سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انطلاق «المفاوضات غير المباشرة» بين فلسطين وإسرائيل «فتح» تحذر من مفاوضات مباشرة بين «حماس» ونتنياهو.. وتسريبات حول رغبة «تل أبيب» فى التوصل لاتفاق بدون«القاهرة»
انطلقت، صباح أمس، المحادثات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى برعاية مصرية، فى مقر جهاز المخابرات العامة المصرية بالقاهرة برئاسة الوزير اللواء محمد التهامى مدير الجهاز، بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم فى قطاع غزة، فيما أكدت مصادر فلسطينية ل«الوطن» أن مصير المفاوضات والمحادثات غير المباشرة أصبح يتوقف على الرد الإسرائيلى على المطالب الثابتة، معربين عن أملهم فى ممارسة الراعى المصرى لكل الضغوط الممكنة من أجل إلزام إسرائيل بقبول أكبر قدر ممكن من المطالب التى سبق أن تقدم بها الوفد الموحد للجانب المصرى. وحذرت أطراف فى حركة «فتح» من خطورة ما تم تسريبه حول وجود تواصل مباشر بين «حماس» وإسرائيل حول الوصول لتهدئة، معتبرين أن ذلك سينعكس سلبياً على «مباحثات القاهرة». وقالت مصادر مقربة من الوفد الفلسطينى ل«الوطن» إن الجانب المصرى حريص على استغلال كل الوقت المخصص للهدنة ومدته 72 ساعة فى المحادثات الجدية، ولن يسمح للإسرائيليين بتضييع الوقت كما حدث فى الهدنة السابقة، ومن المقرر أن يلتقى الراعى المصرى الطرف الإسرائيلى أولاً، ثم يعرض مواقفه على الطرف الفلسطينى. وأكد السفير الدكتور حازم أبوشنب القيادى بحركة «فتح» ل«الوطن» أن الطرف الفلسطينى لديه ثقة كبيرة فى قدرة الراعى المصرى على ممارسة كافة الضغوط الممكنة خلال فترة الهدنة من أجل الوصول إلى اتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار واستمرار التهدئة، وتحقيق أكبر قدر ممكن من المطالب الفلسطينية، وإلزام إسرائيل بذلك عبر ضمانات مصرية ودولية. وأوضح «أبوشنب» أن الوفد طالب وفد الاحتلال بعدم المماطلة واستغلال كل دقيقة من وقت الهدنة، خاصة أنه لا يوجد مطالب جديدة إطلاقاً، وأضاف: «أجواء المباحثات هذه المرة تتميز بالشعور بالمسئولية من جميع الأطراف، والحرص على إنجاز شىء، ونحن متمسكون بكل ما طرحناه من مطالب، لأنها حقوق مشروعة، وليست مجاملات ننتظرها من الاحتلال». وحذر «أبوشنب» من خطورة ما تم تسريبه حول وجود تواصل مباشر بين «حماس» وإسرائيل حول الوصول لتهدئة، معتبراً أن ذلك سينعكس سلبياً على «مباحثات القاهرة»، موضحاً أن موقع «الرسالة. نت» المحسوب على حركة «حماس»، ذكر الأحد أن «قيادياً من حماس فى غزة تلقى اتصالاً هاتفياً قبل بضعة أيام من شخصية مقربة من نتنياهو للتباحث المشترك فى التوصل إلى اتفاق مدته ما بين 5-10 سنوات». وأضاف أن «الخطوة الإسرائيلية جاءت بعد قناعة بأن السلطات الحاكمة فى مصر لا تريد اتفاقاً بين غزة وإسرائيل وأن سعى القاهرة وراء مصالحها الخاصة أكثر من مصلحة إسرائيل». وأوضح الدكتور أسامة شعث المحلل السياسى الفلسطينى أن المخابرات المصرية اجتمعت بالوفد الإسرائيلى من أجل معرفة موقف أعضائه من المطالب الفلسطينية، ومن ثم من المقرر أن ينعقد اجتماع لاحق بين الوفد الفلسطينى والمخابرات من أجل توضيح ما توصلت إليه مع الطرف الإسرائيلى، وموقفه من ورقة المطالب التى تقدم بها الطرف الفلسطينى منذ بداية المفاوضات. وتابع «شعث»: «المطلوب هو سماع إجابات من الطرف الإسرائيلى على المطالب الفلسطينية التى طرحناها ولم تتغير، ومن ثم سوف نجتمع مع المخابرات المصرية لكى تبلغنا بالموقف الإسرائيلى، ولدينا تفاؤل محدود بأن إسرائيل سوف توافق على جزء من المطالب؛ لأنها إذا لم توافق على فك الحصار سوف تعانى من عزلة دولية، فالمطلوب ليس مجرد تهدئة، لكن نحتاج لوجود ضمانات حقيقية لكى يتم تنفيذ فك الحصار وفتح المعابر والالتزامات بخصوص قضية الأسرى، وتحرير بعضهم ممن تم إعادة اعتقالهم بعد أن حررتهم صفقة شاليط بوساطة مصرية». واعتبر المحلل السياسى الفلسطينى أن إعادة اعتقال الأسرى المحررين بوساطة مصرية يعد إهانة لمصر، وعدم احترام للضمانات الدولية التى تفرض على إسرائيل عدم القيام بإعادة اعتقال هؤلاء الأسرى المحررين مجدداً، معتبراً أن الطرف الإسرائيلى من الممكن أن يقوم بتحرير هؤلاء الأسرى ولكن الأمر يحتاج إلى ضغط من الجانب المصرى.