دعت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم الأحد إلى ضرورة استمرار عملية انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان كما هو مخطط له رغم المخاطر المحتملة بعد تعرض القوات الأجنبية في الآونة الأخيرة للقتل على أيدي نظائرهم الأفغان. ولفتت الصحيفة الأمريكية -في سياق مقالها الافتتاحي على موقعها الإلكتروني- إلى تصريحات وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا -التي أدلى بها في مؤتمر صحفي الجمعة الماضية للاحتفال بانسحاب القوات الأمريكية الإضافية البالغ عددها 33 ألف جندي - وأعرب من خلالها عن اعتقاده بأن القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) تسير على الطريق الصحيح في أفغانستان. كما أكد بانيتا أن تلك القوات قد حققت أهدافها المتمثلة في كسر شوكة حركة طالبان، وكسب مزيد من الوقت لتوسيع فرصة تدريب الجيش الأفغاني. واعتبرت الصحيفة أن خطوة انسحاب هذه القوات، التي تعد بمثل تعزيزات عسكرية أمريكية "إضافية"، سبق وأن أرسلها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أفغانستان عام 2009، لم تأتِ من قبيل المصادفة بل كان مخططا لتنفيذها قبل أسابيع من بدء انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في شهر نوفمبر المقبل. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه وعقب تعليق العمليات العسكرية المشتركة من قوات التحالف والقوات الأفغانية، قد تكون الاستراتيجية الأمريكية في خطر مدقع أكثر من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن القوات الأفغانية لا يمكنها القيام بالعمليات العسكرية المطلوبة وحدها دون دعم من قوات الحلفاء، وذلك نظرا لأن كثيرا من الوحدات العسكرية الأفغانية قد تكون غير قادرة أو حتى غير راغبة في القتال، أما في المناطق الريفية فهي تقع تحت إغراء الاستسلام لقوات طالبان أو لعقد هدنة معها. وأكدت الصحيفة ضرورة ابتكار قوات الناتو طرقا للرد على المخاطر المحتملة التي قد تعترضها، وذلك من خلال إعادة التدقيق في ملفات أفراد الجيش والشرطة الأفغانية، والذين تزايد عددهم من 100 ألف إلى 350 ألفا منذ عام 2007 وحتى وقتنا الحالي. كما شددت على ضرورة عدم السماح للمخاطر المحتملة -من جانب متطرفين في القوات الأفغانية- بأن تسمح بكسر إستراتيجية الناتو في الانسحاب التدريجي من أفغانستان من الوقت الحالي وحتى نهاية عام 2014، مع الاستمرار بالإشراف على تدريب القوات الأفغانية. واختتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية -افتتاحيتها- بأن تسريع انسحاب القوات الأجنبية والتخلي عن الجيش الأفغاني قد يتمخض عنه المزيد من المشاكل والأزمات التي قد تهدد مستقبل البلاد، مؤكدة على ضرورة إبقاء إستراتيجية الانسحاب من أفغانستان على طريقها المرسوم.