نستكمل الحوار الذى دار مع الرئيس، وكنت فيه متحمساً، ومنتهزاً للفرصة لأطرح عليه بعضاً مما يجول بخاطرنا جميعاً: يا ريس: أنا مش عايز أتقّل على سيادتك.. لكن أنا عندى سؤال بيقلقنى، وعندى طلب مهم جداً. الرئيس: اتفضل.. أنا عاوز أسمعك. السؤال: يا ترى حضرتك عندك «رؤية استراتيجية» للمشروع الحضارى المصرى اللى بنحلم بيه؟ لأنى خايف نشتغل فى كل اتجاه.. قناة السويس من ناحية، وعاصمة جديدة، وساحل شمالى وتوشكى تانى وغيره، وبعدين نقع فى مشاكل؟ الرئيس: انت ماتعرفش طريقتى فى الشغل.. إحنا بنشتغل بخُطط مدروسة أوى، وكل حاجة معمول حسابها.. عاوزك تطمئِن، وتُطمئن كل الناس.. دى بلدنا، وإحنا مسئولين عنها ومسئولين قدّام ربنا والشعب، وبنشتغل ليل نهار بطرق علمية، ومستعدين نعمل أى حاجة علشان تقف على رجليها. والناس تحس بالتحسُّن فى معيشتها، والشباب يلاقى شغل ويحقق ذاته وحلمه.. الشباب لازم يعرف إنه على أولوياتنا وفى عيننا.. لكن خلوا بالكو إحنا ماعندناش وقت.. إحنا بنسابق الزمن، ولازم نهزم الفقر.. نهزم الفقر. وصمت لثوانٍ.. آخر حاجة يا ريس: أنا عايز حضرتك النهارده لو ممكن تُصدر قرار بالإفراج عن أى «فلاح» مسجون أو هربان لغاية عشرة آلاف جنيه أصل دين.. لأنها ديون معدومة، ولو باع عياله وهدومه وجاموسته مش هيقدر يدفع.. والثانية الإفراج عن كل مصرية أو مصرى مسجون علشان قسط غسالة ب200 جنيه ولغاية 2000 جنيه، لأنه مش معقول ناس تاخد دعم بالملايين، وناس مش لاقية تاكل. الرئيس: طيب ما القوات المسلحة سددت ديون الغارمين. صحيح وكتر ألف خيرهم، ولكن ما زال فيه ناس مسجونين، وما زال القانون موجود وبيحبس على 100 جنيه، وكل يوم ناس غلابة بتتحبس. الرئيس: حاضر.. هندرس كل ده.. بس تانى ماتنسوش إننا بقالنا شهرين.. ساعدونا واقفوا معانا، وأنا باكرر دايماً الكلام ده.. إحنا كلنا مسئولين.. وكلنا لازم نشارك، وانتو قادة الرأى عليكم مسئولية كبيرة. يا ريس سؤال أخير: ليه سيادتك كل لما نيجى نشكل حكومة أو نجيب محافظين.. «نحتاس» ونقع فى حيص بيص، ونجيب أساتذة جامعة، ولواءات جيش وشرطة، وقضاة، وحصص لكل طايفة؟ الرئيس: طيب ماتجيبولنا ناس، صحيح مصر مليانة كفاءات، بس هنعرفهم إزاى؟ وانتو شايفينا ليل نهار شغالين؟ ساعدونا.. وخلينا نشتغل مع بعض، إيدينا فى إيدين بعض، ولّا إيه؟ أوعدك يا ريس.. . هنرجّع «بنك الأفكار: من جديد، وهنجمّع من المصريين بره وجوه، كل المشروعات مدروسة الجدوى، وكل المبادرات والحلول.. وكمان هنعمل «بنك الرجال» هنسميه «بنك الوطن».. وهدفه البحث عن 20 شخصية تنفع رئيس حكومة، و20 وزير لكل وزارة، و20 محافظ لكل محافظة.. وهنقدّمهم لسيادتك، والأمن يكشف عليهم، ولو صفيناهم على خمسة ينفعوا وزير لكل وزارة، وخمسة ينفعوا محافظين لكل محافظة، ينطبق عليهم المواصفات القياسية والمعايير الدولية فى الإدارة + خمسة شباب مساعدين لكل وزير وكل محافظ عشان نخلق صف تانى. الرئيس: لو عملتو ده يبقى كتر خيركم، ويبقى كده بنساعد بلدنا، ولازم كلنا نعرف أن المصريين الطيبين معتمدين على ربنا وعلينا كلنا.. وعموماً أنا منتظر منك الأفكار والمشروعات والأسماء، ونتقابل بعدها وبشكرك كتير.. مع السلامة. مع السلامة يا ريس. ملحوظة: أعرف أن حضراتكم كنتم تأملون فى سماع رأى وكلام الرئيس أكتر من سماع رأيى.. ولكن الرئيس بطبعه يُفضّل أن يسمع أكثر مما يتكلم.. ثانياً: «ليس كل ما يُعرف يُقال». ■ وبعد هذه المكالمة يمكننا أن نقول: إن عصر «خليهم يتسلوا» قد انتهى، ومحدش يقدر يقول بعد كده: «انتو بتنفخوا فى قربة مقطوعة». ملحوظة: الكرة الآن فى ملعبنا جميعاً.. مطلوب من كل مصرى ومصرية لديه مشروع للوطن أو فكرة مدروسة أن يرسلها إلينا، وكل واحد يرى فى نفسه الكفاءة والقدرة على العمل التنفيذى أن يتقدّم بأوراقه، والغريب أننا نكرر دائماً أن مصر مليئة بالعقول والعباقرة، وعندما تسأل أى شخص: هل يمكنك ترشيح 3 أسماء ينفعوا وزراء أو محافظين.. يصمت.. ويبقى لى تعليق على الحوار، أتوجه به إلى السيد الرئيس: صباح الخير سيادة الرئيس: أولاً: أعتذر لسيادتك على: أننى من فرط حماسى، وشدة غيظى من الذين يتاجرون بقوت الفلاح والمواطن، دخلت فى المواضيع مباشرة على طريقة الخواجات، وفاتنى فى نهاية المكالمة أن أقول لك: (1) «شكراً».. شكراً على طولة بالك، وسعة صدرك، وحوارك الممتع الذى شعرت فيه بمدى احترامك للرأى الآخر. (2) هذه «المكالمة» هى وسام على صدر كل كاتب رأى حر. (3) أنا فخور بأنك رئيس لبلادى، فتحية لك ولجيش مصر الذى حمى المحروسة من كل الأشرار. (4) نحن «خدامين مصر» وسنظل مخلصين لها، جادين فى الدفاع عنها بنفس عزيمتك وشجاعتك وحسمك، وسنوافيك بما وعدناك به. وغداً نستكمل مع وزير التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة!! تحت عنوان: «كلام الوزير حق.. يُراد به باطل».