شعبة الخضراوات والفاكهة تعلن انخفاض أسعار الطماطم الخميس المقبل    للمسافرين كثيرا.. أسعار اشتراكات سكك حديد مصر    ميقاتي: علينا توحيد الصفوف لردع العدوان الإسرائيلي    الرئيس السيسي يوجه بإرسال مساعدات طبية وإغاثية طارئة للبنان    اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. مدبولي: تطوير موقع «التجلي الأعظم» يحول المنطقة إلى مقصد سياحي عالمي    فيفا ينقذ الأهلي بقرار رسمي جديد بعد ساعات من خسارة السوبر أمام الزمالك    لطلاب المرحلة الثالثة 2024.. موعد سداد الرسوم الدراسية في الكليات    رياح قوية وشبورة كثيفة.. «الأرصاد» تكشف تفاصيل طقس الأحد    آخر ظهور ل كوليت فافودون أرملة المخرج يوسف شاهين.. «فيلم تسجيلي»    ما مصير حفلات نجوم لبنان بمهرجان الموسيقى العربية بعد الأحداث الأخيرة؟    ذكرى ميلاده.. أمنية لعلاء ولي الدين لم يمهله القدر تحقيقها في حياته    أحمد عمر هاشم مطالبا المسلمين بالتضرع لنصرة فلسطين: القدس قطعة منا وجزء من عقيدتنا    دعاء لأهل لبنان.. «اللهم إنا نستودعك رجالها ونساءها وشبابها»    اليوم العالمي للسعار.. كيف تتعامل مع عضة الحيوانات المسعورة وداء الكلب؟    بايدن يعلن تأييده اغتيال حسن نصر الله ويدعو لخفض التصعيد    خبير يكشف عن السبب الحقيقي لانتشار تطبيقات المراهنات    "هانز فليك" يعتمد على ليفاندوفسكي في قيادة هجوم برشلونة أمام أوساسونا    مصدر أمني يكشف حقيقة منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي    عضو غرفة شركات السياحة: طلب متزايد لزيارة سانت كاترين من مسلمي أمريكا قبل أداء العمرة    "منصورة روبوتوكس" يحصد المركز الثاني في تصفيات مسابقات المشروعات الخضراء والمستدامة    الكرملين: التصريحات الغربية حول صراع مسلح محتمل مع روسيا بمثابة "موقف رسمي"    "قتلته وسرقت 10 آلاف جنيه وهاتفين".. اعترافات المتهم بقتل ثري عربي في أكتوبر    الدعم العيني والنقدي.. "الحوار الوطني" ينشر قاموسًا يهم المواطنين    وزير التعليم يشدد على استخدام المعامل غير المستغلة وتخصيص حصة داخلها أسبوعيًا    إنذار محمد عبد المنعم فى شوط سلبي بين لانس ضد نيس بالدوري الفرنسي    رئيس مياه القناة يعلن خطة استقبال فصل الشتاء بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد    وكيل صحة الشرقية: حالات النزلة المعوية بقرية العروس سببها "جبن قريش" منزلى    مصرع سائق تروسيكل في حادث تصادم بقنا    المجر تنضم إلى منصة "أصدقاء السلام" بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية    أتلتيكو مدريد ضد الريال.. رابطة الدورى الإسبانى تحذر الجماهير من العنصرية    اختيار باسم كامل أمينا عاما للتحالف الديمقراطي الاجتماعي    معرض بورتريه عن الفنان فؤاد المهندس في مئويته ب"الصحفيين" (صور)    اللواء إبراهيم عثمان: هدف إسرائيل من حرب لبنان صرف الانتباه عن الهزيمة بغزة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 28 سبتمبر على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    أحمد جمال يهنئ نادى الزمالك بعد فوزه بكأس السوبر الأفريقى    رئيس الطائفة الإنجيلية: الله منحنا الغفران ونحن مدعوون جميعًا أن نكون رحماء تجاه إخوتنا    استقبال الأبطال المصريين بالورود قبل المشاركة فى بطولة قطر كلاسيك للاسكواش.. صور    ذهبية وبرونزية في نهائي الرجال ببطولة العالم للخماسي الحديث تحت 19 عامًا    اليوم العالمى للمسنين.. الإفتاء: الإسلام وضع كبار السن بمكانة خاصة وحث على رعايتهم    الضرائب: تحديث موقع المصلحة الإلكترونى لتيسير سُبل التصفح وتقديم خدمة مميزة    رئيس التخطيط بمشروع مشتقات البلازما: اعتماد 8 مراكز لمشتقات البلازما دوليا    وكيل صحة البحيرة يشدد بتطبيق معايير الجودة ومكافحة العدوى بالوحدات الصحية    محافظ الإسكندرية يتابع مع نائب وزير الصحة معدلات تنفيذ مبادرة ال1000 يوم الذهبية    الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جديدًا لرئيس الوزراء (التفاصيل)    الرئيس السيسي يدعو مجلس الشيوخ للانعقاد الأربعاء المقبل    وزير الرياضة يفتتح عدة مشروعات استثمارية في ههيا وأولاد صقر    ضبط 15 ألف قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية على رأس اهتمامات مبادرة «ابدأ»    لاوتارو مارتينيز يقود هجوم إنتر ميلان أمام أودينيزي    رئيس الوزراء يوجه بضغط البرنامج الزمنى لتنفيذ مشروع "التجلي الأعظم" بسانت كاترين    «الفريق يحتاج ضبط وربط».. رسالة نارية من نبيل الحلفاوي لإدارة الأهلي بعد خسارة السوبر الأفريقي    رئيس هيئة الدواء يكشف سر طوابير المواطنين أمام صيدليات الإسعاف    علي جمعة: سيدنا النبي هو أسوتنا إلى الله وينبغي على المؤمن أن يقوم تجاهه بثلاثة أشياء    تحرير 1341 مخالفات للممتنعين عن تركيب الملصق الإلكتروني    وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية    فيديو.. مزايا التصالح على المباني المخالفة والمستندات المطلوبة    مودرن سبورت يهنئ الزمالك بفوزه بالسوبر الإفريقي على حساب الأهلي    وفاة زوجة الفنان إسماعيل فرغلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الوطن» تعيد نشر حوارها مع كمال عامر: مصر هزمت مخططات تحويلها ل«دولة فاشلة»
نشر في الوطن يوم 04 - 03 - 2021

تعيد «الوطن» نشر حوارها مع اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، ضمن سلسلة حوارات تحت عنوان: ملفات «الولاية الثانية» على «طاولة الرئيس»، وذلك في أبريل 2018، وأكد اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن مصر تواصل حربها الضارية ضد الإرهاب بسيناء، لكن من غير المستبعد احتمال وقوع بعض العمليات الإرهابية المتفرقة فى محاولة من الجماعات المتطرفة لإثبات وجودها، مؤكداً أن الحالة الأمنية فى مصر تحسنت بصورة كبيرة خلال السنوات الأربع الماضية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
«عامر» ل«الوطن»: القوات المسلحة صنعت قوة عسكرية رادعة تمكنها من حماية حقوق الدولة الاستراتيجية والاقتصادية
وأضاف «عامر»، فى حوار ل«الوطن»، أنه متفائل بمواصلة مصر المضى قدماً فى طريقها الصحيح نحو المزيد من الاستقرار والأمان والنمو خلال السنوات المقبلة، مشدداً على أهمية الحفاظ على تماسك ووحدة الشعب المصرى، باعتباره خط الدفاع الأول عن الأمن القومى للبلاد، وأوضح أن بوادر الإرهاب بدأت فى سيناء قبل 2010 ، ثم تسارعت وتيرته خلال سنة حكم «الإخوان» لأن «الجماعة» وعدت المسلحين ب«ولاية» فى أرض الفيروز.. وإلى نص الحوار:
ما تقييمك لتطور حالة الأمن القومى فى مصر خلال السنوات الأربع الماضية؟
- الأمن القومى له تعريفات متعددة، لكنه فى أبسطها يعنى الاستقرار، وقدرة الدولة على تحقيق الاستقرار على أرضها ولشعبها وداخل مؤسساتها لمواجهة التحديات المختلفة بما يؤمن مطالب الشعب ومطالب التنمية، ومفهوم الأمن القومى الشامل هو مواجهة كل التحديات فى مختلف المجالات سواء العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية أو العلمية أو الاجتماعية أو التكنولوجية، وللأمن القومى المصرى عدة دوائر مختلفة، هناك الدائرة الداخلية التى ينمو فيها المجتمع، والدائرة العربية التى تتفاعل فيها مصر مع أشقائها العرب، والدائرة الثالثة هى الدائرة الأفريقية التى ينبع فيها الأمن المائى لمصر وتتعاون فيها مصر مع أشقائها الأفارقة، والدائرة الرابعة هى الإسلامية، ثم الدائرة الشرق أوسطية، ثم الدائرة العالمية، لذا مصر وسط دوائر أمنية مختلفة وتتحرك لحماية أمنها القومى فى تفاعل وتأثير وتأثر لكل دائرة من هذه الدوائر.
ومن هذا المنطلق، أقول إننا تحسنا كثيراً على مستوى الأمن القومى المصرى وحققنا نجاحات فى جميع الدوائر، بل إن رجل الشارع البسيط نفسه يستطيع أن يلمس هذا النجاح والتقدم، وأذكر الجميع أن مصر كانت ضمن الدول المستهدفة وكانت هناك محاولات لزرع الفتن بين شعبها، ليتقاتل المصريون فى الشوارع والميادين، وينتهى هذا الأمر بالتقسيم والإضعاف كى تكون مصر مثل دول عربية أخرى مقسمة ومفتتة وغارقة فى الفوضى والصراعات ولا يكون لها أى دور فى دوائر الأمن القومى المختلفة لأن مصر على مر التاريخ لها دور أساسى فى تحقيق الأمن لإقليمها وأشقائها، وقوتها تعنى قوة الأشقاء، وضعفها يعنى ضعف المنطقة بالكامل، ويشجع القوى الكارهة لها على الاستمرار فى إضعاف الآخرين.
ولو عدنا للوراء 4 أو 5 أو 6 سنوات أو أكثر كما ذكرت، سنجد أن الناس كانت تضطر للدفاع عن نفسها، وتقف أمام البيوت والمحال التجارية لحمايتها من العناصر التخريبية، ورأينا مشاهد محزنة لتحطيم وسرقة فنادق ومولات كبيرة، حينما كان الأمن غائباً، ونجحوا فى البداية فى استهداف الشرطة، وحرقوا بعض الأقسام، وأثروا على قيام الشرطة بدورها الأساسى وهو حفظ الأمن، وبالتالى مرت مصر بسنوات من الفوضى الأمنية لم تعِشها مصر طوال تاريخها، وكان الهدف هو إضعاف الدولة المصرية وتقسيمها وعدم السماح لها بالقيام بأى دور.
وكيف نجحت الدولة المصرية فى الخروج من هذا النفق المظلم؟
- الآن أصبح هناك دولة لها مؤسسات، وهذه المؤسسات وفى مقدمتها قواتنا المسلحة المصرية والشرطة المدنية التى أعيد تنظيمها وتقويتها لمواجهة التحديات التى نمر بها، ومواجهة قواتنا المسلحة للإرهاب على مدار السنوات الماضية من خلال عمليات «حق الشهيد» ثم «العملية الشاملة سيناء 2018»، وقام المتحدث العسكرى بإعلان نتائج واضحة للعمليات شملت القضاء على مئات التكفيريين ومئات الأوكار وآلاف المعدات والقضاء على عشرات الآلاف من أطنان المواد المتفجرة والمفرقعات، وكشف مخازن مختلفة وضبط محطات إرسال ومعدات.. كل هذا يدل على أمرين، الأول هو التربص الشديد بمصر من خلال هذا الكم الكبير من الإرهاب الذى وُجد فى سيناء، والأمر الثانى هو أننا بفضل الله وبحكمة القيادة السياسية والعسكرية الحالية استطعنا أن نحقق تقدماً كبيراً فى مواجهة الإرهاب وتطهير أراضى مصر من هذا السرطان الذى سكنها خلال سنوات، ويكفى فخراً أن كل ذلك يتم فى ظل استمرار الحياة الطبيعية للمواطن الذى يذهب إلى عمله ويعود منه ولا يجد أزمة فى الطعام أو الشراب.
صحيح أن هناك غلاءً فى الأسعار، لكن المنتجات نفسها متوافرة والحياة تسير والاستقرار يزداد كل يوم عن الآخر، بعكس دول أخرى واجهت مشكلة الإرهاب وشيئاً فشيئاً فقدت قدرتها على توفير مستلزمات الحياة للمواطنين، لكن فى مصر لم يشعر مواطن مصرى أبداً حتى الآن بأى نقص فى احتياجاته، لذلك لجأ الحاقدون إلى سلاح آخر وهو الشائعات وترديد الأكاذيب سواء عن نقص فى منتجات الغذاء أو المنتجات البترولية، لكن على الأرض المواطن يجد كل احتياجاته متوافرة لأن هناك دولة يقظة تعمل بكل جد وإخلاص كما أن شعور المواطن الآن بأنه آمن على نفسه وعلى بيته وعلى أولاده، ويجد كل مستلزماته متوافرة بداية من الكهرباء والمياه والمواصلات عامة إلى الأكل والشرب، أكبر دليل على أن مصر أحرزت تقدماً كبيراً فى تحقيق أمنها القومى، من خلال استعادة قوتها وقوة مؤسساتها وسيرها فى الطريق السليم. بل إن المواطنين غير المصريين سواء من السوريين أو اليمنيين أو السودانيين الذين يعيشون فى مصر يشعرون بهذا الاستقرار والأمان، وهذا أمر يجعلنا نشعر بالفخر لأن مصر هى أم لكل البلاد العربية، ووطن للجميع.
الإرهاب بدأ فى سيناء قبل 2010.. وتسارعت وتيرته خلال سنة حكم «الإخوان».. و«الجماعة» وعدت المسلحين ب«ولاية» فى أرض الفيروز
تحدثت عن سلاح الشائعات.. هل ترى أن مصر تواجه حرباً نفسية إلى جانب الحرب التى تخوضها مع قوى الإرهاب على الأرض؟
- بلا شك، عندما استهدفت المنطقة كلها تم استهدافها من خلال حروب جديدة اسمها حروب الجيل الرابع، وهى تهدف إلى أن تسقط الدولة من الداخل وتتحول إلى دولة فاشلة من خلال ضغوط سياسية واقتصادية وعسكرية، بالإضافة إلى الحرب النفسية عبر عدة أساليب ووسائل أهمها سلاح الشائعات. ومصر واجهت هذه الحرب، حيث كان مخططاً لمصر أن تسقط من الداخل وتتحول لدولة فاشلة دون أن يخسروا هم جنوداً ولا معدات، والحرب النفسية عمودها الفقرى الشائعات والفتن وضرب المؤسسات مع بعضها البعض وصناعة الأزمات بين فئات الشعب وصناعة الانشقاقات داخل المؤسسات، وهم حاولوا إشعال فتنة بين الجيش والشعب وبين المسلمين والمسيحيين وإثارة مشاكل عرقية أو دينية أو جغرافية مثل إثارة مشاكل فى النوبة وأزمات فى مطروح وتغذية الإرهاب فى سيناء ليصبح الجميع ضد الجميع ويكون هناك أكثر من منطقة ملتهبة وبالتالى إضعاف الدولة عن القيام بدورها وتحويلها إلى دولة فاشلة.
القوى الكارهة لمصر خططت لإغراق البلاد فى «بحر الفوضى».. ومصالحها تلاقت مع الجماعات الإرهابية فقامت بتمويلها
ماذا يعنى مصطلح «الدولة الفاشلة» الذى كان مخططاً لمصر؟
- الدولة الفاشلة هى الدولة التى لا تستطيع القيام بواجباتها ولا دورها ولا توفير خدماتها للمواطنين، ورأينا «الإخوان» وهم جزء من هذا المخطط كيف كانوا يستهدفون محطات الكهرباء والمياه والسكك الحديدية ومترو الأنفاق بعد ثورة 30 يونيو، ومعظم عملياتهم كانت تستهدف جهات خدمية وحيوية لتحقيق هذا الهدف، وهو منع الدولة عن القيام بدورها فى حياة المواطنين، وأن تكون دولة فاشلة وعاجزة عن القيام بوظيفتها.
وكل هذا جزء من الحرب النفسية، إلى جانب الشائعات والأكاذيب كما ذكرت، وأحد مراكز الأبحاث رصد تداول أكثر من 5 آلاف شائعة فى مصر خلال الفترة الماضية، وهناك أجهزة مختلفة ومراكز قيادة تخطط لإفشال مصر واستهدافها وأعدت خطة كبيرة خلال الفترة الماضية تزامناً مع الانتخابات الرئاسية لأنهم كانوا يريدون تشويه وكسر الإرادة وأن يفقدوا الشعب روحه المعنوية وحماسه وثقته فى نفسه، وكل ذلك يتم من خلال خطط منظمة ومرتبة من القوى الكارهة لمصر وبالتوازى مع الإرهاب على الأرض والضغوط الاقتصادية والسياسية.
هل نفهم من كلامك أن الانتخابات الرئاسية 2018 كانت مستهدفة؟
- نعم، بكل تأكيد، وكل خطوة نخطوها فى الاتجاه الصحيح يستهدفونها من خلال خططهم وأساليبهم وحروبهم النفسية بهدف أن يفقد الشعب روحه المعنوية وصلابته وحماسه وثقته فى نفسه وفى دولته ورئيسه، والحرب النفسية عبارة عن حقيقة يبنى عليها قصة كاذبة، مثلاً الانتخابات الرئاسية حقيقة، المشروعات القومية حقيقة، الاستقرار والأمن حقيقة، هم يأخذون هذه الحقائق ويبنون عليها قصصاً كاذبة لإقناع البعض، وباختصار شديد الكارهون لمصر لهم هدف محدد، وهو ألا يكون على رأس مصر قيادة وطنية، وهذا الهدف ليس وليد اليوم، لكنه هدف منذ القدم، وكانوا يحاربون أى قيادة وطنية لكى يكون هناك قيادة تابعة بدلاً منها تُؤمَر فتقول نعم وتطيع وتنفذ التعليمات التى تأتيها من الخارج، وتخدم مصالحهم.

«السيسى» رجل ذو خلق رفيع وعفيف اللسان ويرفض أن يعيب فى أحد.. وتربى على التقاليد المصرية
البعض يتساءل كيف وصل الإرهاب إلى هذا الحجم من الأساس وهل لعبت سنة حكم الإخوان دوراً فى تفاقم الأزمة؟
- بالتأكيد، لكن دعنى أشرح متى وجد الإرهاب فى سيناء وكيف تمت تغذيته، أولاً وجد الإرهاب فى سيناء من قبل عام 2010، لكن بأحجام محدودة كان وجودها فى غزة فى بادئ الأمر لتدعيم حرب حماس ضد إسرائيل، وباكتشاف هذه الجماعات تنسيق حماس مع إسرائيل اكتشفت خداعها فبدأت خصومة بين الطرفين، وعندما شعرت حماس بخطورة هذه الجماعات قررت أن تنقلها إلى محيط آخر وهو سيناء، وأقنعتهم أن وجودهم فى سيناء فى مصلحتهم، ووعدتهم بالتسليح، وانتقلت بعض العناصر بالفعل إلى سيناء وبدأوا يؤثرون على بعض النقاط فى الشريط الحدودى، واستمر الأمر على هذا النحو، حضور ضعيف لجماعات إرهابية على بعض النقاط، لكن بعد أحداث ثورة 2011، ثم عام حكم الإخوان منتصف 2012 إلى منتصف 2013، زاد الإرهاب بشكل كبير، ووعد الإخوان هذه الجماعات بإقامة ولاية فى سيناء يتولون إدارتها، وهنا اتفقت مصالح القوة الكارهة فى مصر، مع الجماعات الإرهابية من جانب، وبعض الحكومات من جانب آخر، ولم يقتصر الأمر على الأنفاق فى الحدود الشرقية لمصر، لكن أيضاً تمت تغذية الإرهاب من خلال الحدود الغربية والجنوبية لدرجة أنه فى خلال أيام قليلة عبر 600 عنصر إرهابى الأنفاق إلى سيناء فى ذلك الوقت، وتم مدهم بعربات دفع رباعى عبر الحدود الجنوبية، والأسلحة والذخائر من الحدود الغربية، وسنة الإخوان بلا شك كانت سنة داعمة للإرهاب لدرجة أن محمد مرسى عندما تم اختطاف بعض المصريين قال: «يهمنا أن نحافظ على سلامة الخاطفين والمختطفين». وقالوا أيضاً: «يا نحكمكم يا نقاتلكم». وبدأوا فى إعداد سيناء معقلاً للإرهاب.
هذا الوضع كان أحد أسباب قيام ثورة 30 يونيو، لأن الجيش كان يرى ذلك ويرفضه ولا يقبل باستمراره، وانتفض وزير الدفاع المصرى مع قواته المسلحة واستجابوا للشعب المصرى لحماية مصر ولعلمه بخطورة ما يحدث فى سيناء وما يتم تخطيطه لمصر، لذلك نرى اليوم هذه الأرقام الكبيرة التى تعلنها القوات المسلحة من معدات وأسلحة وذخائر وأوكار وعناصر إرهابية سواء يتم ضبطها أو تدميرها.
الآن وبعد 4 سنوات من الحرب على الإرهاب تحت قيادة الرئيس السيسى، هل أصبح الوضع فى سيناء مطمئناً أم ما زلنا فى حاجة إلى مزيد من الوقت؟
- الوضع أصبح أفضل كثيراً، ولكن علينا أن ندرك أن الإرهاب مرتبط بقوى كارهة تموله بالسلاح والمعدات والمقاتلين الأجانب سواء ضمن جماعات إرهابية أو من يسمون أنفسهم ذئاباً منفردة، وبالتالى لكى نكون على بصيرة وعلم وفهم يجب أن ندرك أن الإرهاب سيستمر، لكن ليس بالكثافة التى كان عليها فى وقت سابق، ونستطيع أن نقول إن مصر نجحت فى القضاء على أكثر من 95% من الإرهاب، لكن لا نستبعد أبداً من أن هذه القوة الكارهة قد تقوم بعمليات متفرقة هنا أو هناك بهدف إثبات الوجود، ولإرهاق وإرباك الدولة المصرية من القفزات التنموية والاقتصادية، وانطلاقها فى جميع المجالات.
الجيش مسئول عن حماية الأمن القومى الشامل من «رغيف العيش حتى القضاء على الإرهابيين».. والمواطن البسيط يشعر بالاستقرار والأمان ويلمس النجاح فى تحسن الأوضاع الأمنية
الرئيس السيسى يستخدم مصطلح «أهل الشر» فى خطابات كثيرة.. من هم أهل الشر؟
- كلمة أهل الشر كلمة مهذبة من رئيس مصر الذى تربى على التقاليد والقيم المصرية، وابن المدرسة الوطنية للقوات المسلحة، فهو رجل ذو خلق رفيع وعفيف اللسان ولا يحب أن يعيب فى أحد ولا يحرج أحداً، ويقصد بأهل الشر كل من اتفقت مصالحهم على إضعاف مصر، وأهل الشر فى الداخل هم الإخوان، وإقليمياً دول معروفة تتعارض مصالحها مع مصر.
ما الأهداف الاستراتيجية التى تحققها مصر من رفع درجة تسليح القوات المسلحة من صفقات سلاح متنوعة ومتطورة؟
- الجيش المصرى مسئول عن حماية الأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل الذى يبدأ من أول رغيف العيش وصولاً إلى الإرهاب، ورفع درجة تسليحه تهدف إلى تمكينه من أداء هذا الدور بفاعلية أكبر وأقوى، نضيف إلى ذلك أن مصر ليست مسئولة عن أمنها فحسب، لكن أمنها القومى يرتبط بأمنها العربى. ومصر دولة مستهدفة، وعلى مدار التاريخ لم تكن مصر دولة مهاجمة لكنها كانت مدافعة، تحمى أمنها وأمن منطقتها، ولا ينتفض أهلها إلا عندما يعتدى عليهم، فعندما تم احتلال سيناء لم تهدأ مصر إلا عندما حاربت واستعادت أرضها، ولم تسكت على بقاء جزء صغير من أرضها وهى طابا تحت يد المحتل واستمرت فى مفاوضات وتقاضٍ دولى إلى أن حصلت عليها، وحديثاً حتى عندما ذبح الإرهابيون 19 مصرياً قبطياً خرجت طائراتنا لتقصف معاقل الإرهاب داخل ليبيا، لأن هذا هو حقنا ومصر تدافع عن حقها.
هل اكتشاف ثروات اقتصادية مثل حقل ظهر فى المياه الإقليمية بالبحر المتوسط يفسر السبب وراء رفع درجة تسليح الجيش المصرى لتأمين هذه الثروات؟
- بالقطع، فهذه الثروات تحتاج إلى قوة تحميها، ومصر لها مسرح عسكرى يمتد فى بحرين، البحر المتوسط والبحر الأحمر، وبالتالى كان لا بد من تقوية أسطولها، إضافة إلى أن مصر لها مصالح مائية فى حوض النيل، وبالتالى تحتاج إلى طائرات تصل إلى هذا المدى، لا لتعتدى على أحد ولكن لتدافع عن حقوقها ومصالحها وثرواتها، وهذا ما نسميه مبدأ الردع، أى امتلاك القوة والتهديد باستخدام القوة دون استخدامها، ومصر استطاعت خلال السنوات الأربع الماضية صناعة قوة عسكرية رادعة تمكنها من حماية حقوقها ومصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، وهذا فكر عظيم جداً من القيادة الحالية للبلاد، وهو ما ينعكس فى النهاية على استقرار الدولة.
ما أبرز التحديات التى تواجه الأمن القومى المصرى الفترة المقبلة؟
- التحديات كبيرة ومستمرة، سواء فى الداخل أو الخارج على دوائر مختلفة إقليمية ودولية كما ذكرت، لكن مصر أصبحت أقوى وقادرة على مواجهة كل التحديات، وحماية أمنها القومى، والدفاع عن حقوقها، والفضل فى ذلك يرجع قبل رفع درجة التسليح وتقوية واستقرار المؤسسات إلى وحدة الشعب المصرى، لأن وحدة الشعب وصلابته هى خط الدفاع الأول عن الأمن القومى لمصر.
هل ما زالت هناك محاولات لضرب وحدة الشعب، واختراق الأمن القومى لمصر؟
- طبعاً، هذا هو جوهر المخطط، أن يصبح الشعب ممزقاً، وفرقاً متقاتلة أو كارهة لبعضها، وبالتالى يسقط خط الدفاع الأول عن الأمن القومى المصرى وهو وحدة الشعب كما ذكرت، وأقوى شىء فى مصر والأكثر تأثيراً هو شعب مصر، والإنسان المصرى فى الحرب هو أقوى شىء فى الحرب وليس سلاحه، بالتأكيد السلاح مهم ورفع درجة تطوره أمر جيد ومطلوب، لكن الإنسان المصرى، والنسيج الشعبى المصرى، هو صمام الأمان للأمن القومى للبلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.