قام الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس بزيارة إلى روسيا استهلها بتفقُّد منشآت أولمبية فى مدينة «سوتشى» برفقة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وعبّر «السيسى» لنظيره الروسى «بوتين» عن رغبته فى أن تتاح للرياضيين المصريين فرصة التدرب فى إحدى المنشآت الأولمبية بمدينة سوتشى التى استضافت الألعاب الشتوية الأولمبية عام 2014. وتركزت المباحثات بين الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين وعبدالفتاح السيسى فى مدينة سوتشى على إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الجمركى الذى تقوده روسيا ويضم بيلاروسيا وكازاخستان.. كما ناقش الجانبان عمليات تسليم الصفقة العسكرية الروسية عالية التقنية، ومن بينها مقاتلات من طراز «ميج - 29» وكذلك أنظمة صواريخ «كورنيت» المضادة للدبابات والمروحيات الهجومية «كاموف كا - 25» و«ميل مى - 28»، و«مى - 25»، بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى مجال الأمن الغذائى وسُبل مساهمة روسيا فى مشروع تنمية قناة السويس. واستهل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مباحثات القمة الرسمية مع «السيسى» بتقديم الشكر على قبوله دعوته لزيارة روسيا. وذكرت وكالة أنباء (إيتار تاس) الروسية أن بوتين قال: «يسعدنى أن أشير إلى أنكم وصلتم إلى بلادنا فى أول زيارة رسمية لكم خارج العالم العربى، بصفتكم رئيساً لمصر، وأن ذلك يؤكد الطابع الخاص للعلاقات القائمة بين بلدينا منذ عقود». من جهته، أعرب «السيسى» عن «شكره لنظيره الروسى على كونه أول من هنّأه بفوزه فى الانتخابات الرئاسية، وأول زعيم بلد خارج العالم العربى دعاه إلى الزيارة»، وقال: إن الشعب المصرى بأكمله يتابع زيارته إلى روسيا، ويتطلع إلى تعاون على نطاق أوسع بين البلدين. وكان «السيسى» وصل إلى روسيا أمس فى زيارة رسمية تستغرق يومين، وهبطت طائرته فى مطار مدينة سوتشى، حيث كان فى استقباله وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف. وغادر الرئيس المصرى المطار متوجهاً إلى لقاء نظيره الروسى، واستقبله «بوتين» فى منشأة التزلّج الألبى «لاؤورا» على ارتفاع يزيد على ألف متر عن سطح البحر، وهى إحدى المنشآت التى شيّدتها روسيا من أجل أولمبياد 2014، وقال «بوتين» مخاطباً «السيسى»: «نفتخر بما صنعناه». وقُبيل المباحثات تجوّل «بوتين» و«السيسى» فى أرجاء منتجع «روزا خوتور» فى إقليم كراسنودار جنوبى روسيا، وتحدث الزعيمان خلال الجولة إلى لفيف من السياح ممن يقضون إجازاتهم هناك. وكان فى طليعة من أقدم على مخاطبة الرئيس بوتين فتاتان صغيرتان، ووافق «بوتين» و«السيسى» على التقاط الصور إلى جانبهما، بينما صافح الرئيس السيسى الفتاتين. وأعقب ذلك تهافت حشد من السياح على الزعيمين بطلب التقاط الصور إلى جانبهما، وعبّر البعض منهم عن شكره وعرفانه للرئيس الروسى، بينما عبر آخرون عن حبهم له واعتباره مثلاً أعلى لهم. من جهته عبّر «السيسى» عن إعجابه بالشعبية التى يحظى بها الرئيس بوتين، وتوجّه إلى إحدى السائحات، مهنئاً إياها بهذا الرئيس لبلادها، ولدى تجوالهما عبَر الرئيسان أحد جسور المشاة المقامة على النهر، وقصدا أحد المطاعم، مما أثار دهشة وفضول جميع من كانوا فى الداخل. وأفادت وكالات الأنباء الروسية بأن الأسلحة، لا سيما السيارات المدرّعة وأنظمة الصواريخ، عُرضت فى مطار سوتشى لكى يتفقّدها «السيسى» أمس. وأضافت التقارير أن وزير الدفاع المصرى السابق «استمع بانتباه إلى تفسيرات بشأن إمكانات أنظمة الأسلحة». ومن جهته، أبدى «السيسى» إعجابه بما شاهده، معبراً عن رغبته فى أن تتاح للرياضيين المصريين فرصة التدرُّب هنا، ووجّه «السيسى» كلمة الشكر إلى الرئيس «بوتين»، قائلاً إنه ممتن على تمكينه من مشاهدة وتفقّد المنشأة الرياضية الفريدة. وتصدرت محادثات الرئيسين كيفية تطوير العلاقات الروسية - المصرية فى المجالات كافة، وتنفيذ عدد كامل من المشاريع الاقتصادية المشتركة، وإمكانية إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الجمركى (روسيا، بيلاروسيا، كازاخستان) والتعاون العسكرى الفنى، وحل الأوضاع فى قطاع غزة وبلدان الشرق الأوسط، وأجندة المحادثات التى سيُجريها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع نظيره المصرى عبدالفتاح السيسى. وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية إنه قد دخلت الطائرة الرئاسية المجال الجوى الروسى، يرافقها سرب من المقاتلات الروسية، مصطحبة إياها حتى هبوطها فى مطار مدينة سوتشى، حيث كان سيرجى لافروف، وزير خارجية روسيا الاتحادية فى استقبال «السيسى». وقال السفير إيهاب بدوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إنه عقب مراسم الاستقبال التى تضمّنت استعراض حرس الشرف وعزف السلام الوطنى للبلدين، وتفقد «السيسى» لعدد من المعدات والتقنيات العسكرية «الدبابة تى 72، وعدد من العربات ناقلة الجند» داخل ساحة المطار، توجه إلى مجمع «لاؤورا» لمنافسات التزلج على الجليد والبياتلون بمبنى استاد البياتلون، حيث كان فى استقباله الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين»، الذى اصطحبه فى جولة بالمجمع، شاهد خلالها الرئيسان تمرين رماية بالذخيرة الحية لفريق الرماية القومى الروسى، فضلاً عن تفقُّد بعض الملاعب بالمجمع. فى السياق ذاته، صرح مسئول بالقصر الرئاسى الروسى (الكرملين) أمس بأن حجم التبادل التجارى بين روسيا ومصر تضاعف تقريباً خلال النصف الأول من العام الحالى، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى. وقال المسئول فى تصريحات نقلتها وكالة أنباء «نوفوستى» الروسية: «بلغت قيمة التبادل التجارى العام الماضى ككل 3 مليارات دولار تقريباً، أما فى النصف الأول من هذا العام فقد زاد الرقم إلى الضعف (نحو 2.5 مليار دولار)». وتبحث روسيا فى أعقاب فرضها حظراً على استيراد المنتجات الزراعية من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى عن بدائل فى الوقت الذى تقول فيه مصر إنها مستعدة لتعزيز صادراتها من الفاكهة والخضراوات، وبالمقابل يمكن أن تستفيد روسيا من الطلب المصرى المرتفع على القمح. وأضاف المسئول الروسى أن الاجتماع الذى عُقد بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ونظيره المصرى عبدالفتاح السيسى فى مدينة سوتشى بحث بشكل أعمق شئوناً اقتصادية أخرى، مثل إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الجمركى الذى تقوده روسيا، ويضم بيلاروسيا وكازاخستان. كما ناقش الجانبان عمليات تسليم الصادرات العسكرية الروسية عالية التقنية، ومن بينها مقاتلات من طراز «ميج - 29»، وكذلك أنظمة صواريخ «كورنيت» المضادة للدبابات والمروحيات الهجومية «كاموف كا - 25» و«ميل مى - 28»، و«مى - 25». من جانبه، أكد ليونيد إيسايف، رئيس الوفد الشعبى الروسى لمصر سابقاً، القيادى فى حركة «شباب بوتين»، ل«الوطن»، أن زيارة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى إلى روسيا أمس، تعد فى غاية الأهمية؛ نظراً للأوضاع السياسية الحساسة التى تعيشها المنطقة، مشيراً إلى أن أجندة الزيارة تتناول العديد من الملفات الثنائية والإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك، ويأتى على رأسها ملف الأوضاع المشتعلة فى غزة، بعد العدوان الإسرائيلى على القطاع، وملف الإرهاب فى العراق وليبيا، والأزمة السورية، وملف التعاون الثنائى بين القاهرة وموسكو. واعتبر أن مجىء تلك الزيارة بعد ساعات من زيارة «السيسى» إلى المملكة العربية السعودية يؤكد أن الرئيس المصرى يريد بناء تحالف جديد بين مصر وروسيا والسعودية، باعتبارهما من أكثر الدول المؤيدة لثورة 30 يونيو، فى مقابل المواقف الغربية السلبية من هذه الثورة. وأوضح «إيسايف» أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مهتم للغاية بتطوير التعاون الثنائى مع مصر؛ نظراً إلى كونها الدولة الأهم والأقوى فى المنطقة، حيث من المتوقع أن تُعزز روسيا من علاقاتها التعاونية مع مصر فى مجالات الطاقة، والزراعة، والاستفادة من الخبرات الروسية فى تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى التى أعلن عنها الرئيس «السيسى»، فضلاً عن تعزيز التعاون الأمنى والعسكرى، وزيادة السياحة الروسية إلى مصر، متوقعاً أن يوجه «السيسى» الدعوة إلى «بوتين» لزيارة مصر.