوح من الشيخ زويد ورفح، بفضل حملات المداهمات المستمرة والمكثفة التى تشنها القوات يومياً على قرى غرب وجنوب رفح، وغرب وشرق الشيخ زويد، إضافة لتمشيط عربات الجيب العسكرية الجديدة المدينتين لأكثر من 10 مرات يومياً. وأضاف أن «أنصار بيت المقدس» والجماعات المسلحة الأخرى التى تندرج تحت عباءتها، اضطروا للتجمع فى مكان واحد، ينطلقون منه لشن هجماتهم، ورغم رصد القوات تحركاتهم فإنهالا تتحرك باتجاههم. وأوضح «م. س»، من أبناء القبائل، أن الأجهزة الأمنية تراقب تحركات سيارات المسلحين جيداً، وتتركهم دون أية مضايقات، ما يطرح تساؤلاً وحيداً، هو: هل القوات الأمنية تجمع المسلحين فى مكان واحد استعداداً لمعركة فاصلة تعلن بعدها أن «سيناء خالية من الإرهاب»؟ وتابع قائلاً: إجابة هذا السؤال باتت الشغل الشاغل للكثيرين من أهالى سيناء الذين أتعبتهم الأوضاع الأمنية المنفلتة والملاحقات المستمرة. وعلق «خالد سواركة» قائلاً: الواضح أن المسلحين يتجمعون لمصيرهم وأن المعركة الفاصلة باتت على الأبواب، مشيراً إلى تصوير طائرة حربية وطائرة استطلاع المنطقة التى يتجمع بها أنصار بيت المقدس بشكل دقيق، إضافة إلى امتلاك أجهزة الاستخبارات قائمة بأعداد وأسماء أغلب المسلحين الذين يتحصنون فى المنطقة. وحول طبيعة المنطقة التى تختبئ بها الجماعات الإرهابية، قال الأهالى إن المنطقة تتميز بأنها صحراوية وليست بها طرق أسفلتية، وبها مرتفعات تستطيع السيارات أن تحتمى بها دون أن تراها الطائرات. وأكد مصدر قبلى مقرب من الأجهزة الأمنية أن الأمن لديه معلومات دقيقة حول تحركات الإرهابيين، مضيفاً أن الجيش ينتظر ساعة الحسم، وأنه لم يبق أمام المسلحين إلا النزوح للمنطقة المجمعة بعد تضييق الخناق عليهم داخل المدن والقرى التى كانوا يختبئون بها.