شهدت محافظة شمال سيناء، حالة هدوء غير مسبوقة، وقالت مصادر أمنية أمس إن العمليات الإرهابية توقفت خلال ال72 ساعة الأخيرة، واستغلت 60 أسرة من الشيخ زويد الوضع فى النزوح إلى العريش وبئر العبد، وحذر مسئول أمنى كبير، وجهادى سابق، من مؤامرة يقودها قيادات إخوانية للضغط على أنصار بيت المقدس لمبايعة أبوبكر البغدادى، وإعلان فرع داعش فى مصر. ورجح مقربون من الجماعات التكفيرية أن يكون السبب فى توقف الهجمات الإرهابية، هو تسلل معظم العناصر التكفيرية لقطاع غزة، للمشاركة مع المقاومة فى صد العدوان الإسرائيلى، فيما أكد آخرون أن الحملات المتلاحقة للجيش على بؤر الإرهاب وقتل واعتقال أعداد كبيرة منهم فى الآونة الأخيرة، أضعف تلك الجماعات بشكل ملحوظ. ورأى فريق ثالث أن هذا الهدوء يرجع إلى قيام الجماعات الإرهابية بإعادة ترتيب أوضاعها، والتخطيط لعملية إرهابية ضخمة بالتزامن مع التظاهرات التى دعت لها جماعة الإخوان الإرهابية فى ذكرى فض اعتصامى رابعة والنهضة الخميس المقبل. وقال مصدر أمنى رفيع المستوى بمدن القناة وسيناء إن الأسباب الثلاثة سالفة الذكر، ربما تكون مجتمعة وراء حالة الهدوء فى شمال سيناء، مضيفاً أن أهمها هو السبب الثالث، وقال إن الجماعات الإرهابية تخطط للتغطية على خسائرها، بإعلان الإمارة الإسلامية فى سيناء، ولا سيما بمدينة الشيخ زويد، ومبايعة أمير «داعش» أبوبكر البغدادى، ولذلك تحاول الضغط على الأهالى لترحيلهم إجبارياً من منازلهم، للسيطرة على المدينة. وأكد المصدر أن عدداً من العناصر التكفيرية المقبوض عليهم فى الآونة الأخيرة، كشفوا تفاصيل مهمة عن هذا المخطط للأجهزة الأمنية، وقالوا إنهم كانوا ضمن العناصر التى ستنضم لفرع داعش بسيناء، مضيفاً أن أجهزة سيادية تتحفظ على المعلومات التى أدلى بها المقبوض عليهم لدواعٍ أمنية. وكشف أهالى وشهود العيان من الشيخ زويد أن عشرات من الأسر القاطنة ببعض القرى جنوبالمدينة، وخصوصاً قرى التومة والمهدية والمقاطعة، نزحوا خلال يومى الخميس والجمعة الماضيين، إلى مناطق غرب العريش وبئر العبد والإسماعيلية هرباً من نيران الحرب على الإرهاب، ومضايقات الجماعات التكفيرية. وقال محمد محمود مسلم، أحد النازحين، إنهم اضطروا للانتقال إلى مناطق أكثر أمناً، وأغلقوا منازلهم بالشيخ زويد، وسكنوا فى عشش بمناطق غرب العريش وقرى بئر العبد، وبعضهم عبر قناة السويس بحثاً عن مسكن ملائم بمزارع الإسماعيلية وأطراف القاهرة والشرقية. وأكد جهادى سابق بسيناء، طلب عدم نشر اسمه خوفاً من بطش العناصر الإرهابية، أن الجماعات التكفيرية تسعى حالياً للسيطرة بشكل كامل على مدينة الشيخ زويد، لإعلان الإمارة الإسلامية وتأسيس أول فرع للدولة الإسلامية «داعش» على أرض سيناء، لتصدير القلق للحكومة، وعكس صورة سلبية للأمن المصرى أمام العالم أجمع. وقال الجهادى السابق إن التكفيريين تعمدوا الاختباء بين الأهالى فى الآونة الأخيرة، لتعريضهم للخطر أثناء الاشتباكات مع الجيش، كما نصبوا أكمنة لتفتيش ومضايقة المواطنين وتصفية عدد منهم بحجة مساندتهم لأجهزة الأمن، وذلك لإجبار سكان المدينة على النزوح وتركها لهم. وأكد أن بعض قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الهاربة سواء بالداخل أو بالخارج، وبعض القيادات التكفيرية على أرض سيناء، يحاولون حالياً إقناع جماعة «أنصار بيت المقدس»، بالخروج ببيان إعلامى مصور، لإعلان مبايعتهم لأمير «داعش» أبوبكر البغدادى، وهو ما قوبل بالرفض حتى الآن من جانب أمير جماعة «بيت المقدس»، نظراً لولائهم الكامل ل«تنظيم القاعدة»، وأميره أيمن الظواهرى.