في مثل هذه الأيام، قبل عامين، استيقظ أهالي سيناء على خبر اغتيال شيخ قبيلة السواركة ونجله، خلف المنيعي، بعد استهدافه من قبل مسلحين مجهولين، في الوقت الذي أشارت أصابع الإتهام إلى أولاد عم الشيخ خلف، المعروفين بتشددهم ومحاربتهم للجيش والشرطة على رأسهم شادي المنيعي وشقيقه وخالد المنيعي. بعد مرور عامين على هذا الحادث، قام رجال الجيش والشرطة بالثأر لمقتل "الشيخ الطيب" الذي كان عونًا لهم، فقام بعملية نوعية استطاع من خلالها قتل شادي المنيعي أحد كبار قادة تنظيم أنصار بيت المقدس، وواحد من أكبر التكفيريين في سيناء وينسب له تدبير وتنفيذ عمليات خطف وقتل الكثير من الجنود في سيناء، ولم يمر وقت طويل على هذه الحادثة حتى اكتمل القصاص للشيخ المقتول ونجله وذلك عندما قامت قوات الأمن في سيناء بقتل خالد المنيعي، شقيق شادي، وهو من أخطر القيادات الإرهابية في سيناء. حادث استهداف آخر لأحد أبناء القبيلة حدث اليوم، لكنه ليس أحد التكفيريين أو المطلوبين أمنيًا الذين يلاحقهم رجال الجيش والشرطة في سيناء، حيث قام مجهولون عصر اليوم باغتيال العقيد محمد سلمى السويركي، قائد قطاع الأمن المركزي بوزارة الداخلية لتأمين الحدود، والذي كان بصحبة العميد عمرو فتحي صالح، ضابط القوات المسلحة المسؤول عن تأمين القطاع هناك، عندما فاجأهم مسلحون بإطلاق وابل من الرصاص عليهم أثناء استقلالهم سيارة القطاع بالشيخ زويد، ليفتح الباب أمام توجيه الاتهامات لأبناء القبيلة المتطرفين، ويعيد الأذهان إلى حادث اغتيال الشيخ خلف المنيعي مرة أخرى. السواركة قبيلة عربية أصيلة، وهي من أكبر قبائل سيناء عددًا ومن أقدمها وجودًا، ينتشرون في شمال سيناء في شرقيّ بلاد العريش وغربيّها ومنهم فروع عديدة في أنحاء متعدّدة من الديار المصرية ومنهم قسم كبير في بلاد غزّة ومنهم فروع عديدة في أنحاء مختلفة من فلسطين . تتكون هذه القبيلة من 13 عشيرة أو عائلة، أشهرها على الإطلاق "المنايعة، والمقاطعة، والعردات، والخلفات، وأبوجهيني، وأبوزارع، والمنصورين، والجرارات، والقرم، والديهيمات، وأبومنونة، والبس".