حلايب وشلاتين واحدة من أكثر النزاعات الحدودية التي أثارت جدلا واسعًا في العالم منذ أكثر من 60 عامًا وحتى يومنا هذا، فمثلث حلايب شلاتين الواقع في أقصى الجنوب الشرقي للحدود المصرية المتاخمة للسودان، تبلغ مساحته 20.580 كم2 توجد به ثلاث بلدات كبرى، هي: حلايب وأبورماد وشلاتين. سكان "حلايب" الذين تعود أصولهم إلى شعب "البجا" الذين يعود نسلهم إلى كوش بن حام بن نوح، وينتمون إلى قبائل البشارين والحمدأواب والشنيتراب والعبابدة التي ينتشرون على المناطق المتاخمة لساحل البحر الأحمر ويشهرون بالرعي. تعد المنطقة ذات أهمية إستراتيجية للبلدين فحلايب التي تتطل على البحر الأحمر تعد منطقة سطوع شمسي كثيف تسعى الحكومة المصرية للاستفادة منها توفير طاقة كهربائية لسد أزمة الكهرباء التي أصابت السوق المصرية في السنوات الأخيرة، إضافة إلى أن باطن المنطقة مليئ بالمعادن النفيسة، والذهب الأسود كان سببًا رئيسيًّا في دخول القوات المصرية إلى حلايب في 1992 عقب رفض القاهرة إعطاء الخرطوم حق التنقيب عن النقط في حلايب في تلك الفترة. حلايب، التي تعتبر مؤشرًا قويًا على طبيعة التوتر أو التقارب في العلاقات المصرية السودانية، تطفو على السطح بين الحين والآخر من خلال تصريحات هنا وأخرى هناك تؤكد سيادة الطرفين على المنطقة دون تلميح لتصعيد مباشر سواء على الصعيد السياسي أو العسكري بين البلدين، ستكون مادة خصبة للتصريحات المتبادلة بين الطرفين، بخاصة عقب إعلان لجنة الانتخابات الرئاسية في السودان وضع حلايب وشلاتين ضمن الدوائر الانتخابية في الانتخابات المقبلة. يرى أزهري أبو اليسير نائب رئيس الجبهة الوطنية العريضة لإسقاط النظام السوداني، أن الإجراء الذي قامت به مفوضية الانتخابات السودانية بوضع حلايب وشلاتين ضم الدوائر الانتخابية للانتخابات الرئاسية في عام 2014 هو إجراء روتيني متوقع من قبل الحكومة السودانية يتم في مختلف الانتخابات البرلمانية والرئاسية، فحلايب وشلاتين لها مقعدان في البرلمان السوداني. وأضاف نائب رئيس الجبهة ل "الوطن" أن كلا الحكومتين المصرية والسودانية يتعامل مع المنطقة على أساس أنها تقع تحت سيادته، ومعظم مواطنو حلايب لديهم بطاقات هوية سودانية ومصرية ويشاركون في انتخابات البلدين. وشدد أبو اليسير على أن المعارضة السودانية تتعامل مع حلايب على أنها أرض سودانية تحتلها قوات أجنبية وتفرط فيها حكومة الخرطوم، مشيرًا إلى طرح نموذج التكامل في التعامل مع أزمة "حلايب وشلاتين" هو الأمثل للدولتين وبناء عليه لا يحق لكلا الدولتين إقامة أي استحاقات انتخابية فيها. وفي سياق متصل، أوضح هاني رسلان الخبير الإستراتيجي، أن قرار اللجنة الانتخابية في السودان بوضع منطقة حلايب وشلاتين ضمن الدوائر الانتخابية في انتخابات 2014 يعد إجراء متوقعًا لحفظ الحقوق السودانية في ما يتعلق بسيادة السودان على حلايب لأن تجاهل هذه المنطقة في الانتخابات يعد اعترافًا ضمنيًا بأن حلايب وشلاتين خارج السيطرة السودانية، ويقوى الموقف السوداني في الشكوى التي يجددها سنويًا في الأممالمتحدة فيما يتعلق بملف حلايب. وأضاف رسلان أن الانتخابات ستتم في المنطقة أسفل خط 22 الواقعة تحت السيادة السودانية، وأن المنطقة الواقعة فوق خط 22 هي منطقة سيادة مصرية، ولا يحق للسودان إجراء استفاءت فيها أو انتخابات حتى لو صرح بذلك، مشيرًا إلى أن هذا التصريح من اللجنة هو تصريح سياسي بالأساس هدفه "مخاطبة الداخل السوداني وتقوية موقف الحكومة أمام الرأى فيما يتعلق بقضية حلايب وشلاتين".