سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أمريكا تواصل ضرب «داعش العراق».. والإغاثات تتساقط على جبال «سنجار» «أوباما»: لا يوجد وقت محدد لإنهاء العمليات العسكرية.. ووزير الخارجية الفرنسى يتوجه إلى بغداد وأربيل
أعلن الجيش الأمريكى عن قيام طائرات مقاتلة أمريكية وطائرات من دون طيار بشن 4 غارات جوية على عناصر تنظيم «داعش» فى شمال العراق أمس الأول، لحماية المدنيين من الأقلية الكردية اليزيدية من هجمات «داعش»، بحسب ما أعلن «البنتاجون»، وشنت طائرات من دون طيار أول ضربة مستهدفة مركبتى نقل جنود بالقرب من «سنجار» وقد دُمرت إحداهما، حسب ما جاء فى بيان للقيادة المركزية التى تغطى الشرق الأوسط، وبعد 20 دقيقة على الغارة الأولى تم تدمير مركبتى نقل جنود ومركبة مدرعة فى غارة ثانية. وفى الغارة الثالثة، دمرت الطائرات الأمريكية مركبة نقل جنود بالقرب من «سنجار» بين «الموصل» والحدود السورية، وقال الجيش الأمريكى «تشير الدلائل إلى أن الضربات كانت ناجحة فى تدمير المركبات المدرعة» لعناصر تنظيم «داعش»، معلنين أن «هذه هى الجولة الثالثة من الضربات الجوية ضد داعش من قبل الجيش الأمريكى منذ أن أذن بها الرئيس باراك أوباما». وأكد مسئولون أمريكيون أن الغارة الرابعة للطيران الأمريكى استهدفت فيه طائرات حربية أمريكية عدداً من مقاتلى تنظيم «داعش» بالقرب من بلدة «مخمور»، حيث كان مقاتلون من التنظيم الإرهابى يقومون بشن هجوم على مشارف مدينة «أربيل». وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد أكد أمس الأول أن الغارات الأمريكية الأخيرة دمرت أسلحة وعتاداً لمقاتلى «داعش» فى شمال العراق، مؤكداً: «أنا واثق بأننا سنتمكن من منع الدولة الإسلامية من الذهاب إلى الجبال وذبح الذين لجأوا إليها إلا أن المرحلة التالية ستكون معقدة على المستوى اللوجيستى: كيف نؤمّن ممراً آمناً لتمكين هؤلاء الناس من النزول من الجبال وإلى أين يمكن أن ننقلهم حتى يكونوا فى مأمن؟ هذا من الأمور التى يجب أن نجرى تنسيقاً بشأنها على المستوى الدولى. وشدد «أوباما» على أنه ليس هناك وقت محدد لإنهاء العملية العسكرية الأمريكية التى بدأت الأسبوع الحالى، وقال «أوباما» للصحفيين: «لن أعلن جدولاً زمنياً محدداً لأنه كما سبق أن قلت منذ البداية هناك تهديد للطواقم والمنشآت الأمريكية فإن من واجبى ومسئوليتى كقائد للقوات المسلحة أن أتأكد من حمايتها»، مضيفاً أن انتهاء الغارات الأمريكية يعتمد على الجهود السياسية العراقية لمواجهة «داعش». وأكد «أوباما» أن النزاع فى العراق لا يمكن أن يُحل «فى بضعة أسابيع»، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة عراقية جديدة تكون قادرة على مواجهة تنظيم «داعش». وعلى صعيد آخر، أسقطت طائرات الجيش الأمريكى مساعدات غذائية للمرة الثالثة على آلاف اللاجئين العراقيين المحاصرين فى جبل «سنجار»، وقالت القيادة المركزية الأمريكية فى بيان أمس الأول إن أحدث عملية إنزال للمساعدات شاركت فيها طائرات من قواعد جوية متعددة شملت طائرة من طراز «سى - 17» وطائرتى شحن من طراز «سى-130»، وقال مسئولون إن الطائرات أنزلت 72 حزمة إمدادات، بما فى ذلك أكثر من 3800 غالون مياه وأكثر من 16 ألف وجبة غذائية. وأعلن «أوباما» إثر اتصال هاتفى أجراه مع الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، أن فرنساوبريطانيا ستدعمان الجهود التى تقوم بها الولاياتالمتحدة على الصعيد الإنسانى فى شمال العراق، وقال «أوباما»: «عبر الاثنان عن دعمهما لخطواتنا وهما موافقان على دعمنا فى المساعدة الإنسانية التى نقدمها إلى العراقيين الذين يعانون أكثر من غيرهم». فيما أكد الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أن فرنساوالولاياتالمتحدة متفقتان تماماً حول أسلوب محاربة تنظيم «داعش»، ورحب الرئيسان بقرار مجلس الأمن الداعم لمحاربة «داعش» فى شمال العراق، وللمساعدات العاجلة للمتضررين من بطش الجماعات المتطرفة فى شمال العراق، وجاء فى بيان الرئاسة الفرنسية أن الرئيس «أولاند» أكد لنظيره الأمريكى أن فرنسا سوف تقوم بواجباتها فى دعم ما تقوم به الولاياتالمتحدة من دعم عسكرى، وأيضاً الدعم اللوجيستى الذى سيتخذه مجلس الأمن، وأن فرنسا قامت بالاتصال بدول الاتحاد الأوروبى لتقديم المساعدة العاجلة للمسيحيين واليزيديين العالقين فى شمال الموصل. وسلمت الحكومة الفرنسية العراق أمس أولى مساعداتها للعراق، حسبما ذكر مكتب الرئيس الفرنسى، ولم يحدد الإعلان نوع المساعدات ولا كيفية تسليمها، كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن وزير الخارجية لوران فابيوس توجه أمس إلى العراق لزيارة بغداد و«أربيل» عاصمة إقليم كردستان العراق، حيث التقى رئيس الإقليم مسعود بارزانى. وأعلن ناطق باسم وزارة التنمية الدولية البريطانية أن بريطانيا بدأت أمس إلقاء مساعدات إنسانية إلى المدنيين المهددين بتقدم عناصر «داعش» نحوهم، وقال المصدر نفسه إن أول طائرتين أرسلهما الجيش البريطانى قامتا بإلقاء مواد غذائية ومياه إلى الأقلية اليزيدية العالقة فى جبال «سنجار». وعلى الصعيد الميدانى الداخلى، قال مسئولان كرديان سوريان إن آلاف الأشخاص من أقلية دينية فروا عبر الحدود مقبلين من العراق، بعدما تعرضوا لهجمات من «داعش»، مضيفين أن اليزيديين العراقيين فروا بعدما تمكن المقاتلون الأكراد من فتح ممر آمن لهم إلى داخل سوريا. وقال رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزانى إن الشعب الكردى ورغم تعرضه للإبادة الجماعية لكنه لم يقطع علاقاته بالعرب وقدم المساعدة لهم، مبيناً أن العرب فى الإقليم سيكونون فى أمان. وأعرب «بارزانى» عن أسفه لقيام القرويين العرب فى «سنجار» بالاعتداء على اليزيديين وقوات الشرطة الكردية، وذكر بيان لرئاسة الإقليم أن رئيس الإقليم مسعود بارزانى استقبل رئيس مجلس النواب سليم الجبورى فى «أربيل»، وأكد أنه برغم ما تعرض له الكرد فى الماضى من عمليات إبادة جماعية، فإنهم كانوا حريصين دائماً على استمرار العلاقات مع العرب وكافة المكونات الأخرى فى العراق. وحول مصير العرب النازحين إلى إقليم كردستان، قال «بارزانى»: شعب كردستان متمسك بأخلاقه العالية، مؤكداً أن كردستان ملاذ لكل المظلومين والمنكوبين وأنهم سيكونون فى أمان دائم، من جانبه، عبر رئيس مجلس النواب العراقى سليم الجبورى عن شكره لرئاسة وحكومة وشعب إقليم كردستان لفتحها الأبواب أمام النازحين من كافة مكونات الشعب العراقى، مبيناً أن «داعش» لا تمثل العرب السنة وإنما هى عصابة تريد تخريب المجتمع. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، عن استمرار شعوره بالقلق البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية والأمنية فى العراق، مؤكداً أن الأممالمتحدة والمجتمع الدولى يراقبان عن كثب التطورات السياسية الجارية حالياً فى البلاد، ودعا «مون» فى بيان أصدره المتحدث الرسمى باسمه أمس الأول جميع الأطراف السياسية فى العراق إلى الالتزام بالجدول الزمنى الذى حدده الدستور لترشيح اسم رئيس مجلس الوزراء. وأضاف الأمين العام: «ينبغى أن تكون هذه الحكومة قادرة على تعبئة الأمة لمواجهة التهديد الذى يشكله تنظيم داعش بما يحقق الأمن والاستقرار فى العراق». كما دعا «مون» السياسيين العراقيين إلى تشكيل حكومة شاملة لمواجهة جهاديى تنظيم «داعش».