86 عاما حصيلة رحلة الكاتب الصحفي الراحل مكرم محمد أحمد، الذي رحل اليوم بعد صراع مع المرض، منها نحو 60 عاما عاشها صحفيا، بداية من محرر بصحيفة الأخبار مرورا بترؤسه لتحرير عدد من الصحف وحتى فوزه بمنصب نقيب الصحفيين أكثر من مرة، والأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب، وأخيرا رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذي شغله منذ مارس 2017 وحتى يونيو 2020. ولد مكرم محمد أحمد في 25 يونيو من العام 1935، في مدينة منوف بمحافظة المنوفية، وحصل على مجموع 64% في الثانوية العامة ليلتحق بكلية الآداب قسم الفلسفة جامعة القاهرة، وتخرج في الكلية وحصل على الليسانس عام 1957، ليبدأ عمله الصحفي محررا بصحيفة الاخبار ثم مديرا لمكتب الأهرام بالعاصمة السورية دمشق. عمل مكرم مراسلا عسكريا بعدد من الدول، بدأها باليمن عام 1967 ثم تولى رئاسة قسم التحقيقات الصحفية بجريدة الأهرام، وفي العام 1980 شغل مكرم منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة المصور. نقابيا، خاض مكرم محمد أحمد المعركة الانتخابية أكثر من مرة، حيث فاز بمقعد النقيب للمرة الأولى في مارس من العام 1989 حتى مارس 1991 وأعيد انتخابه للمرة الثانية من مارس 1991 حتى مارس 1993 ثم انتخب للمرة الثالثة من يونيو 1997 إلى يونيو 1999، وفي المرة الرابعة خاض المنافسة على مقعد النقيب عام 2007، وحصل فيها على 70% من أصوات الناخبين، كما خاض المعركة الانتخابية على مقعد النقيب للمرة الخامسة والأخيرة عام 2009 أمام النقيب الحالي ضياء رشوان وفاز بالمنصب. وشغل الكاتب الصحفي الراحل منصب الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب، حتى حلّ عام 2013 حيث أعلن استقالته من الأمانة العامة للاتحاد، وقدّم الاستقالة قائلاً في خطابه: «أعفيت نفسي من المنصب لأسباب، أهمها أنّ البعض يسعى لتغيير قواعد الرئاسة والأمانة العامة للمؤتمر، ومع تسليمي بصحة المطالب كان لا بد من تأجيل هذا إلى حين أن يصادق المؤتمر على القانون الأساسي الجديد للاتحاد»، مشيرا إلى أنّ أسباب استقالته ترجع لما أسماه ب«الخلافات الشديدة بين أعضاء الوفد المصري التي تظهره بمظهر غير لائق». وتعد الوعكة الصحية الأخيرة لمكرم محمد أحمد هي الرابعة من نوعها منذ ترك منصب رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في يونيو من العام الماضي، لكنها لم تكن مثل المرات السابقة، حيث كُتب معها مشهد النهاية لرحلة طويلة داخل غرفة العناية المركزة.
