«أنا اسمى دودة، وفى يوم من الأيام شربت الدخانة وبلعت البرشامة ودخلت فى دوامة، وقلت أروح ميدان التحرير أطمن على عجلة الإنتاج، المهم دخلت لقيت ناس بتبيع وبتشترى وبتزعق، وبتنده بصوت عالى، فوط فوط فوط، شوك شوك شوك، أنا قلت مليش فى جو الموالد دا، لالالا، أنا عاوزة شوية أكشن، قمت دخلت شارع حمادة محمود، لاقيت شاب لطيف قلت له مساء الخير أنا اسمى الدودة قال لى إزيك يا دودة أنا اسمى الثائر، لاقيت واحد واقف جنب الثائر بيقول بصوت عالى: أوعى القنابل، أوعى القنابل»، كلمات يتكامل معناها بأداء أصحابها، الذين يتبادلون الحديث بالغناء خلال ما يشبه «اسكتش»، يقدم قصة مضحكة وعبرة فى الوقت نفسه. تنتمى كلمات الأغنية السابقة إلى ما يعرف ب«الموسيقى الكوميدية» وهو نوع من الموسيقى أظهر عدد من الفرق المصرية التى تحاول احتراف تأديته، والتخصص فيها دون غيرها، «لايك جيلى» واحدة من تلك الفرق، يغنى أعضاؤها أغنية «دودة» وغيرها الكثير من الأغانى التى تبدو كلماتها ومعانيها غريبة على أذن المستمع. «بصراحة مش عارف إيه هو معنى الموسيقى الكوميدية، لكن هى حاجة أقرب للفن اللى الناس بتقول عنه اسكتشات، إنك تسمع مزيكا حلوة وتضحك، هى دى الموسيقى الكوميدية على ما أعتقد»، ببساطة شديدة يلخص يوسف عطوان أحد أعضاء فرقة «لايك جيلى» معنى الموسيقى الكوميدية لديه، «بنقدم فكرة، ممكن تضحك ناس، وتضايق ناس تانية وجهة نظرهم غير وجهة نظرنا». الفرقة التى ينتمى أعضاؤها إلى تخصصات دراسية وعملية مختلفة تتراوح بين التجارة والبيزنس والعلوم السياسية والإعلانات «مفيش دراسة رسمية للموسيقى الكوميدية، إحنا عن نفسنا متابعين حاجات كوميدى قديمة وجديدة، عربية وأجنبية، بنتفرج عليها باستمرار» يتحدث يوسف الشاب ذو ال 25 عاما عن تراث الفن الذى يقدمه وأصدقاؤه، الذى يرى أنه فن قديم فى مصر مر بفترات انقطاع، ولم يلبث أن عاد فى شكل شبابى جديد هذه الأيام، يتذكر المغنى الشاب اسكتشات ثلاثى أضواء المسرح، ومونولوجات إسماعيل يس، وشكوكو. يستعيد الأيام الأولى لفرقتهم التى لا يتذكر أحد منهم لماذا أطلقوا عليها «لايك جيلى»، يقول «إحنا كنا بنلعب مزيكا عادى، أغانى لفرق أجنبية، وأغانى عربى وإنجليزى بتاعتنا، وبالصدفة الكوميديا ظهرت فى أدائنا، ابتدينا نهرج شوية على المسرح لقينا الناس متقبلة، فكملنا، ومن سنة وثقنا فى نفسنا وبقينا نقول إحنا اللى بنلعب مزيكا كوميدى» يرى المغنى الشاب أن وصفهم بأصحاب موسيقى كوميدى يحمل فى طياته عيبا وميزة فى الوقت نفسه، فهو من ناحية يشعر أنه قادر على إضحاك الناس، ومن ناحية أخرى يشعر بالمسئولية عمن قد يدخل إلى عرضهم ولا تضحكه الكلمات أو العرض، فى النهاية يتغلب وزملاؤه على مخاوفهم ويخططون معا إلى مسرح غنائى استعراضى، يحفز غيرهم على خوض التجربة ذاتها، يقول «الأفكار كتير، والكوميديا موجودة.