أثارت الرسوم الكاريكاتيرية التى نشرتها «الوطن» فى عددها بالأمس للرد على الفيلم المسىء للرسول الكريم، ردود أفعال واسعة النطاق، ووصفها أدباء ومفكرون بأنها الرد الأقوى من جانب مصر، وأطلق عدد منهم مبادرة لترجمة ملف الجريدة إلى عدة لغات أجنبية وتوزيعه بالخارج، لكى تطلع عليه معظم دول العالم. وأبدى يوسف القعيد المفكر والروائى الكبير إعجابه بالمادة العلمية والرسوم التى تناولها الملف، مؤكداً أنه أقصى وأقوى رد على هؤلاء حتى الآن من الجانب المصرى، الذى لم تتخذ حكومته أى إجراء تجاه الفيلم سوى بيانات «ندين ونستنكر ونشجب»، على حد قوله. وطالب القعيد بترجمة هذا الملف إلى لغات أجنبية منها الألمانية والإنجليزية والإسبانية والفارسية، ثم يوزع خارج مصر، مشيراً إلى أن وزارتى الخارجية والإعلام عليهما العمل على ذلك. وتابع القعيد أن الرد بالرسوم هو الأنسب لأنه نفس لغتهم التى يتحدثون بها، معرباً عن ثقته فى أن الحكومة لن تفعل ذلك، قائلاً: «رغم أنه صميم عمل الخارجية والإعلام ولكنى أستبعد أن يقوموا على ترجمة هذا، ولذا أطالب بتبرعات لترجمة هذا الملف». وأضاف القعيد: «لو كل واحد دفع جنيهاً سيترجم، وأنا أول المتبرعين». من جانبه، قال الدكتور عبدالمنعم تليمة الناقد الكبير، إن الملف الذى أعدته «الوطن» كان أقوى كثيراً من الرد الحكومى والذى تمثل فى بيانات غير مجدية، ومن الرد الشعبى والذى تمثل فى عدة تظاهرات، مؤكداً أن الملف تناول الرد بالفكر العلمى ليثبت للعالم ماهية ديننا وحضارتنا، مشيراً إلى أن الرد القادم ينبغى أن يكون بالتقدم الحضارى. وأكد تليمة أن الفيلم المسىء نتج من أفراد وليس من دول، مشيراً إلى أن الرد بالفكر والرسوم هو الأنسب لهم لأنهم شواذ عقلياً ومنحرفون. وأضاف تليمة ل «الوطن»: «الرد الحكومى كان تقليدياً ودارجاً وواهناً وضعيفاً، وهذا الملف أقوى كثيراً من الرد الحكومى، فضلاً عن أن الرسوم لم تتطرق إلى التجريح أو السب». وطالب أيضاً بترجمة الملف إلى عدة لغات أجنبية وتوزيعه بالدول الأوروبية لتصحيح صورة الإسلام، قائلاً: «هذا الجهد الكبير والمبدع لا بد ألا يضيع هدراً، وعلى الحكومة التحرك لترجمته». وأشاد الكاتب حلمى النمنم، بملف «الوطن» مؤكداً أنه فكرة جيدة جداً وخاصة أن الجريدة استخدمت نفس الأدوات التى يستخدمها الغرب للرد على الإساءات المتكررة للإسلام ورسوله، مشيراً إلى أن الشىء الوحيد الذى يؤخذ على الملف فقط هو تأخر نشره، قائلاً «لو كان توقيت النشر مبكراً بأسبوع أو 10 أيام لجنّب مصر الكثير من المشاكل التى حدثت». وأكد النمنم أن العلماء وكبار الفقهاء كانوا يتولون الرد على الإساءات المتكررة من الغرب للإسلام ورسوله، مشيراً إلى رد الإمام محمد عبده على إساءة أحد وزراء خارجية فرنسا وقتئذ من خلال كتابه «الإسلام الصحيح بين العلم والمدنية»، مؤكداً كيف كانت هذه الطريقة مجدية لدى الطرفين. وأضاف أنه عقب ذلك تراجع دور العلماء وظهر دور الوعاظ أو من يدعون أنفسهم بالدعاة الجدد، مشيراً إلى فشلهم فى التعامل أو الرد على الإساءات المتكررة. وأشار النمنم إلى خسارة العرب معاركهم الفكرية مع الغرب فى الرد على الإساءات للإسلام، مرجعاً ذلك لاختفاء دور كل من العلماء والوعاظ فى أعقاب الأزمة الأخيرة الخاصة بالفيلم المسىء والرسوم الكاريكاتيرية الفرنسية وظهور المهيجين بالشارع. وعن مدى نجاح «الوطن» فى تحقيق النتائج المرجوة من الملف، أكد النمنم صعوبة الحكم على عدد عقب نزوله الأسواق بساعات قليلة، مشيراً إلى أن الأمر يحتاج لوقت طويل لمعالجة القصور الذى حدث فى الماضى، مشيراً إلى أن «الوطن» فتحت الطريق الصحيح للرد على إساءات الغرب. أخبار متعلقة: مبادرة «الوطن» للدفاع عن الرسول ب«الفكر لا بالعنف» تبهر الجميع قراء «الوطن»: شكراً على رد الفعل المتحضر.. مواجهة الفكر بالفكر أفضل من «حرق السفارات» ميثاق للرسامين العرب ابتعد عن المساس بعقائد الآخرين مفتى السعودية يحذر من فيلم غربى جديد يجسد شخصية الرسول أدباء ومفكرون يطالبون بترجمة ملف «الوطن» وتوزيعه بالخارج سياسيون وقيادات حزبية: مبادرة «الوطن» للرد على إساءات الغرب للرسول أفضل رد إعلامى وسياسى بائع صحف: «تسلم إيد اللى فكر ونفذ».. الوكالة الألمانية: «الوطن» أول صحيفة عربية تتصدى للدفاع عن النبى «جلوب آند ميل» الكندية:مصر تحاول أن تجعل إهانة الإسلام"جريمة دولية" رويترز: «الوطن» رفعت شعار «الفكر بالفكر والرأى بالرأى والرسوم قصاص» دبلوماسيون: رد عقلانى على الإساءة للنبى وتجربته تستحق الإشادة والتعميم مكرم محمد أحمد فى حوار ل«الوطن»: ملف «الوطن» فى الرد على الإساءة للرسول نموذج يُحتذى به أزهريون: رد «الوطن» خطوة على الطريق الصحيح لدحض الافتراءات حول الإسلام