"الخسائر تجاوزت المليار" رد جاهز لا يغيب عن بال هاني ضاحي، وزير النقل، أو اللواء إسماعيل النجدي، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، في حديثهما عن هيئة السكك الحديدية ومترو الأنفاق، في غفلة عن كونهما مرافق خدمية بالدرجة الأولى، يقتطع المصري رسومهما من قوته نظير الحصول على خدمة متميزة تخضع للتطوير وسبل الأمان دوريًا. سنوات عجاف مضت على مرفقيّ مترو الانفاق والسكة الحديد دون أي تطوير يذكر، وكلمة السر لا تتبدل عبر الزمن "الخسائر فائقة"، بحسب المهندس عادل الكاشف، رئيس الجمعية المصرية لسلامة النقل والمواصلات، مضيفًا: "بسبب عدم وجود صيانة دورية أو خطة موضوعة لمرفق الكهرباء والمياه والصرف الصحي لافتقادهم الإدارة وإعمال القانون وغياب الضمير". "التذكرة " بمثابة العقد بين كريم جمال، المواطن الذي يقطع رسومًا في المترو يوميًا والقطار بصفة شهرية للتوجه إلى عمله أو زيارة أهله، وبين الدولة التي عليها توفير سبل الراحة والأمان له خلال رحلته، بحسب قوله: "ساكن في السيدة زينب وبركب المترو كل يوم علشان شغلي موجود في بولاق الدكرور، وبسافر كل شهر لأهلي في الصعيد"، مضيفًا أن الرسوم التي يدفعها وقدرها جنيه لتذكرة المترو و40 جنيهًا بالقطار لا تشفع له في الحصول على خدمة ملائمة. الشاب العشريني يخفق قلبه فرحًا حين يصل بسلام لوجهته بعد استقلاله أيًا من مترو الأنفاق أو السكة الحديد بسبب ما يكابدهما من إهمال متراكم وحوادث يتابعها عبر وسائل الإعلام، "الحوادث نتيجة طبيعية لإهمال سنين وضمير مات بين العاملين فيه".