أ. د. عزالدين الدنشارى أستاذ الفارماكولوجى والسموم بكلية الصيدلة جامعة القاهرة ارتفع فى الآونة الأخيرة عدد حوادث السيارات فى مصر لأسباب كثيرة، أهمها السرعة والشبورة وأشياء أخرى، فالسرعة الفائقة تفقد السائق السيطرة على عجلة القيادة، والشبورة تحجب عنه رؤية الطريق أما الأشياء الأخرى فتجمع بين العاملين ومنها فقدان السيطرة وتعذر الرؤية وتشمل هذه الأشياء أمراضا قد يكون السائق مصابا بأحدها، مثل الصرع ونوبات النوم المفاجئة والشلل الرعاش، وهناك أمراض تسبب انخفاض حدة الإبصار، وأخرى تصيب العضلات أو الأعصاب، وغيبوبة ارتفاع سكر الدم، ونقص السكر الذى يحدث إثر زيادة الاستجابة للأنسولين أو نوعيات من الأقراص الفمية وذلك لأسباب عديدة، وتسبب هذه الأمراض عجزا فى القدرة على أداء مهارات قيادة السيارة وتشمل الأشياء الأخرى تعاطى المسكرات والحشيش والبانجو، فالمسكرات التى تسبب نصف حوادث الطرق فى أمريكا تؤدى إلى إعاقة القدرة على حسن التقدير وانخفاض حدة البصر، خاصة فى أثناء الليل، وصعوبة مقاومة الأنوار الباهرة وعدم استطاعة إدراك الأخطاء، ويترتب على تعاطى الحشيش أو البانجو تقليل ثبات اليد وعدم اتزانها وعجز فى المقدرة على أداء مهارات قيادة السيارة وعدم السيطرة على السرعة، خاصة عند التعرض لعواصف أو منحنيات، ويزداد العجز فى السيطرة على عجلة القيادة سوءا إذا تعاطى السائق أحد المسكرات بمفرده أو مع الحشيش أو البانجو، ويعتبر هذا التعاطى من أهم أسباب الحوادث، وقد يحدث العجز فى مهارات القيادة بسبب تعاطى جرعات زائدة من أحد الأدوية المعالجة للكحة أوالبرد التى يستعملها بعض المدمنين كبديل للمخدرات. وإذا كانت المسكرات والمخدرات من أخطر أسباب الحوادث على الإطلاق، فإن هناك مواد أخرى قد يسبب تناولها عجزا فى المقدرة على القيادة، وهى الأدوية التى تسبب أعراضا جانبية يترتب عليها إعاقة القيادة، مثل النعاس وعدم الانتباه أوالقدرة على التركيز أو زغللة بصرية أو عدم اتساق حركة العضلات، وتشمل هذه الأدوية مضادات الاكتئاب والمهدئات والمنومات وأدوية الصرع والشلل الرعاش وأدوية الكحة والبرد ومسكنات الألم من نوع شبيهات المورفين، ويزداد خطر أى من هذه الأدوية بتعاطى المسكرات أو المخدرات.وحيث إن الأمراض وتعاطى المسكرات والمخدرات والأدوية تمثل خطرا جسيما فيما يتعلق بحوادث الطرق فإنه ينبغى أن تتخذ إجراءات مشددة للحد من هذا الخطر، فالسائق يجب أن يخضع لفحص طبى شامل لضمان عدم إصابته بمرض من الأمراض المعرقلة للقيادة، وذلك قبل منحه الرخصة، كما ينبغى إجراء كشف دورى على السائقين للتأكد من عدم تعاطيهم المسكرات أو المخدرات، وينصح السائق الذى يستخدم أى دواء بأن يتأكد من الطبيب أو الصيدلى أو من التحذيرات المكتوبة فى النشرة الداخلية للدواء من أنه لايشكل خطرا عليه عند قيادة السيارة، وأن يحرص مريض السكر الذى يستخدم الأنسولين أو أى أدوية قد تسبب انخفاضا فى مستوى سكر الدم عن المعدل الطبيعى على أن تكون فى سيارته دائما قطع من السكر أوالحلوى أو عصائر الفواكه لتناول بعض منها، للوقاية من غيبوبة نقص السكر، مثل الشعور بالجوع وزيادة إفراز العرق والرعشات والإثارة العصبية والإحساس بوخز فى الفم والأصابع. وتدل الدراسات على ارتفاع نسبة حوادث السيارات بسبب التدخين حيث ينشغل السائق بإشعال السيجارة، كما أن بعض السائقين قد يهمل فى إلقاء عقب السيجارة أو عود الثقاب المشتعل مما يؤدى إلى اشتعال النار فى السيارة، وقد يحلو لبعض السائقين تدخين سجائر تحتوى على الحشيش أو البانجو أثناء قيادتهم، وفى هذا خطر مزدوج فيما يتعلق بقدرته على قيادة السيارة، خطر بسبب إشعال السيجارة والآخر بسبب وجود مخدر فيها. وفيما يتعلق بالأفراد المدخنين للسجائر، فقد تكون حادثة السيارة بسبب الإقلاع عن التدخين وليس بسبب التدخين فى حد ذاته، حيس تبين أن من أعراض الإقلاع عرقلة حركات العضلات الإرادية التى تتحكم فى قيادة السيارة، ومن أعراض الإقلاع أيضا ميل السائق إلى النوم وعدم القدرة على التركيز وهذا يشكل خطرا على القيادة.