تشهد حركات حازم صلاح أبوإسماعيل، مؤسس حزب الراية، حالة من الانقسام بشأن قتال قوات الجيش والشرطة، ففى الوقت الذى أفتى بعض التابعين ل«أبوإسماعيل» بجواز قتل الضباط والجنود من رجال الجيش والشرطة، قال آخرون إن الله حرّم دم المسلم على المسلم، وإن قتل الجنود المسلمين خلود فى النار. ورفض خالد الشافعى، سكرتير «أبوإسماعيل»، قتل شباب الإسلاميين للضباط وقال فى بيان له: يعلم الله أننى لو لقيت ضابطاً أو جندياً فى مظاهرة ومعى بندقية وسنحت لى فرصة لقتله فلن أفعل، فإن حرمة الدم المسلم فى الإسلام شىء يفوق الوصف، وإن التهديد والوعيد الربانى لقاتل المسلم يزلزل القلوب». وأضاف، فى رسالته ل«الإسلاميين»: هذا الجندى أو الضابط الذى سنحت لى فرصة لقتله فى مظاهرة خرج هو أصلاً ليفضها قد يكون متأولاً أو خرج ناوياً ألا يرفع سلاحاً، بل أن يقلل الشر ما استطاع، فيستحيل أن يطاوعنى قلبى أن أجازف بقتل مَن فى قتله أدنى شبهة، فالضغط على الزناد بالخطأ يعنى خلوداً فى النار وتعاسة أسرة وأحزاناً لا تنقطع». فى المقابل، قال يحيى رفاعى سرور، القيادى الجهادى التابع ل«أبوإسماعيل»: «وصف الضابط بالمسلم مرفوض، وحديث الشافعى الذى يعتبر فيه الضابط القاتل متأول، وأنه مسلم، وأنه ربما خرج بنية تقليل الشر قدر المستطاع، سخافات تشهد نقم أبناء الإسلاميين عليها، وأفكار منحطة وعدو كامن قد نواجهه عسكرياً يوماً ما». وأضاف ل«الوطن»: «حين تظهر فكرة حمقاء مثل فكرة حرمة دماء القتلة أو حرمة دماء الضباط المشاركين فى الفض لحين ثبوت أن أحدهم بعينه قد قتل، ما الذى ننتظره غير أن تظهر أفكار أخرى تبيح دماء القتلة ومن يتورع عن قتلهم؟». من جانبه، قال أحمد بان، الباحث فى الحركات الإسلامية، إن من الطبيعى حدوث خلاف بين مريدى وأتباع حازم صلاح أبوإسماعيل، خصوصاً أن الجميع أدرك جيداً أن الصدام مع الدولة بات لا قيمة منه وأن التصعيد لن يؤتى ثماره سوى الاعتقال والقتل واستمرار الدماء فى الشارع. وأضاف أن انشقاق معسكر «أبوإسماعيل» طبيعى فى ظل إصرار الإخوان على المضى قدماً فى تدمير الوطن من خلال تبنى رؤية صدامية مع الدولة وعدم الرغبة فى الاستماع إلى صوت العقل وتبنى المقترحات السياسية التى تحقن دماء الناس، وتدفع الدولة إلى الاستقرار السياسى والبدء فى مصالحة وطنية حقيقية تشمل كل أطراف المجتمع السياسى فى مصر.