بعد الاتهامات العديدة التى توجه لهم حول جلوسهم فى بروج عاجية وانفصالهم عن الأحداث الجارية واقتصار اهتمامهم بأمور وزارة الثقافة ومجالسها فقط، يبدو أن عدداً من المثقفين قرروا تغيير الصورة الذهينة للمثقف عبر بيان وجهوه إلى المهندس إبراهيم محلب حول ارتفاع الأسعار الذى وصفوه ب«الجريمة». الأديب أحمد الخميسى، الذى أطلق البيان ومعه مجموعة من المثقفين، أكد أن تناول المثقفين لأمر لا يدخل فى صميم الأدب والكتابة ما هو إلا استجابة للواقع الذى يكتبون عنه: «لا يمكن لمثقف أو كاتب خرج من بين الناس ويعرف معاناتهم أن يسكت عما يحدث»، مشيراً إلى استجابة عدد كبير من الأدباء والمثقفين الذين وقَّعوا على البيان تمهيداً لإرساله إلى رئاسة الوزراء بكل الطرق. «نطالب محلب -ربيب نظام مبارك- بالتراجع عن خطوته الإجرامية التى تنتزع بقايا الرغيف الأخير من بيوت الفقراء والفلاحين والمثقفين الذين لا ينتسبون لأجهزة الدولة ومن الموظفين والطلاب والعمال.. إننا ندعو لممارسة كل أشكال الاحتجاج الشعبى، ونهيب بالأحزاب السياسية أن تقف -أبعد من البيانات- وقفة حازمة فى مواجهة تجويع الشعب الذى تحمل طويلاً وقدم الشهداء من أجل العدل والكرامة» هكذا يتوجه البيان إلى الجميع لمطالبتهم بالاعتراض على ما وصفوه ب«إبادة الشعب». يقول البيان: «إنهم يبيدون الشعب أمام أعيننا تجويعاً وتجهيلاً وتعطيشاً ويحاولون أن يحنوا رأس مصر بكل جلالها ليمرمغوها فى التراب لصالح حفنة من الأثرياء المجرمين الذين يشكلون شريحة تصل دخولها إلى أرقام خرافية. إننا نؤكد ضرورة التراجع عن تلك الخطوة الإجرامية»، ووقّع على البيان العشرات من المثقفين منهم بشير الديك، والدكتور عوض مطاوع، والدكتورة ابتهال يونس زوجة الراحل نصر حامد أبوزيد، والدكتور صلاح الراوى.