ستيفن لينون يستخدم اسما وهميا هو «تومى روبنسون»، أحد مؤسسى شبكة «الإسلاموفوبيا»، وقائد رابطة الدفاع الإنجليزى فى بريطانيا، وهى الحركة الأكثر عداء للإسلام والمسلمين فى العالم، ويعتبر ملهما للمتطرفين ورائدا للأحزاب اليمينية المتشددة، وهو معروف بالتطرف منذ فترة طويلة؛ حيث سجن 12 شهرا عام 2004 بعد أن ضرب ضابط شرطة، كما شارك فى 2010 فى «المؤتمر الدولى ضد أسلمة أوروبا» فى باريس، كما ناهض فكرة «الجهاد» فى العالم. هو فى الأصل أحد مشجعى كرة القدم المشاغبين، لكن «رابطة الدفاع الإنجليزية» تنفى عن نفسها التوجهات العنصرية، وتصر على أن موقفها المعادى للإسلام هو رد فعل على التطرف فى الدين الإسلامى. لكن الرابطة -كما يرى الدكتور ماثيو جودوين، أحد خبراء اليمين المتطرف فى جامعة نوتنجهام البريطانية- «لا تتمتع بقدر كافٍ من الذكاء للتخفى وراء هذا الموقف المعادى للإسلام، بل إن أعضاءها مصابون بالإسلاموفوبيا، ويشعرون بالقلق من نفوذ المسلمين على المجتمع الإنجليزى، ولا توجد معلومات دقيقة عن عدد أعضاء الرابطة، لكن عدد المشاركين فى مظاهراتها يبلغ نحو 3000 شخص عادة». فى 3 سبتمبر 2011 حاولت الرابطة أن تعلن عن وجودها على خريطة منظمات اليمين المتطرف فى بريطانيا بمظاهرات استفزازية فى تاور هامليتس، وسعى لينون لحشد أنصار جماعته التى تعتبر أن الإسلام يغزو الحياة الأوروبية، من خلال تخويفهم مما يسميه «الشريعة الزاحفة»، من خلال مدونة تحمل الاسم نفسه، تنشر موضوعات وقصصا عن التهديدات الإسلامية على مدار السنوات الماضية، وتعتبر الأمر «كارثة وقعت فى جميع أنحاء العالم الحر»، ويضع القائمون على المدونة تعريفا ل«زحف الشريعة» بأنها «حركة بطيئة ومدروسة ومنهجية لسيطرة الشريعة الإسلامية فى الدول الأوروبية». ورغم أن فكرة «الشريعة الزاحفة» اعتبرت مجرد نكتة على شبكة التواصل الاجتماعى «تويتر»، لكنها تحولت إلى مفردة شائعة فى خطاب كثير من المنظمات اليمينية فى أوروبا والولاياتالمتحدة، وترصد صحيفة نيويورك تايمز أن عددا من نشطاء اليمين وبعض السياسيين الجمهوريين بدأوا يدقون ناقوس الخطر ضد «مخاطر الشريعة الإسلامية فى الولاياتالمتحدة». ورغم نفى رابطة الدفاع الإنجليزية وزعيمها ستيفن لينون أى صلة لها بالنرويجى المتطرف بريفيك، الذى ادعى أنه له صلة بها، ونفى رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون الاتهام بأن حكومته تغض الطرف عن تهديدات مفترضة من المنظمات اليمينية المتطرفة، أكد أنه طلب من أجهزة الأمن البريطانية «التحوط» والاستعداد بدرجة كافية. كانت الحكومة البريطانية قد تلقت فى يونيو الماضى تقريرا أمنيا شديد السرية عن استراتيجية مكافحة الإرهاب ركز على أن المصدر الأكبر للتهديد هو تنظيم القاعدة وغيره من المنظمات الإسلامية، وأن الجماعات اليمينية أقل تنظيما وتدريبا منها وأن نفوذ اليمين المتطرف يتلاشى فى جميع أنحاء أوروبا، لكن التقرير تضمن إشارة عابرة إلى أن «هناك أفرادا ضالعين فى أنشطة إرهابية باسم اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف أو غيرهما من النظريات الأيديولوجية، لكنهم لا يشكلون خطرا على الأمن القومى بنفس قدر تنظيم القاعدة».