سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو| سفيرة النوايا الحسنة بالإمارات ل"الوطن": إنشاء مدينة لتأهيل أطفال الشوارع بمصر المنصوري: السيسي شجعني على المبادرة.. وأطفال الشوارع تم استغلالهم بشدة خلال الأحداث الأخيرة
حبها لمصر وشعبها كان الشرارة التي انطلقت منها مبادرتها لوضع حل عملي لظاهرة أطفال الشوارع، كما أكدت أيضًا أن "إنسانية" الرئيس السيسي أحد الأمور التي شجَّعتها على تقديم مبادرة لإنشاء مدينة متكاملة لأطفال الشوارع، بهدف إعادة تأهيلهم في المجتمع وتوفير فرص عمل لهم، بدعم مالي وجهد وجولات في دول الخليج حتى تتم الإشادة بهذه المدينة في بلاد العالم.. منى المنصوري، سفيرة النوايا الحسنة في الإمارات العربية المتحدة، تكشف في حوار خاص ل"الوطن"، مبادرتها لحل أكبر المشكلات التي تواجه مصر، وهي مشكلة أطفال الشوارع. - في البداية نود أن نتعرف عليكِ.. من هي منى المنصوري؟ أنا منى المنصوري، مهندسة بترول ودرست بيولوجي، وأخذت مؤخرًا الدكتوراه الفخرية من الإنترناشونال كوليدج، وسفيرة النوايا الحسنة بالإمارات، وسفيرة دعم المرأة، وعندي هواية صارت عالمية وهي تصميم الأزياء، كما أن لديَّ 3 أبناء. - ما هي الأسباب التي دفعتكِ للمشروع.. ولماذا أطفال الشوارع تحديدًا؟ كانت الفكرة عندي منذ فترة لأنني متعاطفة جدًا مع أطفال الشوارع، فهي فئة منسية وكل حقوقها مهدرة، وكان الرئيس السيسي أكثر من شجَّعني كسفيرة نوايا حسنة على هذه المبادرة، فهو يتعامل مع الشعب المصري، ويخاطب "الإنسان"، غير أي رئيس آخر، بداية من مبادرته بركوب الدراجات، وحرصه على إعادة الثقافة الشخصية للشعب المصري، عندما يقول لضحية التحرش "حقك عليا" فهو يعمل على الجانب الإنساني للشعب المصري، وأنا متأكدة أني عندما أخاطب رئيسًا يهتم بإنسانية شعبه، ويخاطبه كأنه منه، ستنجح المبادرة وستحقق نتائج لهؤلاء الأطفال، خاصة وأنهم تم استغلالهم أشد استغلال خلال الأحداث الأخيرة، يحملون أكفانًا ولا يعلمون ما يفعلون، كما تم استخدامهم كدروع بشرية في اللأحداث السياسية، مقابل أموال، لحرق مكان أو إلقاء الطوب مثلاً. وأود أن أعود لأتحدث عن الرئيس السيسي، ذلك الرئيس الذي يجعل وزراءه يبدأون عملهم في السابعة، وهو ما جعلني أراهن أصدقائي على أن إصلاح وضع مصر لن يستغرق 3 سنوات على يد السيسي، بل سنتين فقط، وستشهد مصر مشاريع تنموية وستختلف ثقافة وتفكير المواطن المصري، لأنه يعمل على تطوير وثقافة الذات. - ماذا تعني لكِ مصر؟ أنا لا أحب الحديث في السياسة، لكن مصر لها أفضال كثيرة على الشعوب العربية، منذ أيام الشيخ زايد رحمه الله، كانت مصر ترسل لنا مدرِّسين وترسل كسوة الكعبة إلى السعودية، ويظل المعروف قائمًا حتى لو اختلفت الظروف، الجميع يعلم أن من حمى الدول العربية كلها من مصير مظلم هي مصر، وأنا زائرة دائمة لمصر ولكن طوال 4 سنوات ماضية لم أزرها بسبب ما يحدث فيها. - هل المشروع متعلق بالمرأة؟ مشروع مدينة أطفال الشوارع ليس نابعًا من دعمي للمرأة، بل هو مشروع إنساني بالدرجة الأولى، حيث كانت تربطني علاقات طيبة بهؤلاء الأطفال عند زيارتي لمصر، وأحبهم كثيرًا، وكنت أحزن بشدة عندما أعلم أن أحد أطفال الشوارع مات وهو "نايم تحت سيارة" أو تعرض لحادث معين بالشارع، وكنت دائمًا أسأل عن مشاكل هؤلاء الأطفال، أما في دول الخليج لا يوجد أطفال شوارع بالإمارات، ومقياس الدول المتقدمة يكون بمستوى حقوق المرأة وحقوق الطفل، ولا يوجد متسولون ولا أطفال شوارع. - بالحديث عن المرأة ما رأيكِ في دور السيدة المصرية؟ من منطلق أني سفيرة دعم المرأة، ولكني لست منحازة لها، إلا أن المرأة المصرية لعبت دورًا بالانتخابات بنسبة 70%، وأذهلت الجميع بقوتها وتأثيرها في الانتخابات. - هل تتوقعين أي صعوبات أمام مشروعك لأطفال الشوارع؟ لا أحمل همَّ أي معوقات من الحكومة المصرية، لأن سياسة الرئيس رأيت فيها رغبة عمل الخير لمصر، والتفكير في مصلحة البلد بما يحقق له الخير، "واللي خلاه اتبرع بنص أمواله.. معتقدش هيستخسر أو يستكتر في أطفاله وأولاده في الشوارع أرض في الصحراء". - ما الخطوات المقبلة في طريق تحقيق مشروع أطفال الشوارع؟ الخطوات المبدئية للمشروع، أولًا طرحنا الفكرة والمبادرة، والخطة الثانية: البحث عن مقر لإنشاء مؤسسة مرخَّصة من الدولة، للقدرة على مخاطبة الجهات الرسمية، وبعد الانتهاء من هذه الأساسيات ستتم مخاطبة الجهات المختصة بحاجة المشروع للدعم من خلال أرض، فهو مشروع قومي وإنساني، إنساني لأننا سنعيد للأطفال آدميتهم، وقومي لأنه سيجعل مصر من الدول المتقدمة لدى المنظمات الحقوقية ومنظمات الطفل الدولية، وليست الأهلية. - هل هناك اسم للمدينة المقرر إنشاؤها لأطفال الشوارع؟ يجب أن يتم اختيار اسم مناسب للمدينة، يليق بوضعها، لأننا سنأخذ أطفال الشوارع من بيئتهم غير الملائمة، وسيتم تصنيفهم، ليس فقط حسب فئاتهم العمرية، بل وفقًا لحالتهم أيضًا، وهل هو متسول أم مسجل خطر أو مدمن، ولن يتم إشعارهم بأنهم "أولاد شوارع"، لأنهم فئة مفتقدة الحنان، سنقول لهم "حقكم علينا وإحنا هنعيدلكم آدميتكم وإنسانيتكم"، لأن الهدف هو إعادة آدمية هؤلاء الأطفال، التي سلبت آدميتهم نتيجة أنهم يدفعون ثمن أخطاء الآخرين. والمشروع يؤهل الأطفال قبل عملية دمجهم في المجتمع، وسيكون عندهم أم بديلة وأب بديل، وملعب وعيادة ومدرسة ومسبح، كما سيتم تنظيم رحلات ترفيهية، وسينما، وسيختلط هؤلاء الأطفال بالمجتمع، لكن بعد إعادة تأهيلهم، وتأسيسهم نفسيًا واجتماعيًا وتعليميًا ودينيًا أولًا قبل دمجهم مع الآخرين، لأنه أطفال تربوا في الشارع لا يعرفون الحلال والحرام، ولا الخطأ من الصواب، كل شيء مباح لهم في الشارع، لكن مع المشروع سيبدأ يومهم بالصلاة، وبعدها رياضة ثم سماع محاضرات دينية. - كم هو رأس المال المقرر لإنشاء المشروع؟ سيتم إنشاء حساب باسم المشروع، ويجب أن يكون هذه الحساب تحت رعاية وإشراف وزارة التضامن الاجتماعي، فأنا أحب الوضوح، ويجب أن يتمتع المشروع بشفافية، لا أحب القيل والقال، وسأبدأ بالتبرع للحساب بمبلغ مالي كبير، وبعد ذلك سنطلب دعم رجال الأعمال في الإمارات ودول الخليج، ثم حملة قومية في مصر، وأفضِّل أن تكون كل عمليات الإنشاء بالمدينة تحت رعاية الجيش، لأن الشركات ستعطل المشروع، لكن تحت رعاية الجيش سيكون العمل بشكل أفضل وأنا أحب الجيش المصري. والمشروع سيصبح في النور بأسرع ما يمكن، بدعم الشعب المصري والحملة القومية، ورجال الأعمال العرب والمصريين، فمستشفى 57357 كان مجرد حلم وأصبح حقيقة. ورأس المال المقترح لمشروع "مدينة أطفال الشوارع" لن يقل عن 300 أو 400 مليون جنيه، لأنها ستكون مدينة متكاملة قابلة للنمو والنجاح، وأن تصبح لها فروع بمحافظات أخرى. - ما هي الأماكن المقترحة لإقامة المشروع؟ من المحتمل بشكل كبير أن تكون هذه المدينة بالمدن الجديدة ذات المساحات الواسعة، مثل مدينة السادس من أكتوبر، أو مدينة الشيخ زايد، وسيتحدد مكانها وفقًا لما تحدده الحكومة لنا. - ما هي رؤيتكِ لمشروع مدينة أطفال الشوارع؟ هذه المدينة ستكون مدينة عالمية يشاد بها في جميع الدول، والأهم هو التفاؤل، يجب على الشعب المصري أن يكون متفائلًا وأن يترك نظرة التشاؤم، لقد أثبت الشعب المصري للعالم أنه أذكى من الجميع، بالانتصار على مخطَّطات دمَّرت 4 دول عربية، وبعد سنتين فقط ستكون هذه المدينة عالمية، وسيتحوَّل يوم افتتاحها إلى يوم وطني للاحتفال بعيد أطفال الشوارع. - ماذا ستضم مدينة أطفال الشوارع.. وما هي الخطوات التالية بعد إعادة تأهيل الأطفال؟ ستضمُّ المدينة مدرسة ابتدائية وإعدادية ومدرسة فنية، ونادي اجتماعيًا ودارًا للمناسبات، وعيادة ومسجد، وسيتم توفير فرص عمل في مشاريع وشركات، وسيتم التنسيق مع عدد من المؤسسات ورجال الأعمال لتوفير فرص عمل للأطفال حتى لا يعودوا للشارع مرة أخرى. - هل هناك اتصالات تمت مع الحكومة المصرية؟ تلقيت اتصالات عديدة من مسؤولين مصريين ووزراء، وهناك اهتمام كبير من الحكومة المصرية، واستشعرت بترحيب بالفكرة ومحاولة لتذليل جميع العقبات أمام المشروع، لكني طلبت منهم أن يتم تأسيس المدينة وعمل دراسة الجدوى للمشروع. وبالنسبة لمنظمات المجتمع المدني لا أعتقد أن يكون هناك تعاونًا معها، خاصة فيما يتعلق بالماديات حتى لا يشوب التجربة الإنسانية أي شبهات. - هل كنتِ ستتقدمين بهذه المبادرة في وجود الرئيس المصري السابق محمد مرسي؟ أنا لم أتقبَّل مرسي كرئيس فكيف أقدِّم له مشروعًا أو مبادرة، نحن كشعب إماراتي لم نتقبل حكم جماعة الإخوان، ولم نتعاون معها. - كيف ترين مستقبل مصر؟ أتوقَّع لمصر مستقبلًا كبيرًا، ولن يحتاج الشعب المصري لأي أحد، والشعب يجب أن يعرف ماذا يريد منه الرئيس السيسي، إنه يراهن على الشعب المصري ولا يراهن أو يحتاج لأي مساعدات أو دعم.