دبابات يعلوها علم تنظيم القاعدة الأسود، واستعراضات عسكرية فى كل مكان، وأسلحة ثقيلة وصواريخ تنتقل بين عامة الشعب، دون أن يتحدث أحد أو يعترض، بهذه المشاهد بدأ الصحفى البريطانى ذو الأصل الفلسطينى، مدين ديرية، فيلمه الوثائقى عن دولة الخلافة الإسلامية التى ظهرت فى العراق والشام، تحت مسمى تنظيم «داعش»، بعد أن نجح فى الوصول إلى قلب التنظيم، وقضاء مدة طويلة مع عناصره بشكل يومى، قبل أن يبدأ فى تسجيل فيلمه الذى يذاع على خمسة أجزاء. استطاع «ديرية» من خلال فيلمه الوثائقى «الدولة الإسلامية» الذى نُشر أمس الأول على الموقع الإلكترونى الإعلامى «فايس نيوز»، أن يرصد كيف يعيش عناصر تنظيم «داعش» داخل محافظة «الرقة» السورية، وكيف يواجهون الجيش النظامى السورى، بالإضافة إلى الاستعراضات العسكرية التى يقيمونها وتدريبهم الأطفال على الجهاد. «والله الذى لا إله إلا هو لا يقام شرع الله إلا بالسلاح» هكذا بدأ أحد عناصر تنظيم «داعش» فى محافظة «الرقة» السورية حديثه مع الصحفى البريطانى عن إقامة الدولة الإسلامية، وظهر الداعشى فى الفيلم حاملاً سيفه فى يده رمزاً لتطبيق الإسلام بحد السيف، كما قال طفل ينتمى أيضاً إلى التنظيم السنى المتطرف «أحب أن أكون بدولة الإسلام فى العراق والشام وأقاتل معهم لأنهم يحاربون المرتدين والكفرة». وظهر فى الفيلم الوثائقى أحد عناصر «داعش» أثناء وقوفه على مدفع مضاد للطائرات، فى محاولة منه لإسقاط طائرة، وتلا ذلك عدة مشاهد لعدد من أفراد «داعش» أثناء تنفيذهم الإعدام رمياً بالرصاص لعدد من الجنود، وقال أحد عناصر التنظيم المسلح موجهاً رسالة للولايات المتحدة الأمريكية «أقول لأمريكا الخلافة الإسلامية قامت ولن تتوقف.. يا جبناء نحن على الأرض فلا تأتونا بطياراتكم تعالوا بجنودكم الذين مرغنا أنوفهم بالعراق وإن شاء الله سنرفع راية لا إله إلا الله بالبيت الأبيض». «هؤلاء كفار أعداء الدين والله والإنسانية نرجو من الله أن يمكننا منهم» هكذا وصف أحد عناصر «داعش» الفرقة «17» من الجيش النظامى التى كان يحاصرها تنظيم «داعش»، ورصد «ديرية» بعد ذلك صوراً لجثث للفرقة «17» ملقاة على جوانب الطريق ورؤوس أصحابها ملقاة بجانبها، وجثث أخرى معلقة على أحد الأسوار. وظهر خلال الفيلم الوثائقى صلاة أبوبكر البغدادى مع عدد من أنصاره، وظهر المصلون خلفه من أطفال وشباب حاملين الأسلحة الآلية. وتحدث الصحفى البريطانى مع رجل بلجيكى جاء إلى سوريا مع ابنه الصغير للالتحاق ب«داعش» وقال ابنه إنه يريد أن يبقى فى دولة «داعش» ولا يعود لبلجيكا، لأن «هناك كفار»، وعلق أحد عناصر «داعش» على ذلك قائلاً «جيل الأطفال هذا هو جيل الخلافة، هو الجيل الذى سيحارب المرتدين والكفار الأمريكان، لأن العقيدة زُرعت فيهم ويحبون أن يقاتلوا من أجل الدولة الإسلامية». وطفل آخر لم يكمل عقده الأول بعد، كان يسبح فى نهر الفرات مع عناصر «داعش»، قال «بعد رمضان سأذهب للمعسكر من أجل التدريب على الكلاشنكوف لمحاربة الروس والأمريكان الكفار»، وقال أحد عناصر «داعش» إن الأطفال أقل من 15 سنة يذهبون إلى معسكر لتعلم العقيدة وأصول الدين، أما بعد 16 عاماً فيذهب إلى معسكر عسكرى لكى يشارك بعد ذلك فى العمليات العسكرية. وخلال الفيلم يأمر أحد عناصر تنظيم «داعش» أحد أصحاب المتاجر أن يزيل بوستر دعائياً قائلاً «نحن نقيم الشرع الإسلامى»، وقال «الداعشى»: «أتحداك أن تجد رجلاً مخموراً أو أحداً يبيعها»، وأوقف الداعشى رجلاً طالباً منه أن يغير قماش نقاب زوجته وألا يجعلها ترفع العباءة أثناء سيرها.