«نفسى لما أكبر أطلع دكتور، عشان أعالج الأولاد الصغيّرين لما يحصل قصف».. بهذه العبارة أعرب الطفل الفلسطينى المصاب «صالح»، البالغ من العمر 9 أعوام، عن أمانيه ل«الوطن» أثناء جلوسه بصحبة والدته المصابة أيضاً فى أحد أسرة العناية المركزة بمستشفى «البنك الأهلى» فى القاهرة. ويحكى «صالح» وقائع إصابته فيقول «كنت فى البيت فى مخيم النصيرات فى غزة، ولما كنت نايم بالليل حصل قصف بس أنا ما حستش بحاجة، ودلوقتى كمان مش حاسس بحاجة، وبقول للصهيونى إنه مش هيخوّفنى ولا يوّجعنى». أما والدة «صالح» السيدة فاطمة النقيب (44 عاماً) التى ترقد بجواره مصابة بشظايا فى الرأس وأماكن متفرقة من جسدها، فتقول: «لدىَّ 4 أولاد وبنتان، وكان أولادى نائمين وقت القصف الإسرائيلى الذى استهدف قاعة أفراح مجاورة لبيتنا، فى الساعة الواحدة من صباح الأربعاء الماضى، فتأثر البيت جراء ذلك وسقطت أجزاء منه، وتناثرت شظايا الصواريخ فأصابتنى أنا وابنى (صالح) وتم نقلنا لمستشفى الشفاء وبعدها إلى مستشفى البنك الأهلى». «النقيب» رفضت الهروب بأطفالها بعد بداية القصف وقررت الاستمرار فى قطاع غزة، قائلة: «غزة كلها تحت القصف وأى حتة هروحها أنا وأولادى معرضة للتدمير فى أى لحظة، وإحنا مش هنسيب بيوتنا ونهرب ونقول للصهاينة خدوها وإنتم مرتاحين، إحنا قاعدين فيها، يا إما نموت فيها أو نحررها». والدة «صالح» تشير إلى أن «الفلسطينيين اعتادوا على حياة الخوف والعيش أسفل النيران والقصف، كما اعتادوا أن يعيشوا فى خوف وقلق دائم على أطفالهم»، معربة عن أملها فى «العيش بسلام دون حرب، وأن يحيا أطفالنا مثل باقى أطفال العالم فى سلام، يلعبون ويمرحون ويعيشون طفولتهم بعيداً عن القتل والنيران وأصوات القذائف». وفى مستشفى «الزيتون التخصصى»، يرقد محمد حماد العقاد، 50 سنة، وهو عامل فلسطينى يعانى كسوراً مضاعفة فى قدميه. ويقول «العقاد» ل«الوطن»: «أنا مش مصدق إنى عايش لسه، أنا كان جسمى كله مدفون تحت الأرض ومش ظاهر منى غير رأسى، وكنت فاكر إنى هموت، لكن ربنا كرمنى وكتب لى عمر جديد.. ووقت القصف كنت نايم الساعة 2 بالليل يوم الأربعاء الماضى فى منزلى بمدينة خان يونس، وفجأة إسرائيل ضربت صاروخ على بعد 8 متر منا، فالبيت اتأثر واتهد فوقى وأنا نايم، ومكنش باين منى غير رأسى، وقعد الناس ساعات طويلة لغاية ما قدروا يطلعونى من تحت الأنقاض ونقلونى بالإسعاف للمعبر ثم إلى مستشفى العريش وبعدين جابونى على هنا». ويضيف «العقاد»: «إحنا مش أعضاء فى أى حزب سياسى أو أى حركة مقاومة، بس إسرائيل لما تحب تضرب مبتفرقش بين مقاتل وشخص مدنى، ومع ذلك أنا أؤيد كل حركات المقاومة لأنهم مش بينيموا إسرائيل ويخلوها تستمتع بأرضنا وباللى بتعمله فينا». وفى الغرفة المجاورة ل«العقاد»، ترقد زينب سالم شيخ العبد، 51 سنة، ربة منزل، وهى تقول ل«الوطن»: «عندى 6 بنات وولدين وكنت نايمة فى بيتى بمنطقة (مصبح) الساعة 2 ليلا، وفجأة سمعنا صوت القذائف وفوجئنا بالسقف والحجارة بتقع علينا، العيال الحمد لله ما حصلهمش حاجة، مفيش غير بنت من البنات دخلت فى ظهرها شظايا، ولكن أنا أصبت بكسور مضاعفة فى ساقى اليسرى والإسعاف نقلتنى إلى مستشفى غزة وجبسونى هناك، وبعدها قالوا لى لازم آجى مصر عشان أعمل عملية، فنقلونى للمعبر ومنه إلى مستشفى الزيتون هنا». وتوضح «زينب» أن هذه ليست المرة الأولى التى تتعرض فيها للاعتداء من قبل الاحتلال الإسرائيلى، إذ سبق واعتدى عليها عدد من الجنود الصهاينة وكسروا ذراعها وأصابوها بطلقات مطاطية خلال الانتفاضة الأولى عام 1987. الأخبار المتعلقة الناجون من جحيم القصف الإسرائيلى فى غزة يروون ل«الوطن» حكايات «العودة من الموت» وسائل الإعلام الإسرائيلية تبحث عن وسيط لحل الأزمة أسرة مصرية على الحدود: نشم رائحة الموت حولنا الغارات الجوية ترد على الصواريخ محلية الصنع مصر تعلن رفضها التصعيد الإسرائيلى «غير المسئول»