عادة ما يتم الإعلان عن نتيجة الثانوية العامة بصورة مجمعة، تحدد معدلات النجاح والرسوب والدور الثانى، والتوزيع العام على الأقسام المختلفة «أدبى وعلمى ورياضة»، وبعض المؤشرات الخاصة بالمجاميع الكلية للطلاب، وبعد ذلك يتلاشى الحديث عن الثانوية العامة، وينصرف الانتباه كلية إلى تنسيق القبول بالجامعات. وفى هذا التحليل تنفرد «الوطن» بالتعامل مع نتيجة الثانوية العامة بمفهوم مختلف، لا يعتبرها مجرد «معبر» يدلف من خلاله بضع مئات الآلاف من الطلاب إلى الجامعة، بل يعتبرها مؤشراً يكشف عن بعض قضايا التعليم الأساسى، وضوءاً كاشفاً لأوجاعه وأسقامه، بتوزيعاتها ومستويات حدتها عبر المحافظات المختلفة، وذلك انطلاقاً من أن الثانوية العامة تعتبر «الحلقة الأم» فى التعليم الأساسى، ونتيجتها هى «نقطة النهاية» الأهم على الإطلاق فى هذا النوع من التعليم برمته. وفى هذا السياق، ركز التحليل على البعد الجغرافى والبعد الموضوعى فى تحليل النتيجة، محاولاً الوصول إلى قراءة لواقع التعليم الثانوى فى محافظات مصر المختلفة. وفى ضوء الأرقام الواردة بالنتيجة يمكن القول إن أوضاع التعليم الأساسى بمحافظات الدلتا هى الأفضل نوعاً ما مقارنة بمحافظات الجمهورية الأخرى، فيما تؤكد النتيجة بوضوح أن نظام التعليم الأساسى فى الصعيد يكابد أزمة معقدة مركبة، تتفوق فى حدتها وآثارها على ما يحدث فى المحافظات الأخرى. فيما تبدو الأحوال داخل المحافظات الحدودية وإقليم القناة متأرجحة غير مستقرة، فتارة تسجل تحسناً فى جانب ما، وتارة أخرى تظهر مؤشرات على المعاناة. كما تشير النتيجة إلى أن هناك ما يمكن وصفه ب«حاجز الرياضيات»، وهو مزيج من العوامل النفسية والمشكلات المجتمعية، والنقائص التعليمية والتنظيمية، تدفع الكثيرين لتجنب دراسة الرياضيات، وتصنع وهماً بأن شعبة الأدبى هى الأكثر سهولة، وهى الأفضل فى «قنص» درجات أعلى يمكن امتطاؤها للقفز إلى الجامعة، وتقول الأرقام إن هذا الحاجز ينتشر بطول البلاد وعرضها، وتتفاوت حدته وقسوته من مكان لآخر، ويصل لذروته بمحافظات مطروح والصعيد والفيوم. لمعرفة نتائج الثانوية العامة اضغط على الرابط التالي: http://natiga2014.elwatannews.com/ الأخبار المتعلقة التخصصات: الشعبة العلمية تسترد عافيتها ب57٪ من الطلاب.. والحدود تفضلها «أدبية» مفاجأة: 63.5٪ من مدارس مصر تصنع «الفشل الذريع» «مفارقة» تستدعى التحقيق: راسبون فى مدارس المتفوقين النجاح والرسوب فى المحافظات: المنوفية الأولى ومطروح الأخيرة.. والقليوبية فى المنطقة الدافئة القدرات والتحصيل: محافظات الدلتا تنجو بأبنائها.. والصعيد فى حالة «موت إكلينيكى»