قبل أن يهل الشهر الكريم يتسارع الأطفال والكبار على محال بيع الفوانيس لاقتناء ما يريدونه منها، ويصاحب دورات الفانوس في أيديهم ترديدهم للأغنية الأشهر في رمضان "وحوي يا وحوي"، منذ الثلاثينيات، دون أن يعرفوا معانيها أو صاحب الصوت العذب الذي أوصل لهم مفردات لم يعهدوها. أحمد عبد القادر، اسم لم يتردد كثيرًا سوى في الإذاعة المصرية التي شارك في افتتاحها، وحمل على كتفيه مهمة تقديم أفضل ما لديه إليها حتى تصل للمكانة التي عليها الآن، واعتمدت عليه الإذاعة، فكان حاضرًا في كل المناسبات، خاصة الدينية منها، وكانت "وحوي يا وحوي" من أشهر ما لحَّن وغنى، وعهدت الإذاعة المصرية إليه ما عُرف ب"الأركان"، حيث يتولى تقديم 3 أغنيات، في فترة لا تتعدى الربع ساعة، يختار كلماتها وألحانها والمطربين والفرقة الموسيقية كيفما يشاء مقابل 125 جنيهًا، فيدفع منها أجورهم ويأخذ باقي المبلغ لنفسه، وكانت كلمات حسين حلمي المانسترلي واللحن الفلكلوري، الذي صبغه أحمد عبدالقادر بصوته ولمساته الموسيقية، منفذًا إلى البيوت والشوارع والمقاهي، كما يروي الإعلامي الراحل وجدي الحكيم. وتناقلت الروايات حول أصل كلمة "وحوي يا وحوي" وأشار أغلبها إلى أنها تعود إلى العصر الفرعوني، ف"إياحة" اسم الدلع للملكة الفرعونية إياح حتب، التي حمَّست زوجها على مواجهة الهكسوس أواخر القرن ال13 قبل الميلاد، ودفعت بابنها الأكبر "كامس" ليستكمل مشوار والده الذي لقي مصرعه في المعركة، ولم تتردد في الدفع بولدها الآخر "أحمس" بعد سقوط أخيه حتى كان تشجيعها له سببًا في انتصاره. ويقال إن "إياح حتب" منقسم لشقين: "إياح" بمعنى القمر، و"حتب" يعني الزمان، فيكون معنى اسمها "قمر الزمان"، وأن كلمة "وحوي" تعني في اللغة الفرعونية "أهلًا ومرحبًا"، حيث استقبل المصريون الملكة إياح، عقب الانتصار بكلماتهم : "وحوي إياحة" بمعنى "أهلًا بالقمر"، ولعبت العصور دورها في تغيير مفهوم الكلمات ودلالاتها، واعتبر الشعب "وحوي إياحة" ترحيبًا ب"قمر" شهر رمضان.