بوجهه المطلي باللون الأبيض، وفمه المغطى باللون أسود، وبنطاله الواسع مع الحمالات و"الصديري" القصير، يدفع من يراه إلى تذكر ممثل "المايم" الفرنسي الشهير مارسيل مارسو، وفي سبيل حبه ل"المايم"، عود أحمد البرعي نفسه على تقبل سخرية كل من يراه بهذا الشكل اللافت. حركات بهلوانية، ومرونة فائقة، أدى بها البرعي عرضه المميز، أمام حشود من المتفرجين بمحطة مترو الأوبرا، ففي تمام الواحدة والنصف من ظهر أمس، فوجئ المتواجدون بمحطة مترو الأوبرا بصوت موسيقى يعلو، و3 شباب وفتاتين يرقصون ويمثلون تمثيل صامت في منتصف رصيف المحطة. البرعي، رئيس فرقة "اسمه إيه" لفن التمثيل الصامت "المايم"، لم يخطط يوما لأن يكون ممثلا لفن المايم، وإنما كان يحلم بأن يكون مخرجا مسرحيا، وبدأ يشق طريقه في هذا المجال منذ أن كان طالباً بكلية التجارة جامعة القاهرة، لكنه عندما شاهد فن المايم في أحد مهرجانات المايم في ساقية الصاوي وجد في هذا الفن ما يجذبه، فقرر التحول إلى ممثل مايم دون التخلي عن عمله كمساعد مخرج مسرحي. ولأن التحرش والتسول، ظاهرتان هما الأكثر انتشاراً في مترو الأنفاق، لذلك قرر البرعي مع أعضاء فرقته أن يعبروا عن رفضهم لتلك الممارسات، من خلال فن المايم، على أن يكون ذلك في المكان الذي يشهد انتشار تلك الظواهر، بالتمثيل على رصيف المترو، لا على المسارح، فجاء العرض ضمن فعاليات مهرجان عالمي قررت الفرقة المشاركة فيه يوم السبت المقبل. صفاء يحيى، كانت تدرس مع البرعي في الكلية والسنة الدراسية نفسها، لكنها لم تتعرف عليه إلا بعد انتهاء الدراسة. هي في منتصف العشرينات وتشارك أحمد بطولة عروض الفرقة. ليونتها الفائقة توحي بأنها ليست مجرد ممثلة مسرح ومايم وإنما ربما راقصة باليه. وهي الأخرى بدأت مشوارها الفني كمساعد مخرج في فرقة كراكيب، وشاركت في الكثير من العروض المسرحية، قبل أن تشارك في أول عرض مايم لها بعنوان "كيوبيد وغيوبيد"، ثم انتقلت بين عدة فرق لفن المايم، إلى أن استقرت مع فرقة "اسمه إيه". وبرغم أن المايم صار يشغل جانبا كبيرا من حياتها، إلا أن أسرتها لم تعارض ذلك، لإيمانها بأنها ستتميز فيه، حيث قررت صفاء أن تجتهد في التدريب والمشاركة في كثير من العروض مثل "بابا وماما والبزازة"، كما شاركت في مهرجان ساقية الصاوي لفن المايم، إلى أن أصبحت بطلة فرقة "اسمه ايه".