خصصت الإعلامية لميس الحديدي برنامجها "ستوديو إكسترا"، الذي تقدمه عبر فضائية "سي بي سي إكسترا"، للحديث عن حادث "الفرافرة" الإرهابي، الذي أدى لاستشهاد 22 من قوات حرس الحدود، وإصابة 4 آخرين، متسائلة في مقدمة حديثها عن منفذي العملية: "وأين ذهبوا بعد تنفيذهم جريمتهم الوحشية، وأخيرًا "هل سيتم القصاص للشهداء هذه المرة"؟!. وأوضحت الحديدي أن هناك معلومات رسمية ظهرت حول هذا الأمر، مستشهدة ببيان المتحدث العسكري الذي كشف فيه عن كيفية تنفيذ العملية، حيث قال إن هناك جماعة إرهابية مكونة من 20 فردًا، كانوا يستقلون عربة دفع رباعي، وتحمل براميل شديدة الانفجار، وتعامل معهم الجنود، فغيَّر الإرهابيون التكتيك، وهاجموا مخزنًا قريبًا للسلاح وأطلقوا عليه قذائف الأر بي جي، وأصابت إحدى القذائف إسطوانة غاز، الأمر الذي أدى لاشتعالها وانفجارها، وأدى لاستشهاد العدد الأكبر من قوة النقطة، مع تمسك عدد بمواقعهم للتعامل مع الإرهابيين، وكانت هناك سيارتا دفع رباعي تم تركهما وبهم بعض المعدات. وشدَّدت الإعلامية على أن هذه السيارات ستكون خيطًا هامًا للغاية، للوصول لمنفذي الجريمة، موضحة أن هناك بعض المعلومات من مصادر غير رسمية تفيد بأن من ارتكبوا هذه العملية هم مجموعة من الأشخاص من عدد من الأماكن، جزء منهم من الداخل وآخر من الخارج، وبالذات من الحدود الغربية لمصر، وخاصة من معسكر تابع لجماعات إرهابية تنتمي لتنظيم القاعدة، بالقرب من مدينة الكفرة الليبية، مشيرة إلى أن الوضع في ليبيا متأزم أمنيًا، وبه وجود لتنظيم القاعدة، وأن هذه المجموعة الإرهابية استخدمت الدروب والمسالك الجبلية باستخدام بعض البدو، ودخلوا إلى مصر منذ عدة أسابيع. وتابعت: "الهدف كان تشتيت الأمن المصري، وتخفيف الضغط على سيناء والإرهابيين هناك، وأيضًا زعزعة الثقة في الجيش المصري، وفي قوات الأمن المصرية، والإحساس بأن الإرهابيين يستطيعون الوصول إلى العمق وأن يصلوا لقوات حرس الحدود والجيش المصري، وأيضًا هناك بعض رجال الأمن السابقين الذين عاونوا هذه الجماعات، ومنهم أحد رجال الأمن السابقين وتم طرده من الخدمة منذ 7 سنوات، بعد الاكتشاف أنه مرتبط ببعض جماعات الإسلام السياسي، وله علاقات بتهريب المواطنين إلى ليبيا وتهريب الأموال والمخدرات، ويقود مجموعة مصرية للتهريب غربًا، وهذا الشخص لا أستطيع الكشف عن اسمه أو عن اسم العناصر الموجودة في معسكر الكفرة في ليبيا، ولكن معلوماتنا تقول إنه يظهر على قناة الجزيرة الفضائية، كل حين وآخر، ويسمي ثورة 30 يونيو ب"الانقلاب"، وهذه المجموعة الإرهابية مموَّلة من إحدى الدول العربية، ويجب أن تأخذ التحقيقات مجراها قبل أن أكشف أسماء الدولة وهذا الشخص، والسلطات الأمنية تعلم جيدًا من يموِّل هذه الجماعات، وأيضًا ما زال التمويل داخل مصر موجودًا". واستكملت الإعلامية حديثها قائلة: "بعد القيام بالعملية، هرب البعض عن طريق بعض المسالك وعاد إلى ليبيا، وآخرون انتشروا داخل بعض العقارات السكنية، وهناك من تم القبض عليه، والمنطقة الغربية تحتاج لتمشيط أمني مكثَّف، وأيضًا تحتاج تنمية قوية كي لا تكون هذه المناطق للسلاح، والأكيد أن المتورطين هم من داخل مصر ومن خارجها، وأنا أتحفَّظ على وجود داعش في مصر أو عدم وجودها". وفي حواره بالبرنامج، قال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمني والإستراتيجي، إن هناك صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" منسوبة لضابط من الضباط الذين استشهدوا في الحادث "مفبركة"، وليست حقيقية، موضحًا أن هناك أقاويل عبر شبكات التواصل الاجتماعي تفيد بأن هذا الضابط نشر مكان الوحدة، وأنه مشارك في الجريمة، مشددًا على أن التحريات أثبتت أنه غير متواطئ، وأن هذا الحساب ليس حقيقيًا، ولم ينتمِ من قريب أو بعيد لجماعة الإخوان. وتابع سيف اليزل :"هذا الأمر تم عمله بأسلوب إعلامي ليؤثر على مصداقية القوات المسلحة وانتماء الجنود، وهذا استكمال للعملية، وتشكيك في ولاء الجيش وما يحدث فيه، وهناك إشاعات أيضًا أنه تم ذبح الجنود مثلما حدث في رفح، ولكن هذا ليس صحيحًا لأن القتال استمر لأكثر من ساعة ونصف بين الإرهابيين والجنود، والجنود كانوا أفراد حراسة وانضم لهم الجنود الذين في الاستراحة، والدليل أن هناك 5 قتلى من المهاجمين، وتم التعرف على جثة منهم وعلى كل بياناته، وثبت حتى الآن أن المهاجمين ال20 لا توجد لديهم جنسيات سوى المصرية". وأوضح الخبير الأمني أن "التحريات ما زالت مستمرة، والعمل الاستخباراتي يعمل ليلًا ونهارًا، ويبدو أن ال20 هم مصريون بالكامل، ولم يثبت أنهم خرجوا من المنطقة إلى ليبيا، ومن أن يدخل منهم دخل من ليبيا، ولكن لا نستطيع أن نؤكد الآن، ولكن المؤكد أن هناك 5 قتلى منهم ومتبقي 15 آخرين، وأن هناك 4 أو 5 مصابين، وأنه تم الاستيلاء على عربتين من الأربعة، وواحدة منهم ملغَّمة وبها كميات كبيرة من الوقود لتنفجر قرب المبنى عندما تقترب، حيث قام الجنود الأبطال بضرب الرصاص على كاوتش العربة، عندما لاحظوا وجود براميل زرقاء للوقود خلف العربة، والعربة ما زالت لدينا، وهناك عربة أخرى والتي مات كل من فيها، وهناك عربتان هربتا وعليها من عاش والمصابين من الإرهابيين". واستكمل حديثه قائلًا: "جزء من الجنود الذين شهدوا الواقعة، أدلوا باعترافات حول من هاجموهم، وحول لغتهم وملابسهم، والتوصل لمنفذي العملية بالأشكال والصور تم بالفعل". وحول التنظيمات الإرهابية القريبة من الحدود المصرية الليبية، صرَّح الخبير الأمني: "التهريب هو سلاح ومخدرات، وهو ما نعمل عليه الآن، والكفرة هي نقطة التجمع الخاصة بالمهربات، وبها عصابات محترفة، وهناك جماعة تدعى الساحاتي تابعة لتنظيم القاعدة، وهناك أيضًا على الحدود المصرية شمالًا جماعة تابعة للإخوان تدعى شهداء 17 فبراير، وهي داخل الحدود الليبية". وفيما يختص بتمويل الجماعة الإرهابية التي تدعى "الساحاتي"، كشف عن أن "تمويل الساحاتي من تنظيم القاعدة ودولة عربية، وهي احتمال كبير أن تكون دولة قطر، وكلمة ممرَّات آمنة هي خاصة بالمهربين، وليس لقوات الجيش، وهي معروفة لدينا كاملة، وهم يتحركون على هذه الطرق بعربات ذات دفع رباعي، ولذلك أنا أطالب لأول مرة الدولة بفرض قانون الطوارئ وإعماله على المناطق الحدودية، سواء ليبيا أو السودان وغزة، وهذا القانون يفرض على الحدود فقط وليس المحافظات، مع منع سيارات الدفع الرباعي من التواجد في هذه المنطقة". وأكد سيف اليزل أن "المنطقة التي حدث بها الهجوم تبعد عن الحدود الليبية 289 كيلومترًا، والحدود السودانية ب555 كيلومترًا، وتبعد عن منطقة سملوط والمنيا 309 كيلومترات، والصعيد هو الاحتمال الأكبر لهروب الإرهابيين إليها، وعودتهم لليبيا غير وارد، وأحب أن أشير إلى أنه بين المبنى والبوابة فردين حراسة خلف سواتر، وأيضًا برج حراسة عليه جندي برشاش متوسط، وهؤلاء تعاملوا مع الإرهابيين عند دخولهم، وكان هناك مبنى جديد تحت الإنشاء، لفصل الجنود عن المطبخ وعن نقطة الحراسة والذخيرة، وبعد ذلك تجمَّعت الأربع عربات الخاصة بالإرهابيين بعيدًا عن المعسكر، وبعدها تفرَّقت العربات، وكانت عربتان وعربتان، وذهب 2 منهم خلف التبة، و2 أخريين دخلتا من عند البوابة، والخدمات الموجودة حينها هي التي أطلقت النيران على العربات عندما اقتربت، واستمر القتال ساعة ونصف تقريبًا، وبدأ فردا الحراسة وفرد المراقبة على البرج القتال، واتصل قائد النقطة بقيادته وطلب دعمًا فوريًا لمواجهة الإرهابيين". واستطرد قائلًا: "القتال حدث في الساعة 5 ونصف، وكان هناك قناص من الإرهابيين أعلى التبة وحاول قتل فرد الحراسة على البرج، ولكنه فشل، وبمجرد ما التفت العربة الأولى التي واجهت المعسكر تم قتل كل من فيها ولدينا جثثهم، وحينها أخذ الضباط في الراحة سلاحهم، وبدأوا بمعاونة الجنود في الخارج لمواجهة الإرهابيين، وحينها تم إطلاق 4 طلقات من قذائف أر بي جي، وواحدة فقط دخلت من المبنى وانفجرت في بوتوجاز، وتسببت في الانفجار الذي أدى لمضاعفة القتلى، وليس لدينا إصابات كثيرة من إطلاق الرصاص". وتابع اليزل: "الدعم جاء، وبدأ الجنود في إطلاق الأر بي جي أيضًا على المهاجمين، وبدأ المهاجمون الانسحاب، ولمَّ الجرحى والقتلى تحت غطاء ناري، وسقط منهم مصابون أيضًا في هذا الوقت، وتم إطلاق الرصاص على من أطلق الآر بي جي على البوتاجاز، وسقط كتفه من الرصاص، وتم أخذه في العربة والهرب به، وهرب الجميع في عربتين، وتحفظنا نحن على العربتين الأخريين، وبهم معلومات قيمة للغاية لنا". وحول مدى تأمين الجنود قال: "يكون هناك رشاش متوسط لمن أعلى البرج، وأسلحة أوتوماتيكية للجنود في الأسفل، وهي أسلحة كافية للغاية، وهناك خطط موضوعة لمثل هذه الحالات، وبالتالي من في الراحة كان معروفًا بالنسبة له اتجاه النيران الذي سيأخذه، وهو ما حدث بالفعل". وقال: "مجلس الدفاع الوطني قال في بيانه بوضوح إن هناك قصاصًا، وأيضًا الرئيس عبدالفتاح السيسي قال لأهالي الشهداء إن دماء أولادهم في رقبته، وأيضًا المتحدث العسكري قال إنه سيكون هناك قصاص، بالإضافة لرئيس الوزراء، وكل هذا يثبت أن دماء الشهداء لن تكون هدرًا، وأن الثأر قادم، وهناك متابعة يومية للحادث، وبحث عن كل ما يأتي من معلومات للعمل عليه". وشدَّد على أن "القصاص له شروط، فأولًا يجب أن أقتص من الجاني الحقيقي، بأن نتحقق من الشخصيات الضالعة في الحادث سواء في الداخل أو الخارج، والحكمة مطلوبة والقصاص مطلوب". وأضاف: "أعتقد أن هناك جزءًا من مرتكبي الجرمية ارتكب حادثًا آخر منذ 51 يومًا، وبالتأكيد قاموا بمعاينة المكان عدة مرات، وبعد هذا المستوى من الاعتدءات أعتقد أن هناك إجراءات أمنية أخرى جارٍ وضعها الآن، ويجب محاكمة أي إرهابيين أمام دائرة لأمن الدولة العليا، لسرعة التقاضي والحكم القاضي، لأننا أمام هجمة من الممكن تكرارها". وقال الخبير الأمني: "لم يتم القبض على أحد منهم بعد، وكل ما هناك جثة لأحد الإرهابيين وتم التعرف عليها بشكل كامل، وهناك محافظات بها إرهابيون ومخازن سلاح غير ظاهرة، وبشكل عام هذه العملية قد يكون مرتكبوها معظمهم مختبئون هناك، وبكل أسف المنطقة المجاورة لحدودنا مع ليبيا منعزلة عن الحكومة الليبية، وشبه كونفدرالية، وكلها ميليشيات إرهابية وبها تنظيمات إرهابية تابعة للقاعدة والإخوان، وهذه الجماعات ليست تابعة لداعش، بل تنظيم القاعدة، لأن السيارات التي تم ضبطها بها أعلام القاعدة بداخلها، والخوف من تواجد داعش في ليبيا، ويجب أن نحذِّر من وجودها هناك، ويجب أن نأخذ حذرنا من هذا الأمر". وحول تنظيم "الساحاتي"، صرَّح سيف اليزل :"سافر خيرت الشاطر إبان حكم محمد مرسي إلى مصراتة ليوم واحد وعاد، وقابل هناك قيادت الساحاتي وتنظيم الإخوان، والمعروف أن القاعدة تموِّل هذا التنظيم، والمعروف أيضًا أن هناك ضابط مخابرات قطري يدعى أبومنذر يذهب بشكل منتظم لهذه المنطقة". وتابع: "من وجهة نظري أرى أنه لا يوجد داعٍ لأن تقوم مصر بعملية في الأراضي الليبية، وفي حال حدث هذا فمن المؤكد أنه سيكون هناك حسابات قوية، ولو تعرض أمن مصر لخطر عظيم فأرى أنه لا مانع في هذا، وهذه العملية تمت في هذا التوقيت بسبب أن مصر أصبحت محورًا هامًا في وقف إطلاق النار في غزة، وهذا أمر لا يريح الكثيرين، ويتم الآن تمشيط المنطقة الحدودية، وأكثر من المطلوب".