لم ترحم حملة إزالة تابعة لمحافظة الإسكندرية ضعفها وفقرها، ولم تراعِ أنها تعيش هى وأولادها ال7 فى العراء، داخل غرفة من الخوص المغطى بغطاء بلاستيكى، وسط أجواء من الرعب من البلطجية، فى مكان شبه مهجور يطل على الطريق الدائرى عند مدخل الإسكندرية. حملة المحافظة أزالت الغرفة التى تؤوى «أم السيد»، وحطمت «نصبة الشاى» التى تكسب رزقها منها، بدلاً من مساعدة المحافظة لها. الحاجة فوزية أو «أم السيد» كما يناديها السائقون، التى أزالت القوات غرفتها، تحكى مأساتها قائلة: «سكنت هنا من أكتر من 40 سنة، وأول ما اتجوزت صياد فى الملاحات اللى احنا عايشين قدامها، كنت مفكرة إن الحظ هيضحك لنا فى يوم من الأيام، لكن الوضع استمر من سيئ إلى أسوأ، وفى الآخر مات وسابنى أربى العيال لوحدى، وعشان أنا مش باعرف اصطاد عملت نصبة شاى عشان أسترزق واعرف أعيش ولادى واربيهم، وبرضه الإزالة بتيجى تشيلها وترمينى أنا وعيالى فى الشارع». وأضافت «هبة»، ابنة الحاجة فوزية: «4 بنات و4 ولاد عايشين فى غرفة مش مكفيانا واقفين، وبنموت من الحر فى الصيف والبرد فى الشتا، ومحدش بيحس بينا، ويوم ما الحكومة تعرف مكانَّا تيجى تهد الغرفة على دماغنا، بدل ما تدينا غرفة مبنية من الطوب علشان نستر فيها لحمنا!».