تسعى الحكومة الألمانية لتدريب أئمة مسلمين فى جامعاتها كخطوة أولى فى طريق استبدال أئمة ألمان بالأئمة المستوردين من مصر وتركيا، بحسب صحيفة كرستيان ساينس مونيتور الأمريكية. وبدأت الخطة الحكومية بافتتاح قسم للدين الإسلامى فى جامعة توبنجن وسيعقبها جامعات أوسنابروك، فرانكفورت، نيرونبرج فى أواخر العام الجارى. وتهدف تلك الخطوة إلى تخريج جيل جديد من الأئمة القادرين على مد جسور التواصل بين الدين الإسلامى والثقافة الألمانية، وكذلك تقويض مقولة الخبراء بأن الافتقار إلى أئمة مدربين فى ألمانيا يمثل أحد أسباب تطرف الشباب المسلم. «أثق فى أن أقسام الدين الإسلامى فى الجامعات الألمانية ستجعل ألمانيا فى حل من أن تستورد رجال دين من أى دولة، تركيا كانت أو مصر»، بحسب قول الأستاذ بقسم الدين الإسلامى فى جامعة توبنجن عمر حمدان للصحيفة الأمريكية. ويرى مصطفى هاجيتش، أحد أئمة المساجد فى ألمانيا، أن «الأئمة المدربين فى ألمانيا هم البديل الوحيد للتطرف، والأصولية، والجهادية». وفى تصريحات ل«الوطن» قال القيادى الإسلامى فى أوروبا أنس التكريتى، إن: «مشروع تدريب الأئمة له جوانب إيجابية.. ستنتهى معاناة مسلمى ألمانيا مع أئمة يصرون على نقل عادات مجتمعاتهم، وهو الأمر الذى عمق من أزمة اندماج المسلمين فى المجتمع الألمانى». وأضاف التكريتى: «الجانب السلبى هو أن ألمانيا تعتبر المجتمع المسلم جهة تصدر المشاكل وتحاول فى المقابل أن تحلها بسياسات تعمق التمييز»، وتساءل: «كيف يمنع الأئمة المسلمون ويسمح لأحبار اليهود بالوجود؟». وتابع: «معظم دول أوروبا تنتهج نفس السياسة، فبريطانيا منعت منذ سبع سنوات تأشيرات دخول أئمة مصريين وعرب وفتحت مدارس لتدريب الأئمة البريطانيين». وقالت الصحيفة إن «الافتقار لأئمة يجيدون اللغة الألمانية بإمكانهم التواصل مع الجيل الجديد من المسلمين الألمان يخلق مشكلة كبيرة، ويزيد شعبية ونفوذ جماعة جديدة من الأئمة الراديكاليين المتحدثين الألمانية ولديهم قدرة هائلة على الحشد والتأثير فى الشباب وعلى رأسهم بيير فوجل لاعب البوكس السابق الذى تحول إلى الإسلام. فوجل، المواطن الألمانى الذى تلقى تعليمه فى مدرسة كاثوليكية، تحول مؤخراً إلى الحركات السلفية، التى تعد أكثر الحركات الإسلامية نمواً وجذباً للأنصار فى ألمانيا. وجود العديد من أمثال فوجل، الذى يرتدى الجلباب ويطلق على نفسه اسم « أبوحمزة»، يزيد الحاجة إلى أئمة مدربين داخل ألمانيا، بحسب قول خبراء للصحيفة. «بالنسبة لشباب فى مقتبل العمر يفتقدون الخبرة والمعرفة، يعتبر الوقوع فى براثن هؤلاء الأئمة خطوة تسبق انجرافهم للعنف الإسلامى»، بحسب المتخصص فى علم الاجتماع فى جامعة اسنبروك رؤوف سيلان للصحيفة. وقالت خبيرة فى مجال سياسات الهجرة والاندماج، لنجن فيلد، للصحيفة «نأمل فى أن نتوقف عن استيراد الأئمة فى القريب العاجل.. أقسام الدين الإسلامى ستخرج جيلاً جديداً من الأئمة مسلحاً بالإسلام المستنير يدعم اندماج المسلمين فى المجتمعات الأوروبية.