على رصيف شارع البحر الأعظم، يقف حمادة يحيى داخل كشكه الزجاجى، يبادل المارة ابتسامات وهو يرد على سؤال مل من تكراره وإلقائه عليه: «انت معلق وصل النور على الكشك ليه، انت مرخص؟»، قبل أن يبادر بالإجابة، يخرج مجموعة فواتير كهرباء رسمية من جيبه، يبتسم محمد وهو يقول: «كل الفواتير دى دافعها من جيبى، سارق النور من العمود اللى جنبى وبدفع تمن المخالفة». يبرر الشاب العشرينى لصقه فاتورة الكهرباء على زجاج الكشك كلما سدد الفاتورة «عشان لو أى محصل من شركة الكهربا جالى يعملى مشكلة يعرف إنى ملتزم بدفع الفاتورة زى أى محل فى المنطقة»، صراحة «حمادة» واعترافه بسرقة التيار الكهربائى يدهش زبائنه «إحنا ناس على قد حالنا بس منقدرش نعيش بالمال الحرام، صعب عليا أفتح محل بس لما ربنا رزقنى بالكشك ماشى بما يرضى الله، بروح كل شهر شركة كهرباء الجيزة بالوصل القديم وبدفع الجديد باسم ممارسة الكهربا بدل ما يقولوا عليا حرامى». سعادة غامرة يشعر بها «حمادة» كلما دفع فاتورة الكهرباء شهرياً، على الرغم من تفاوت أرقام الفواتير التى يدفعها منذ ثورة يناير «فاتح الكشك ده من 3 سنين وكل شهر أروح أدفع فيه ألاقى الفاتورة أغلى من الأول، كنت بدفع فى البداية 30 جنيه لحد ما وصلت إلى 400 جنيه بعد الرأفة»، مضيفاً: الأهم من كل ده إن الواحد يمشى فى السليم واللى يسرق نور يعترف ويسدد تمنه».