تصدّرت متابعة حادث إسقاط الطائرة الماليزية، شرقي أوكرانيا، وسائل الإعلام العالمية، حيث أبرزت وكالة "رويترز" تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر التليفزيون الروسي الرسمي التي تفيد بأنه يجب ألا يُستخدم الحادث لأغراض سياسية، ودعا الانفصاليين في أوكرانيا إلى السماح للخبراء الدوليين بالدخول إلى موقع تحطم الطائرة. ومن جانبه صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ل"سي إن إن"، اليوم، أن روسيا تدعم الانفصاليين وتقوم بتسليحهم وتدربهم على وسائل القتال. وأضاف "كيري" أنه من الواضح أن نظام الصواريخ الذي استخدم في الحادث المأساوي تم نقله من روسيا إلى أيدي الانفصاليين، كما أن السلطات الأوكرانية لم يكن لديها مثل هذا النظام الصاروخي قرب موقع الحادث. وأكد "كيري" أن بلاده تعرف جيدًا من خلال الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، توقيت ومكان إطلاق ومسار الصاروخ على الطائرة، من طراز بوينج 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية، التي انطلقت من العاصمة الهولندية امستردام في اتجاه كوالالمبور وعلى متنها 298 مسافرًا. كما أكد وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن، لشبكة "سكاي نيوز"، أن هناك حاجة لفرض المزيد من العقوبات على روسيا، بالإضافة إلى أنه لا يجب على أي شخص أن يشك في عزم بريطانيا على معاقبة المسؤولين عن حادث إسقاط الطائرة الماليزية في أوكرانيا. واختتم "أوزبورن" حديثه قائلًا: "أعتقد بأن المزيد من العقوبات ربما يكون أمرًا مطلوبًا، وأن الدول الأوروبية من بينها بريطانيا ستجتمع قريبًا لمناقشة ذلك". وأعربت السيناتور ديان فينستاين، رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، عن تخوفها من عودة الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدةوروسيا على خلفية العنف والتوتر القائم بأوكرانيا، وإسقاط طائرة ركاب ماليزية مُتعمّد باستهدافها بصاروخ أرض جو من قبل من يُعتقد بأنهم انفصاليون موالون لروسيا شرقي أوكرانيا. وحسبما نقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية عن مراسلها في أوكرانيا، مشاهدة انفصاليون موالون لروسيا في موقع تحطم الطائرة وهم يضعون عشرات الجثث في أكياس، قبل وضعها في عربات تبريد تجرّها قاطرة شرقي أوكرانيا، ونقلت رافعات في الموقع أجزاء كبيرة من الطائرة بوينغ 777، وهو ما أثار انتقادات بأن هناك عبث بالموقع. وأضاف المراسل أن مجموعة من الخبراء، من بينهم مسؤولون ماليزيون، وصلت إلى أوكرانيا، لكنهم قالوا إنهم لن يتوجهوا للمناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون إلا بعد الحصول على تطمينات أفضل بشأن سلامتهم. وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، النقاب عن أن سلطات الطيران الفيدرالية الأمريكية منعت تحليق الطائرات المدنية الأمريكية فوق 14 مكانًا بالعالم لوجود عمليات عدائية أو يشتبه في عدائيتها، لاسيما بعد سقوط الطائرة الماليزية شرقي أوكرانيا التي منعت التحليق فوقها بشكل نهائي. ومن جانبها عالجت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، الحادث، من الجانب الإنساني حيث نقلت بعض قصص الركاب الذين لقوا حتفهم في الحادث وقصص آخرون حالفهم الحظ ولم يستطيعوا اللحاق بميعاد الحجز في الطائرة وشهادات متنوعة لأهالي المنطقة الذين شاهدوا الحادث المروع.