492 حادثاً فى 5 أشهر فقط، بحسب إحصائية هيئة الإسعاف، من بينها 337 حادثاً وقعت على الطرق السريعة الداخلية، دفعت البحر الأحمر لتحقيق رقم قياسى، وجعلتها تحوز المرتبة الأولى فى عدد الحوادث، التى أدت إلى إصابة 576 شخصاً، ومصرع 86 آخرين. وما بين اتهام السائقين للدولة بالتقاعس فى صيانة الطرق المتهالكة، وبين تأكيد مرور البحر الأحمر أن تعاطى السائقين للمخدرات هو السبب، وأن 321 منهم جاءت نتيجة تحاليل الكشف عن تعاطيهم المخدرات إيجابية، تبقى الحقيقة تائهة ويصبح الموت بلا ثمن. «الوطن» جمعت كل الخيوط المتعلقة بهذه الظاهرة الخطيرة من وجهة نظر كل أطرافها، للوصول إلى الأسباب الحقيقية والتعرف عن طرق مواجهتها للحد منها، والقضاء عليها نهائياً. وقال، د. حسام جميل، مدير مرفق الإسعاف بالبحر الأحمر إن سبب ارتفاع معدل الحوادث على هذه الطرق، خاصة «سفاجا- قنا»، و«سفاجا- سوهاج» بسبب عدم وجود علامات إرشادية وكثرة المنحنيات الخطيرة، وعدم وجود إضاءة عليها، وضعف مستوى الخدمات، لافتاً إلى أن طريق «سوهاج- سفاجا الجديد»، شبكة الاتصال به ضعيفة جداً، مما يصعّب معرفة مكان وقوع الحوادث. السائقون اتهموا الدولة بالإهمال فى صيانة الطرق، وقال أحمد فاروق، سائق سيارة نقل ثقيل: إن الطرق السريعة فى مصر تحولت إلى مقبرة لحصد أرواح المصريين، فهى طرق متهالكة لا تصلح للاستخدام ولا توجد بها أى عوامل للسلامة، ومعظمها بلا علامات إرشادية، ومظلمة، ولا توجد أعمدة إنارة على الطرق السريعة إلا عند مداخل المدن، أما باقيها فلا توجد بها أى إنارة، ناهيك عن الحفر العميقة فى وسط الطريق، وهى الأكثر خطورة لأنها تظهر بصورة مفاجئة والبعض يحاول تفاديها ما يؤدى إلى انحراف عجلة القيادة وانقلاب السيارة. خبراء المرور، ومنهم العميد هشام كمال، مدير إدارة مرور البحر الأحمر، يقولون إن العنصر البشرى هو السبب الرئيسى لوقوع كل حوادث الطرق، بداية من تجاوز السرعة المقررة والرعونة فى القيادة، وطول مسافات الطرق السريعة التى تجعل السائقين يتعجلون فى قطع المسافة فى وقت زمنى قصير. وقال العميد هشام كمال: بعض السائقين يهوى القيادة ليلاً للهروب من الزحام وقت الذروة، ويضطر إلى السهر لفترات طويلة، والبعض منهم يدمن المنبهات أو الأقراص المخدرة لتحمل مشقة السفر والسهر، والتحاليل أثبتت تعاطى أعداد مخيفة من السائقين للمواد المخدرة، التى تؤدى بهم إلى عدم التركيز وفقدان الوعى ما يؤدى بهم إلى التهلكة ووقوع العشرات من الحوادث. وأضاف: «نحن دائما لهم بالمرصاد»، من خلال تحاليل عينات الدم العشوائية والرادارات المنتشرة على الطرق السريعة، التى تعمل طوال ساعات اليوم. وقال العقيد رضا النحاس، رئيس مباحث مرور البحر الأحمر: إن هناك حملات مستمرة لتفتيش سيارات النقل الثقيل والعام والأجرة، وتم ضبط كميات مختلفة من المواد المخدرة بحوزة بعض السائقين بقصد التعاطى، وهى التى تؤدى إلى وقوع الحوادث أو الجرائم التى تحدث تحت تأثير المخدرات. وقال مصدر بالإدارة العامة للمرور، رفض ذكر اسمه: إن غالبية السائقين يتعاطون الحشيش والبانجو والأقراص المخدرة، ولا يستطيعون القيادة بدون التعاطى.