وصف مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، ملف «الوطن» للرد على الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، بالنموذج الذى يجب أن يُحتذى من قبل وسائل الإعلام المختلفة، بعيدا عن التحريض وإثارة الفتنة، معتبرا أن ردود الأفعال الغاضبة ومساهمة المسلمين أنفسهم فى نشر الفيلم المسىء إلى الرسول، أدت فى النهاية إلى ظهور مجلة أخرى ساهمت فى نشر صور مسيئة، وأن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، بل إن الإساءات سوف تتوالى، طالما أن ردود أفعال المسلمين والمصريين بهذا الشكل غير المسئول. * كيف رأيت ملف «الوطن» فى الرد على الفيلم المسىء إلى الرسول؟ - بالتأكيد خطوة غير مسبوقة، لم يبادر إليها أحد ممن اكتفوا بالشتائم والسب والقذف واقتحام السفارات وتشويه صورة الإسلام، بغير وجه حق، وجاءت مبادرة «الوطن» بالرد على الفيلم المسىء لتعطى نموذجاً لكيفية رد الإساءة بالفكر الجاد والبرهان السديد والعقلانية والرشد وتثبت بالواقع العملى والبحثى، أن كل ما نسب إلى الرسول هو افتراءات يجب ألا نلتفت إليها، كما أدعو وسائل الإعلام الأخرى إلى أن تحذو حذو «الوطن» بعيداً عن إعلام التحريض والفتنة وإشعال الحرائق. * ولماذا تعتبر أن النموذج الذى قدمناه، مهم، ومثال يحتذى به؟ - لأن السب والقذف لا يثبت حقيقة ولا يغير مواقف، بل إن الرد بالشتائم وعلو الصوت دفع الآخر إلى مزيد من إثارة المسلمين، وبادرت مجلة فرنسية بعرض رسوم أخرى، وكان الأمر تحول إلى حالة من استفزاز مشاعر المسلمين، وجرهم إلى الغضب والوقوع فى الخطأ، وكان من الممكن أن يموت هذا الفيلم، دون أن يكون له أثر، ولكن للأسف، المسلمون ساهموا أنفسهم فى نشره، دون وعى منهم؛ لأن الفيلم فى بداية عرضه لم يشاهده إلا 5 أفراد فقط، وحالة الغضب وعدم ضبط النفس تدفع جهات أخرى فى الغرب، لمزيد من إثارة المسلمين. * أيعنى أنه لو كانت هناك ردود أفعال عاقلة على الفيلم، ما كانت حدثت كل هذه الضجة؟ - بالتأكيد، فغياب العقلانية والرشد فى الرد على الفيلم المسىء من المصريين وغيرهم فى ليبيا وبعض الدول العربية والإسلامية، أدى إلى انتشار الفيلم بصورة أسرع، ومن بعده الرسوم المسيئة، وننتظر مزيدا من الإساءات والبذاءات، إذا كان الأمر يلقى صددا بهذه الطريقة؛ تماما مثلما حدث مع الخمينى وسلمان رشدى، حين أهدر الخمينى دم رشدى، بعد كتابه «آيات شيطانية»، وفى النهاية اشتهر الكتاب وأصبحت له قيمة وذاع صيت رشدى. * وكيف يكون رد القوى السياسية من وجهة نظرك على المستوى العملى؟ - لا بد أن نغضب، لكن أن نرشّد غضبنا، وألا نرفع أعلام القاعدة على السفارة الأمريكية، محاولين اقتحامها، ورفع صور أسامة بن لادن، عليها، لأنه يسىء إلينا، وإلى وطننا، الذى يحتاج الأمن لكى تعود عجلة الإنتاج فيه والاستثمارات، ويجب ألا نضخم الأمر بشكل لايرضى الله ورسوله. * هل الخطأ يعود بالأساس إلى وسائل الإعلام، التى ساهمت فى نشر القضية وتوسيعها؟ - الخطأ ليس خطأ الإعلام، بل إن جماعة الإخوان المسلمين، وأية فصيل آخر من التيارات السلفية، التى دعت إلى الخروج إلى الشارع، فى مظاهرت غاضبة، ثم تراجعت خوفاً من غضب أمريكا، عليهم أن يدركوا أن استخدام الجماهير سياسياً لايأتى بنتائج جيدة، وكما جرت محاولات اقتحام السفارة حال تعبئة الجماهير الغاضبة، دون وعى أو بعد نظر، يدخل البلد فى مخاطر كبيرة، وما نحتاجه هذه الفترة حالة من الاستقرار، خصوصاً أن الاقتصاد لا يزال يعانى، ولا نجد أموالاً لشراء الوقود، وحجم الاستثمارات صفر. * هل يمكن أن تفهم هذه الإساءات فى إطار صراع عقائدى بين المسلمين والغرب؟ - لن يصل الأمر إلى هذا الحد، ويظل الأمر فى أنهم يرون أن ما يفعلونه فى إطار حرية التعبير، وفى نفس الوقت يريدون تطبيق المعايير الموجودة عندهم علينا، فهم مثلا أنتجوا أفلاماً سابقة تسىء إلى السيد المسيح، ونحن نرفض مثل هذه الإساءات، ولكن ردود أفعالنا تخدم أهدافهم، وأهداف المتطرفين فى الغرب. * وكيف يكون موقف الرئيس محمد مرسى فى الأممالمتحدة، للرد على هذه الإساءات؟ - أطالب الرئيس مرسى، بأن يكون موقفه أمام الأممالمتحدة واضحاً فى هذه الشأن، ويكون هناك مطلب واضح وصريح دون مواربة، وهو أن يتكاتف المجتمع الدولى لإنشاء قانون أو معاهدة أو اتفاقية تجرم ازدراء الأديان، وعلى الرئيس أن يصر عليها، ويجمع حوله العديد من الدول العربية والإسلامية ويوحد صفوفها فى الدفع بهذا المطلب؛ خصوصا أن هناك دولاً فى الغرب ترفض مثل هذه الإساءات، وأعلنت تضامنها مع المسلمين فى رفض الإساءة للرسول، ومن جهتنا يجب ألا تكون ردة فعلنا عند الإساءة، هى التطاول أو محاولات الحرق والتخريب. أخبار متعلقة: مبادرة «الوطن» للدفاع عن الرسول ب«الفكر لا بالعنف» تبهر الجميع قراء «الوطن»: شكراً على رد الفعل المتحضر.. مواجهة الفكر بالفكر أفضل من «حرق السفارات» ميثاق للرسامين العرب ابتعد عن المساس بعقائد الآخرين مفتى السعودية يحذر من فيلم غربى جديد يجسد شخصية الرسول أدباء ومفكرون يطالبون بترجمة ملف «الوطن» وتوزيعه بالخارج سياسيون وقيادات حزبية: مبادرة «الوطن» للرد على إساءات الغرب للرسول أفضل رد إعلامى وسياسى بائع صحف: «تسلم إيد اللى فكر ونفذ».. الوكالة الألمانية: «الوطن» أول صحيفة عربية تتصدى للدفاع عن النبى «جلوب آند ميل» الكندية:مصر تحاول أن تجعل إهانة الإسلام"جريمة دولية" رويترز: «الوطن» رفعت شعار «الفكر بالفكر والرأى بالرأى والرسوم قصاص» دبلوماسيون: رد عقلانى على الإساءة للنبى وتجربته تستحق الإشادة والتعميم مكرم محمد أحمد فى حوار ل«الوطن»: ملف «الوطن» فى الرد على الإساءة للرسول نموذج يُحتذى به أزهريون: رد «الوطن» خطوة على الطريق الصحيح لدحض الافتراءات حول الإسلام