شهدت الساعات القليلة الماضية تساؤلات عديدة حول أسباب اقتران اسم ثلاثة من أهم مشايخ السلفية بالقضية المعروفة إعلاميًا ب"خلية داعش إمبابة"، وهم محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وأبواسحاق الحويني . البداية تعود، عندما أصدرت محكمة جنايات القاهرة، السبت الماضي قرارًا بضبط وإحضار الشيخ محمد حسين يعقوب؛ خلال نظر محاكمة المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بخلية داعش إمبابة، وفي تصريحات للمحامي خالد المصري، دفاع متهمين اثنين في قضية «خلية داعش إمبابة» كشف خلالها كواليس طلب شهادة الشيخين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب، وعقوبة تغريمهما ألف جنيه لتخلفهما عن الحضور. طلب شهادة حسين يعقوب ومحمد حسان في المحكمة وطلب «المصري»، قبل شهرين من محكمة جنايات أمن الدولة، مُوكلا للدفاع عن متهمين اثنين في القضية، الاستماع إلى شهادة الشيخين «حسان» و«يعقوب» بعد أن ذكر موكلاه في تحقيقات النيابة أنهما غير مُنضمين إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وعلاقتهما بالدين منحصرة في سماع خُطَب «حسان» و«يعقوب». واستعمت محكمة جنايات أمن الدولة، لشهادة محمد حسين يعقوب، اليوم، الذي أكد خلال شهادته أنه لا ينتمي لحزب سياسي وليس له علاقة بالفكر الجهادي أو الداعشي، وأنه لا يعلم شيئًا عن انتقال أحد المتهمين لمرحلة الفكر الجهادي، ثم انتقل للفكر الداعشى. كما قررت محكمة جنايات أمن الدولة، تأجيل محاكمة 12 متهمًا في قضية داعش إمبابة، لجلسة 8 أغسطس المقبل، لسماع شهادة الشيخ محمد حسان. ابو اسحاق الحويني وشهدت جلسة اليوم، ذكر اسم الشيخ أبواسحاق الحويني، عندما سألت المحكمة يعقوب، عن إقرارات المتهم، قائلا: إنه يتخذ أفكاره من خطب الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ مصطفى العدوى والشيخ أبو إسحاق الحويني، واستقى معلوماته والتزم دينيًا من خلال خطبهم. ورد الشاهد محمد حسين يعقوب، أنّ الشيخ أبو إسحاق الحويني يخاطب طلاب العلم، والشيخ محمد حسان يخاطب الملتزمين وأنا أخاطب العوام، وهنا فارق بيننا جميعا. العلاقة بين الفكر السلفي والفكر الداعشي من جانبه، أكد ماهر فرغلي، أنّ القواعد والمعالم الفكرية المبني عليها هذه التنظيمات جميعها واحدة، ولكنها تختلف في التطبيق، موضحًا أنّ أصل الفكر ذاته هو الرجوع للسلف وللأصول والنص الحرفي. وقال «فرغلي»، في تصريحات خاصة ل«الوطن»، إن كل التنظيمات السلفية تؤمن بالنص «الكتاب والسنة وأقوال السلف، وغيرها»، مضيفًا أن تلك التنظيمات متفقة في أقوال السلف. وتابع: «هناك تشارك بين هذه التنظيمات في الأحكام التي تصدر؛ فلا يؤمنون بالصوفية، وأن الشريعة غير مطبقة، لافتًا إلى أنّ التنظيمات تختلف فيما بينها في الدرجات، حيث أن تنظيم داعش يرى فكرة التغيير من الأعلى عبر حروب العصابات، عكس التيار السلفي الإصلاحي الذي يرى أنه يصلح المجتمع بالتربية والتكوين ومن ثم التصفية والوصول إلى السلطة.