سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سياسيون ومحللون إسرائيليون: أمامنا 5 سيناريوهات فى الحرب على غزة.. والطريق مسدود فى وجه «نتنياهو» إسرائيل تضغط على حماس بالوساطة المصرية.. وفشل المفاوضات يدفع الجيش إلى احتلال القطاع بالكامل.. ودولة الاحتلال خائفة من «خيار الإهانة»
بعد انتهاء الهدنة الأخيرة التى استمرت 72 ساعة فى غزة، برعاية مصرية، طرح عدد من الكتّاب والساسة الإسرائيليين عدة خيارات متاحة أمام حكومة بنيامين نتنياهو، بعضها يقترح الاستمرار فى التفاوض غير المباشر مع حماس، وصولاً إلى وقف إطلاق النار، والبعض الآخر وصل فى تطرفه إلى حد تبنى إجراء عملية برية موسعة لتدمير قطاع غزة. أجواء التوتر والصدمة هى التى تسود تل أبيب حالياً. نتنياهو عقد عدداً من الاجتماعات الطارئة مع وزير الدفاع ومع المجلس الوزارى المصغّر، لوضع حلول سريعة للموقف المتأزم والذى يزداد تأزماً بمرور الوقت، وتأكد لنتنياهو أن قرار الحرب كان خاطئاً لأنه بدأها ولا يستطيع إنهاءها، على حد قول أحد الكتاب الإسرائيليين. وأصبح نتنياهو وإسرائيل هما الباحثين عن التهدئة والحالمين بوقف إطلاق النار، إضافة إلى أن فكرة المفاوضات نفسها كانت إسرائيل رفضتها من قبل لأنها، على حد قول أفيجدور ليبرمان، «تضع حماس فى مكانة مماثلة لإسرائيل، وتؤسس لاعتراف دولى بهذه الحركة»، وفى نفس السياق أشار «أبراموفيتش»، المحلل السياسى فى القناة الثانية الإسرائيلية، إلى أن هذا ما يفسر رفض أعضاء المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر لشئون الأمن (الكابينت) هذه المفاوضات لأنهم يتفقون على أن منح «حماس» هذه المكانة يمثل تحولاً استراتيجياً فى مكانة الحركة، ويقلص قدرة إسرائيل فى المستقبل على توجيه ضربة لها، وهو ما تغير كلياً بعد الحرب وتغيرت أماكن القوى فى المنطقة وأصبح لحماس وجود فعلى فى غزة على الرغم من كل شىء. وضع الساسة الإسرئيليون والمحللون مجموعة من الحلول والخيارات للسيناريو المقبل فى حرب غزة، وتناولت وسائل الإعلام الإسرائيلى تلك الحلول، وكانت المفاجأة هى أن الخسارة الفادحة لإسرائيل هى النتيجة لأى من تلك الحلول والخيارات، وأن هناك طريقاً مسدوداً فى وجه نتنياهو فى كل الأحوال. الخيار الأول الذى طرحه كتّاب إسرائيليون هو أن تستمر المفاوضات غير المباشرة مع «حماس» عن طريق الوساطة المصرية ومحاولة وقف إطلاق النار عن طريق الضغط المصرى على «حماس»، وهو الحل الذى رفضه عدد من الوزراء، مؤكدين أنه سيُظهر ضعف إسرائيل، ولهاثها خلف وقف إطلاق النار ربما يفسر بأن الجيش الإسرائيلى لم يعد فى استطاعته مواصلة الحرب، وهو خيار الإهانة كما أطلق عليه أحد الساسة الإسرائيليين. والخيار الثانى هو عودة نتنياهو للتفاوض مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، وهو الحل الوسطى، والذى أيضاً يرفضه وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان ووزير الاقتصاد نفتالى بينين، لأنه يدل ضمنياً على خضوع إسرائيل أمام حماس وبحثها عن فصيل فلسطينى للوساطة مجدداً، وهو الحل الذى طرحه الكاتب والمحلل الاستراتيجى «إسحق بن نر» فى جريدة «معاريف»، كما طرحته أيضاً جريدة «هآرتس». أما الخيار الثالث فهو إنهاء الحرب من جانب واحد، والاكتفاء ب«الردع» الذى راكمته إسرائيل فى مواجهة حركات المقاومة، وهو الحل الذى كان مطروحاً فى عملية «الجرف الصامد» والذى نادت به وزيرة العدل تسيبى ليفنى، إلا أنه يُعفى «حماس» من أى التزامات بشأن وقف عمليات إطلاق الصواريخ وحفر الأنفاق الحربية، وهو ما يُعد خسارة فادحة لإسرائيل. أما الخيار الرابع فيتمثل فى أن تستمر العمليات العسكرية كما هى الآن إلى أن تستنزف حماس قدرتها العسكرية والبشرية وتطلب هذه الهدنة، أى التعامل بمنطق «سياسة النفس الطويل» وهو الحل المائع الذى يكلف إسرائيل خسائر اقتصادية وبشرية كبيرة، وفى الوقت نفسه ليس لدى إسرائيل معلومات واضحة عن تسليح حماس ومتى سينفذ ذلك، ولكن الخطة العاجلة تؤكد أن الرد سيكون بالاعتماد على القصف الجوى لعدة أيام على أمل أن تتم العودة مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات، وإذا لم يكن ذلك كافياً سيعودون إلى استدعاء قوات أكبر من الاحتياط ويبدأون عمليات برية مجدداً ولكن محدودة. أم الخيار الخامس فهو القيام بعملية برية موسعة لاحتلال قطاع غزة بالكامل ووضعه تحت السيطرة الإسرائيلية والقضاء على حكم حماس تماماً، إلا أن هذا الحل مرفوض وبشدة من قبَل اليسار والوسط فى إسرائيل لأنه سيعرّض إسرائيل للمساءلة الدولية وفقدان لشرعية العملية وتحولها لاحتلال، إلا أن اليمينيين المتطرفين -وهم من نادوا به منذ أيام الحرب الأولى وعلى رأسهم وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان ووزير الاقتصاد نفتالى بينيت- عادوا وجددوا إعلاء أصواتهم به، مؤكدين أنه الحل الوحيد، وأن شهراً واحداً من الآن وتنتهى أسطورة حماس تماماً، إلا أن نتنياهو وبينى غانتس يؤكدان أن الأمر يحتاج إلى أكثر من عام لاحتلال غزة وتطهير القطاع من الأسلحة وهدم الأنفاق، وهو ما يكبد إسرائيل كثيراً من الأموال فى وقت تعانى فيه من أزمة مالية حقيقية، كما يعرّضها لمزيد من الخسائر البشرية، وفى ذلك أيضاً هزيمة لإسرائيل.