رداً على دعوة الجبهة السلفية لتنظيم مظاهرات حاشدة أمام السفارة الفرنسية، احتجاجاً على نشر مجلة «شارلى إبدو» الفرنسية رسوماً مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، قررت فرنسا إغلاق سفارتها فى القاهرة، خوفاً من التعرض لمصير السفارة الأمريكية، وفى خطوة مماثلة قررت ألمانيا إغلاق سفارتها اليوم فى كل الدول الإسلامية، خوفاً من التعرض لهجوم المحتجين. ودعا الدكتور هشام كمال، المتحدث باسم الجبهة، للتظاهر أمام السفارة الفرنسية عقب صلاة الجمعة، وأكد ل«الوطن» أن الجبهة ترفع مطلباً واحداً، طرد السفير الفرنسى من مصر، وقال: «غادرنا منطقة التنديد والشجب والإدانة ونطالب بطرده لأن الإساءة لم تكن الأولى منهم»، وأكد مشاركة عدد من القوى الإسلامية على رأسها التيار الإسلامى العام وحركة «حازمون». فيما أكد محمد عبدالله السياف، مسئول المكتب الإدارى لإخوان بنى سويف، امتناع الجماعة عن المشاركة فى المظاهرات، قائلاً: «نرفض الاعتداء على السفارات الأجنبية». كما أعلن حزب النور السلفى عدم مشاركته، وقال الدكتور يسرى حماد المتحدث باسم الحزب: «الدبلوماسية أفضل الطرق للاحتجاج، وتلك المظاهرات تسىء لسمعة الدولة». من جهتها، أغلقت فرنسا سفارتها والمراكز التابعة لها فى القاهرة، حتى يوم الأحد، خوفاً من تصاعد الاحتجاجات وتكرار أحداث السفارة الأمريكية. وطالبت السفارة مصر بتأمين منشآتها بمقتضى الاتفاقيات الدولية. وطالب القنصل الفرنسى الجالية الفرنسية، بتوخى الحذر. وقال وزير الخارجية لوران فابيوس: «لا أرى أبداً فائدة من أعمال التحريض، إننى أدينها، وفى الوقت نفسه أحترم حرية التعبير»، مضيفاً: «لا يمكن اعتبار أن الحكومة تشجع ذلك، إنه أمر مجافٍ للحقيقة، ويمكن لأى جمعية أو شخص التقدم بشكوى أمام المحاكم». وأعلن وزير الخارجية الألمانى جيدو فيسترفيله أنه يدرس تعزيز حماية مؤسسات ألمانية، وتوجيه الدبلوماسيين الألمان فى العديد من الدول، بالابتعاد عن السفارات. وقال: «ليس هناك رسم ساخر أو فيلم مسىء، يبرر العنف ضد سفارات الدول». من ناحيتها، رفعت الممثلة الأمريكية سيندى لى جارسيا بطلة الفيلم المسىء للرسول «براءة المسلمين»، دعوى قضائية فى لوس أنجلوس تطالب المحكمة بأن تأمر «جوجل» الشركة المالكة لموقع «يوتيوب» بمنع بث الفيلم على الإنترنت، وتتهم مخرجه نيكولا باسيلى نيكولا بالاحتيال والتضليل والإساءة لسمعتها، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».