شهدت محافظة الشرقية حالة من الانفلات الأمنى، أسفرت عن وقوع عدد من جرائم القتل والاختطاف، خلال الأيام الماضية، بمراكز المحافظة، راح ضحيتها أربعة أفراد وأُصيب آخر، واشتكى أهالى الضحايا لمدير أمن الشرقية اللواء سامح الكيلانى من الغياب الأمنى وتأخر قوات الشرطة فى الاستجابة لاستغاثة المواطنين. بداية الانفلات كانت بمركز ههيا، حيث لقى كلٌّ من عبدالرحمن محمد طلبة شحاتة، 20 عاماً، صف ضابط بالقوات المسلحة مقيم بقرية المساعدة التابعة لدائرة المركز، وعبده السيد عتمان، 41 عاماً، سائق توك توك، مقيم بقرية صبيح التابعة لمركز ههيا، مصرعهما على أيدى مسلحين. وبانتقال فريق من ضباط مباحث مركز شرطة ههيا برئاسة الرائد محمود الطحان، تبين قيام مسلحين باستهداف المجنى عليهما على طريق ههيا الدائرى بجوار المقابر، وأطلقوا عليهما الأعيرة النارية، ما أدى إلى وفاتهما وسرقة التوك توك الخاص بالمجنى عليه الثانى وسرقة الموتوسيكل الخاص بالمجنى عليه الأول. محمد طلبة شحاتة «خفير نظامى بمركز شرطة ههيا»، والد المجنى عليه «عبدالرحمن»، روى واقعة مصرع نجله، قائلاً: «ابنى كان نازل إجازة وراح يشترى ملابس العيد هو وصاحبه، وبعد أذان العشاء فوجئت بصاحبه بيتصل وبيقول إن مسلحين قطعوا عليهم الطريق وضربوهم بالنار، ومثلوا بالجثة وألقوا بها وسط القمامة». وأضاف: «أنا عاوز أقول للرئيس عبدالفتاح السيسى، أنا عاوز حق ابنى يرجعلى»، وأشار إلى أن مركز شرطة ههيا تلقى عدداً من رسائل التهديدات بأنه ستحدث مجازر بدائرة المركز قبل نهاية رمضان، متسائلاً: «أين الأمن والأمان، وفيه مسلحين بيقتلوا ولادنا وبيمثلوا بيهم؟». وقال أحمد إسماعيل، 21 عاماً، طالب بالفرقة الثانية بأكاديمية النيل للعلوم، صديق المجنى عليه: «يوم الحادث طلب منى (عبدالرحمن) الذهاب معه لشراء ملابس العيد من أحد المحلات التجارية بمدينة ههيا، وأثناء عودتنا بالطريق الدائرى قبل قريتنا بحوالى 3 كيلو، فوجئنا بأجولة من الرمال تقطع عرض الطريق وفجأة ظهر رجل ملثم يحمل سنجة بيضاء كبيرة، وفور رؤيتنا له انتابتنا حالة من الهلع وتركنا الدراجة البخارية التى كنا نستقلها وفررنا فى الطريق الآخر حتى وصلنا إلى مصنع على الطريق واختبأنا داخله، وبعد مرور فترة قليلة فوجئنا بمجموعة مسلحين يستقلون تكاتك ودراجات بخارية يطلقون الأعيرة النارية بشكل عشوائى، مما أدى إلى إصابة (عبدالرحمن)، فاتصلت بالإسعاف لنقله إلى المستشفى. وفى مشتول السوق لقى بدرى شتات، 19 عاماً، ومروة طلعت محمد الجلاد، 26 عاماً، مصرعهما وأُصيب آخر بأعيرة نارية خلال مشاجرة نشبت بين عائلتى الشتايتة والمنايلة، فى غياب الأجهزة الأمنية. وأشار شهود عيان إلى استغاثة الأهالى بمركز الشرطة أكثر من مرة للتدخل وفض الاشتباكات المسلحة بين العائلتين، دون استجابة. «بنتى طول عمرها شقيانة، ولم تعرف الراحة، لم يكن لها ذنب كى تفقد حياتها بسبب استمرار أعمال البلطجة والعنف دون ذنب».. كلمات ممزوجة بالمرارة لأم مكلومة فقدت ابنتها جرّاء البلطجة والعنف، «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتل بنتى من غير ذنب، ربنا ينتقم منهم» بتلك العبارات بدأت والدة المجنى عليها مروة الجلاد، حديثها مع «الوطن»، قائلة: «بنتى زارتنا وقعدت معانا شوية، وقالت أنا هاروح أفتح المكتبة، قلت لها بلاش، المشاجرة كانت بين الشتايتة والمنايلة إمبارح (الجمعة الماضى) كبيرة وضرب النار كان كتير، مش لازم تروحى، خصوصاً أن (المنايلة) قتلوا شاب من عائلة شتات، بس هى رفضت وقالت مش هينفع المكتبة تتقفل يومين ورا بعض، أنا باخد مرتب لازم أعمل به».