استشهد 11 من ضباط وجنود الأمن المركزى، وأصيب اثنان آخران، إثر انفجار عبوة ناسفة، أمس، فى مدرعة شرطة أثناء حملة أمنية على بؤر الإرهاب بقرية الوفاق على الطريق الدولى العام بين الشيخ زويد ورفح، وقال مصدر أمنى إن التحريات الأولية أكدت وقوف خلية الإرهابى «فايز أبوشيتة»، وراء الهجوم للانتقام من الشرطة التى نجحت فى تصفيته ومساعده أحمد السويفى، قبل يومين. وأوضح المصدر أن بداية الهجوم الإرهابى كانت فى الساعة التاسعة من صباح أمس، مشيراً إلى أن سيارة ربع نقل، تقل مجموعة إرهابية اعترضت مدرعة الشرطة، أثناء تمشيطها منطقة قرية «الوفاق»، وفتح 3 إرهابيين كانوا يركبون فى صندوق السيارة، النار بشكل مكثف على قوات المدرعة، التى بادلتهم إطلاق النار فتظاهرت العناصر الإرهابية بالهرب، مع استمرارهم فى إطلاق النار على المدرعة التى أسرعت لملاحقتهم، حتى انفجرت فجأة عبوة ناسفة تم زرعها على الطريق بشكل وصورة جديدة لم تعهدها الأجهزة الأمنية من قبل، فى المدرعة. وأضاف المصدر أن العناصر التكفيرية، صنعت حفرة كبيرة وملأتها بالمواد المتفجرة، ووضعت بها 4 أسطوانات غاز، وردمتها بالتراب، كما وضعت عبوة ناسفة أخرى صغيرة الحجم متصلة بدائرة كهربائية قريبة من سطح الأرض، ووارتها بالتراب، وأوصلوا العبوة المرتبطة بشريحة تليفون وتايمر، بدائرة كهربائية مربوطة بأسطوانات الغاز. وتابع أن الإرهابيين استدرجوا قوة المدرعة لموقع التفجير، وقاموا بتفجير العبوة عن بُعد، ما أدى إلى حدوث انفجارين متتاليين، هزا المنطقة بالكامل، مؤكداً أن المتفجرات التى استخدمت فى العملية تتعدى كميتها ال 100 كيلوجرام، وتسببت فى إحداث حفرة وصل عمقها إلى مترين. وكشف المصدر أن التحريات الأولية أكدت وقوف خلية التكفيرى «فايز أبوشيتة»، التابعة لجماعة «أنصار بيت المقدس» وراء التفجير، انتقاماً من قوات الشرطة التى قتلت قائد الخلية ومسئول التسليح بها محمد حامد السويفى فى معركة المساعيد، قبل يومين، وداهمت بعدها وكر مجموعة «قطع الرؤوس» بقرية الوفاق، وتمكنت من تصفية 6 منهم والقبض على 10 آخرين. وقالت مصادر طبية وأمنية إن الانفجار أسفر عن استشهاد قوة المدرعة بالكامل، وهم قائد المدرعة النقيب محمود حجازى، و10 من مجندى الأمن المركزى. وأضافت المصادر أن التفجير أسفر كذلك عن إصابة اثنين من رجال الشرطة هما الملازم أول محمد عبدالحليم أبوشوشة، (25 عاماً)، مصاب بجرح قطعى بالرأس وجرح بالجبهة واشتباه ما بعد الارتجاج، ومساعد شرطة، صديق محمود صديق، (28 عاماً)، مصاب بجرح قطعى بالكتف واشتباه بكسر فى الساق اليسرى واليد اليسرى، مشيرة إلى أنه تم نقل المصابين لمستشفى العريش العسكرى، ومنه لمستشفى الشرطة بالعجوزة بطائرة خاصة لاستكمال العلاج. وقال شهود عيان من أهالى قرية الوفاق إن تعزيزات أمنية هرعت إلى مكان الحادث، لتندلع اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والشرطة والإرهابيين، مضيفين أن المسلحين سارعوا بالفرار من المكان بعد أقل من 5 دقائق من بداية الاشتباك، فيما فرضت القوات طوقاً أمنياً على منطقتى الوفاق والمطلة وطريق أبى طويلة غرب رفح، لملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة فى الهجوم. وأكد مصدر أمنى أن تعزيزات إضافية من قوات الجيش والشرطة وصلت للمنطقة لتمشيطها بشكل موسع، تحت غطاء من الطيران لتطهيرها من العناصر الإرهابية، وضبط منفذى الحادث وتضيق الخناق على الإرهابيين لسرعة ضبط الجناة. وبالتزامن مع مداهمات قرية الوفاق، شنت 3 وحدات من قوات الجيش الثانى الميدانى، مدعومة بالمجنزرات وسيارات الهامر والدبابات، وتحت غطاء جوى من طائرة بدون طيار «الزنانة»، حملة أمنية مكبرة، على منطقة العجرة جنوب قرية الجورة. وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوى انفجارات بالمنطقة، وشاهدوا الطائرة وهى تطلق الصواريخ على عدة أهداف، فيما أكد مصدر أمنى تدمير 12 بؤرة إرهابية، ومقتل عدد كبير من الإرهابيين، مشيراً إلى أن الحملة جاءت بعد ورود معلومات باختباء عناصر «أنصار بيت المقدس»، بالمنطقة واختبائهم فى أنفاق أرضية، بالإضافة إلى خنادق يتم إخفاء سياراتهم الكروز داخلها.