كشفت صحيفة «ذى ناشيونال» الإماراتية، الصادرة بالإنجليزية، أن دولة قطر تستخدم جماعة الإخوان المسلمين المصرية، لإعادة صياغة الشرق الأوسط. وقالت إن العلاقة بينهما تتطور وتزداد عمقا، ودللت على ذلك بأن الجماعة لا توجه أى انتقادات للشئون الداخلية القطرية، بالضبط مثلما تفعل قناة الجزيرة، التى تغطى الأحداث فى جميع أنحاء العالم لكنها لا تتعرض بالنقد لقطر. وأضافت الصحيفة أن جماعة الإخوان فى قطر كانت قررت حل نفسها عام 1999، بحجة أن الدولة تقوم بواجباتها الدينية على أكمل وجه، حسب تعبير جاسم سلطان العضو السابق فى إخوان قطر، ويشرف سلطان على مشروع «النهضة» لنشر الوعى الدينى، وتدريب الإسلاميين فى مصر ودول أخرى، على كيفية العمل داخل المؤسسات الديمقراطية. وكان سلطان دعا الإسلاميين فى مصر، فى شهر أغسطس الماضى، إلى تغيير مسارهم باتجاه المشاركة، بدلا من التركيز على اختراق المجتمع للسيطرة عليه. وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقة بين قطر وجماعة الإخوان المسلمين تعتمد بشكل كبير على العلاقات الشخصية، حيث استضافت قطر مرارا ناشطين ووفرت لهم منحا مالية ووظائف منتظمة، والشيخ يوسف القرضاوى خير مثال على العلاقة الوثيقة بين قطر والإخوان، لكن هناك نماذج أخرى كثيرة، من بينها حالة «أكاديمية التغيير»، التى يرأسها هشام مرسى وهو طبيب مصرى حاصل على الجنسية البريطانية ويقيم فى قطر، وهو زوج ابنة الشيخ القرضاوى، ويتحرك بفعالية فى الثورة المصرية منذ البداية، وعندما اعتقل فى الأيام الأولى للثورة شنت المواقع الإلكترونية للإخوان المسلمين حملة للإفراج عنه، وقد أقر على موقع «أكاديمية التغيير» أنه يستفيد من التعاون مع جاسم سلطان. وقدمت «ذى ناشيونال» نماذج أخرى لدور العلاقات الشخصية فى توسيع نفوذ قطر فى العالم العربى، من بينها «رفيق عبدالسلام» زوج ابنة راشد الغنوشى رئيس حزب النهضة التابع للإخوان المسلمين فى تونس، والذى عمل من قبل رئيسا لقسم الأبحاث والدراسات فى مقر الجزيرة بالدوحة ثم أصبح الآن وزيرا لخارجية تونس، وفى ليبيا هناك على محمد الصلابى الذى عاش فى قطر عدة سنوات وتربطه علاقة قوية بالشيخ يوسف القرضاوى، وسبق له أن صرح علانية بأنه طلب المساعدة من قيادة قطر فى المراحل الأولى للثورة الليبية، ووصفته صحيفة «واشنطن بوست» مؤخرا بأنه «مهندس تشكيل الحكومة الليبية المقبلة». وأوضحت أن كبار العاملين فى قناة الجزيرة تربطهم علاقات قوية بالإخوان المسلمين، مثل وضاح خنفر المدير السابق للقناة، وياسر أبوهلالة مدير مكتبها فى عمان، بالإضافة إلى المذيع أحمد منصور، ودور هؤلاء دليل على الدعم الإعلامى والمالى والتدريب السياسى الذى تقدمه قطر للإخوان المسلمين. وعن المستهدف من هذا التحالف، قالت الصحيفة إنه يضمن أولا عدم انتقاد الإسلاميين لسياسات الحكومة القطرية، وثانيا تضمن قطر معاملة اقتصادية وسياسية مميزة فى الدول التى يصعد فيها الإسلاميون للسلطة، وثالثا سيكون بإمكان قطر لعب دور الوسيط بين الإسلاميين وخصومهم، وبين الإسلاميين بوجه عام والغرب. وضربت الصحيفة مثالا على ذلك، بأن حركة طالبان الأفغانية قررت فتح مكتب لها فى قطر، بما يتيح فى النهاية نفوذا دوليا أكبر لقطر.
