«موتونى بس استرونى»، هذه الجملة ظلت العجوز فوزية عبدالحميد ماهر (57 سنة) ترددها أثناء تعذيبها وطعنها وتعريتها لمدة 3 ساعات على يد شقيقين ثأرا لمقتل شقيقهما على يد ابنها. كانت عزبة الحريرى فى الزقازيق قد شهدت أمس الأول جريمة قتل بشعة، عذب خلالها شقيقان سيدة مسنة وطعناها عدة طعنات مختلفة وسط الشارع ليتجمع الأهالى دون أن يتدخل أحد لإنقاذها من بين أيديهما، وتعالت صرخات وأصوات السيدات والأطفال التى لم تشفع عند مرتكبى الجريمة لترك السيدة بعد أن جرداها من ملابسها ووضعاها فى «تروسيكل» وطافا بها شوارع العزبة. وترجع الأحداث عندما قرر الشقيقان الثأر لشقيقهما بعد أن قتله نجل السيدة فى مشاجرة منذ عام تقريباً لتغادر السيدة وجميع أبنائها (6 أولاد وفتاة) العزبة دون علم أحد بمكان وجودهم خشية الأخذ بالثأر، وكانت تأتى إلى القرية ترتدى النقاب لتقضى بعض حوائجها، ويوم الحادث وصلت السيدة وابنتها القرية للحصول على التموين، مرتديتين للنقاب لإخفاء ملامحهما حتى لا يتعرف عليهما أحد ثم تركت ابنتها لتتوجه إلى محل أحد الجزارين بجوار محل البقالة لشراء كيلو لحم، ولكن تعرف عليها أحد العمال بالمحل بعد أن رأى حسنة مميزة لها تحت عينها مباشرة، فأبلغ أحد أقارب المتهمين بوجودها فى المحل، وعطلها إلى أن جاء الشقيقان ومعهما أختهما التى نزعت نقاب السيدة وضربتها بآلة حديدية على رأسها، ثم طرحوها أرضاً ليقوم خالص وشقيقه ناصر (27 سنة) وشهرته «عرسة» شقيقا القتيل بتعذيب السيدة وطعنها عدة طعنات متتالية، وإصابتها بجروح قطعية بالرأس والرقبة والقدمين واليدين والصدر والبطن والركبة، ثم حملاها على تروسيكل وتوجها بها إلى مدفن شقيقهما باهر، الشهير ب«عباطة»، محدثين إياه بأنهما انتقما من أول شخص من عائلة قاتله. وعقب ذلك جرداها من ملابسها وطافا بها العزبة، وظلت السيدة تردد: «موتونى بس استرونى» ثم ألقياها بالشارع، واستغرق ذلك حوالى 3 ساعات، وعندما حضرت سيارة الإسعاف لنقلها للمستشفى حطماها، مما دفع أحد أهالى العزبة لتغطيتها بالجرائد، ونقلها لمستشفى الأحرار بمدينة الزقازيق، حيث توفيت فور وصولها المستشفى، وذلك بعد تأخر وصول الشرطة لموقع الحادث. وعندما تم استدعاؤه للإدلاء بشهادته حول الواقعة، حاول شقيق المتهمين هانى ووالده وابن عمته والشهير ب«حموزة» إشعال النيران بمنزله لإرهابهم، وأهالى المنطقة لمنعهم من الإدلاء بشهادتهم، وألقوا زجاجات المولوتوف فاشتعلت النيران ب7 منازل، ليس من ضمنها منزل الشاهد، وأصيب الأهالى بحالة من الذعر والفزع، خاصة بعد إطلاق طلقات نارية بالتزامن مع الحريق. وأكد «س. أ»، أحد الأهالى، أنه اتصل بالمطافئ مباشرة فور اندلاع الحريق، نظراً لوجود غاز طبيعى بالعزبة، وتم الدفع بعدد من قوات الحماية المدنية وتمكنت من السيطرة على الحريق وإخماده. وأضاف الأهالى أنه قبل إحراق المنازل افتعل أهالى الجناة مشاجرة بقيام إحدى سيدات العائلة بالتوجه لمحل عم الشاهد والتشاجر معه، وتم نقل المشاجرة داخل العزبة ليقوم أقاربها بإشعال النيران. وتمكن ضباط مباحث القسم من ضبط المتهم ناصر السيد محمد، وشهرته «عرسة»، والأداة المستخدمة فى الحادث وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف بارتكابه الواقعة لذات السبب، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى الأحرار بمدينة الزقازيق، وبالعرض على نيابة قسم أول الزقازيق برئاسة عمرو الباز مدير النيابة صرحت بدفن الجثة.
