سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ديفيد شينكر: قناعات الرئيس المصرى أن 11 سبتمبر «مؤامرة يهودية» تسىء للأمريكيين.. ونطالبه بتغيير رأيه مدير برنامج الدراسات العربية بمعهد واشنطن ل«الوطن»:سياسة رومنى تجاه مصر ستكون أكثر حزماً فى ملفات التسامح الدينى والمرأة
«العلاقات المصرية - الأمريكية باتت متوترة، ولكن من السابق لأوانه أن نتحدث عن قطع المساعدات الاقتصادية والعسكرية عن القاهرة»، كلمات أوجز بها رئيس برنامج السياسة العربية فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ومستشار البنتاجون السابق للشئون العربية ديفيد شينكر، شكل العلاقات بين واشنطنوالقاهرة مؤخرا، مؤكدا فى حواره مع «الوطن» أنه إذا فاز الرئيس الأمريكى باراك أوباما بولاية ثانية فى نوفمبر المقبل، فإنه سيدعم الحركات الإسلامية، أما المرشح الجمهورى ميت رومنى فسيكون أكثر حزما مع القاهرة. * بداية، كيف ترى العلاقات المصرية - الأمريكية بعد أحداث السفارة الأمريكيةبالقاهرة؟ - العلاقات متوترة، هناك شعور عام فى واشنطن بأن إدارة الرئيس محمد مرسى لم تتخذ خطوات جدية لمنع الهجوم على السفارة، وفاقم الأمر تلكؤ الرئيس مرسى فى تقديم اعتذار رسمى للقيادة الأمريكية. * ما رأيك فى تصريحات أوباما بأن مصر ليست حليفا ولا عدوا؟ - أظن أن خفضه توصيف العلاقات مع مصر من حليف إلى صديق يعكس رؤية واشنطن للعلاقة مع مصر هذه الأيام وتوتر العلاقات الذى تحدثت عنه. * تعالت أصوات عدة فى الولاياتالمتحدة تطالب بقطع المساعدات العسكرية والاقتصادية عن مصر فى أعقاب الهجوم على السفارة، هل تؤيد ذلك الاتجاه؟ ولماذا؟ - أعتقد أنه من السابق لأوانه مناقشة هذا الأمر، المساعدات الأمريكية لمصر مبنية على عدد من الأمور، تشمل -من بين عدة أشياء- استمرار التعاون الاستراتيجى ما بين القاهرةوواشنطن فى ملف مكافحة الإرهاب، والتزام مصر باتفاقياتها الدولية وبالأخص معاهدة السلام مع إسرائيل، وتعامل الإدارة المصرية مع ملفى حقوق الأقليات والمرأة. * طالبت فى إحدى كتاباتك عقب أحداث السفارة بألا يقابل أى مسئول أمريكى الرئيس مرسى لدى زيارته الأخيرة إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما الحكمة من وراء ذلك الطرح؟ - نعلم جميعا أن أحد أهم الالتزامات الدولية التى تقع على عاتق الدول الحديثة هو حماية الأراضى الخاضعة للسيادة الدبلوماسية للدول الأخرى والموجودة فى نطاق إقليمها، وقد ظهر للجميع أثناء أحداث السفارة الأمريكيةبالقاهرة أن الأوضاع الداخلية أو المنافسة بين الإخوان والسلفيين قادت مرسى لاتخاذ قرار بعدم حماية السفارة. وبغض النظر عن كيفية حدوث ذلك، ما فاقم صدمتنا كأمريكيين أن الرئيس مرسى، الذى يرأس دولة استقبلت مساعدات أمريكية قاربت 70 بليون دولار فى الثلاثين عاما الماضية، لم يسارع بتقديم اعتذار رسمى عما حدث، وهذا فى حد ذاته كان كفيلا بتقويض العلاقات المصرية الأمريكية. * هل تغير الأمر بعد أن تعهد مرسى بحماية السفارات الأجنبية؟ - بعد أن أدان الهجوم على السفارة، ووعد بتنفيذ التزام مصر بحماية السفارات الأجنبية، لا أرى أى مشكلة فى لقاء مرسى والرئيس أوباما. وللعلم، هناك أصوات عدة فى الولاياتالمتحدة تطالب بعقد لقاء بين أوباما ومرسى لمناقشة اعترافه بأن هجمات 11 سبتمبر 2011 التى أسفرت عن مقتل 3000 أمريكى ارتكبها تنظيم القاعدة، فحتى الآن ما زال مرسى يتحدث عنها بأنها مؤامرة يهودية، وهذا اعتقاد يسىء للأمريكيين كثيرا. * قلت فى إحدى كتاباتك إن الإخوان المسلمين يقفون وراء أحداث السفارة، ما دليلك على ذلك؟ - أسابيع قبل الأحداث، دعت الجماعة الإسلامية للتظاهر أمام السفارة لدعم الشيخ عمر عبدالرحمن -العقل المدبر لأول تفجير ل«مركز التجارة العالمى» عام 1993- والمطالبة بالإفراج عنه. والإدارة المصرية التى يقودها حزب الحرية والعدالة لم تتخذ أى خطوات لمنع المظاهرات من الخروج عن السيطرة، وبعدها دعت جماعة الإخوان نفسها لتظاهرات ضد الولاياتالمتحدة فى اليوم التالى لذكرى 11 سبتمبر، وما لبثت أن تراجعت عنها، وإن ظلت معلومات عن التظاهرات وأماكنها تتصدر موقعها الإلكترونى. بعبارة أخرى، «الإخوان» ربما لم يكونوا قد خططوا للهجوم إلا أن التنظيم سرعان ما تقبله لاستثارة التوترات الطائفية وزيادة نفوذه الذى يُكسبه شعبية فى الشارع بسبب معاداته للأمريكيين. * هل ترى أحداث العنف حول السفارات الأمريكية فى الشرق الأوسط دليلا على فشل استراتيجية أوباما فى التعامل مع الصعود الإسلامى فى تلك الدول، كما ذكرت بعض الصحف الأمريكية؟ - أوباما لم يكن لديه خطة أو استراتيجية للتعامل مع صعود الإسلاميين لسدة الحكم فى بعض الدول المحورية فى الشرق الأوسط، ولكنه شجع حكومات الإخوان بصفة خاصة والإسلاميين بصفة عامة. * وهل سيستمر أوباما فى دعمه للإسلام السياسى فى دول الربيع العربى إذا ما انتخب لفترة ولاية ثانية أم ستتغير سياساته؟ - أتوقع استمرار نفس سياسات أوباما الداعمة للحركات الإسلامية فى حال بقى فى البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى. * فى رأيك، هل ستتغير السياسة الأمريكية تجاه مصر فى حال فوز مرشح الحزب الجمهورى ميت رومنى فى انتخابات الرئاسة فى نوفمبر المقبل؟ - فى حال تغير القيادة الأمريكية، ستظل التغيرات الآنية والدرامية فى السياسة الخارجية الأمريكية غير محتملة. وعلى الرغم من ذلك، أتوقع مزيدا من التركيز مع مصر، بعبارة أخرى اتباع سياسة أكثر حزما مع مصر فيما يتعلق بملفات الأقليات والتسامح الدينى وحقوق المرأة، إذا فاز رومنى بالرئاسة. * ما رؤيتك لمستقبل الديمقراطية فى مصر، فى ظل صعود التيار الإسلامى لسدة الحكم، والضبابية التى تحيط بالدستور الجديد؟ - القيادة المصرية جاءت بانتخابات حرة ونزيهة، ولكن مصر الآن بعيدة كثيرا عن الديمقراطية. العالم زاخر بأمثلة لحكومات جاءت للسلطة بانتخابات ديمقراطية، ولكنها اتجهت تدريجيا إلى أنظمة ديكتاتورية، سلطوية أو ثيوقراطية.