فى ظل الارتفاع المستمر الذى تشهده أسعار الأعلاف داخل مصر نتيجة لارتفاع أسعار الخامات العالمية بسبب تصاعد أزمة كورونا التى أدت إلى قيام بعض الدول مثل الأرجنتين بعمل حظر على تصدير منتجاتها من الذرة والصويا ما نتج عنه تراجع شديد فى الاستيراد وتصاعد مستمر لأسعار الأعلاف بشكل غير مسبوق، وصل طن العلف إلى 8500 جنيه، مما عمل على تعرُّض جميع المربين لخسائر شديدة نتيجة لزيادة التكلفة، مما اضطر العديد منهم للخروج من المنظومة والتوقف عن التربية لعدم قدرتهم على الصمود أمام هذه الأسعار، حيث يُعتبر مربى التسمين هو الأكثر خسارة عكس الشركات الكبرى التى لديها العديد من الصناعات الأخرى، ولكن فى نفس الوقت نالت مصانع الأعلاف جزءاً كبيراً من هذه الأزمة، بل وقع اللوم عليها فى ارتفاع الأسعار بالرغم من توقف العديد من المصانع وقيام أخرى بالعمل بنصف طاقتها. «عايد»: الباقي يعمل بنصف طاقته ولا بد من وجود بدائل للذرة والصويا يقول المهندس سامى عايد إنه فى ظل منافسة 1400 مصنع فى مصر للأعلاف لا يوجد من يستطيع رفع الأسعار أو التلاعب بها، بل ليس فى استطاعتهم تحقيق أى هامش ربح فى ظل تصاعد أسعار الخامات، مؤكداً توقف العديد من المصانع وقيام مصانع أخرى بالعمل بنصف طاقتها، لافتاً إلى أن غلق بعض الدول المصدرة للذرة والصويا هو السبب فى كارثة ارتفاع الأعلاف، مما اضطرهم للبحث عن بدائل، حيث قاموا باستخدام البطاطس والبطاطا كعلف للمواشى نظراً لانخفاض سعرها ولكنهم يعانون من وجود بدائل للذرة والصويا، حيث لا يوجد أى إنتاج آخر منافس لهما، مؤكداً أن مصر فى استطاعتها خلق البدائل من خلال التغاضى عن زراعة بعض المحاصيل والقيام بزراعة الذرة فى ظل الارتفاع الموجود. نحتاج 12 مليون طن سنوياً.. ولا توجد مساحات تستوعب احتياجاتنا وأوضح «عايد» أن مصر تحتاج لكميات كبيرة من الخامات ولم يستطع أى أحد توفيرها، حيث يتم استيراد 12 مليون طن ذرة سنوياً ولا توجد مساحات فى مصر تستوعب هذه الكميات، بالإضافة إلى أنه لا بد من تهيئة الأراضى الصحراوية لمدة 10 سنوات حتى تكون صالحة لزراعة الذرة بالمناطق الجديدة. وأضاف أن العديد من المصانع الناشئة التى لن تتحمل الاستمرار فى ظل الأسعار الحالية ستعمل على تقليل الخامات واستبدالها بأشياء أخرى حتى تستطيع الاستمرار، مما يعمل على تقليل جودة العلف، موضحاً أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعاً غير مسبوق فى أسعار الدواجن بعد تمكن العديد من الأمراض من المزارع وخروج العديد من صغار المربين من الصناعة، لافتاً إلى أنه من الممكن أن تسعى الدولة للاستثمار فى الدول المجاورة مثل السودان وتوسيع الإنتاج واستغلال المساحات الشاسعة من الأراضى والمياه عندهم مثلما يحدث فى العديد من الدول، والتوسع فى المناطق الجديدة مثل شرق العوينات وتوشكى، مؤكداً أنهم يقومون بشراء الذرة المحلية بزيادة 100 جنيه فى سعر الطن عن المستورد، موضحاً أن الاستثمار فى زراعة الذرة الوقت الحالى مكسب للجميع. «الزيني»: طاقة المصانع الموجودة ضعف استهلاكنا وخسائر كبيرة نتعرض لها.. وإنتاج مصر 17 مليون طن ويقول الدكتور ثروت الزينى، أحد أصحاب مصانع الأعلاف ونائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن، إن ما يحدث فى سوق الأعلاف هو مشكلة عالمية ومتغيرات فى سوق الخامات أدت لارتفاع أسعار الذرة من 3200 إلى 5000 بزيادة وصلت نسبة 35%، كما ارتفعت الصويا من 320 دولاراً إلى 464 دولاراً، وهو ما سبّب ارتفاع الأسعار بشكل كبير داخل مصر، لافتاً إلى أن سبب الأزمة هو قيام الصين باستيراد كميات كبيرة من الذرة والصويا، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية، بالإضافة إلى وجود جفاف بالأرجنتين وتخوف العديد من عدم توافر الخامات العام المقبل، فازداد الإقبال عليها ونتج عنه ارتفاع بالبورصة، بالإضافة لقيام الأرجنتين بغلق التصدير لمدة ثلاثة أشهر، وهو ما لم يحدث من قبل نتيجة لاحتياج السوق المحلية عندها من الذرة والصويا، لذا أصبحت الأسعار متغيرة يومياً بشكل غير مسبوق، مما أثر على الصناعة وأصحاب المصانع، موضحاً أن مصر لا تستطيع زراعة الذرة لعدم وجود مناخ مناسب لها أو مياه تكفيها. وأكد أن طاقة المصانع الموجودة ضعف الاحتياج نتيجة للاستمرار فى إصدار التراخيص المستمرة لمصانع الأعلاف إلى أن وصلت طاقة الإنتاج إلى 17 مليون طن سنوياً فى الوقت الذى يصل احتياج مصر فيه من 8.5 إلى 9 ملايين طن، مما اضطر بعض المصانع للعمل بنصف طاقتها وسبّب لهم خسائر كبيرة، مؤكداً أن الفترة المقبلة من المحتمل أن تشهد انخفاضاً فى أسعار الأعلاف نتيجة لبيانات البورصة وفتح الأرجنتين للتصدير مرة أخرى.
