على الرغم من فتاوى رجال الدين وتحذيرات اللجنة العليا للانتخابات، ما تزال جميع أحياء مصر تشهد طوفانا للرشاوى الانتخابية الموروثة من عهد «مبارك والحزب الوطنى المنحل». وفى الأيام الأخيرة السابقة على انطلاق الانتخابات الرئاسية تحولت الشوارع والحوارى والقرى إلى شوادر لا تبيع سوى سلعة واحدة: الرشاوى، والثمن هو صوت انتخابى ربما يرجح كفة صاحبه فى مواجهة منافسيه. «الوطن» تجولت فى القاهرة الكبرى والمحافظات، ورصدت مشاهد من الرشاوى والابتزاز العلنى، من أنابيب البوتاجاز إلى الموبيليا وما بينهما من لحوم وسلع غذائية وأموال نقدية، ووعود بالتوظيف ورحلات الحج والعمرة. وكان الواضح أن شوادر الرشاوى تعتمد فى المقام الأول على القدرات المالية للجماعات الممولة التى تقف وراء مرشحين بعينهم، وتستهدف هذه التيارات فى المقام الأول شراء أصوات الفقراء، لا يردعهم قانون، ولا تصدهم فتوى، ويتعامل معهم المواطنون بمنطق الخروج بأى مكسب من مقعد الرئيس الذى يشعرون أنهم لن يستفيدوا منه شيئا.. وهكذا صار منصب رئيس الجمهورية مجرد طريق للفوز بجوال بطاطس أو زجاجة زيت.