دفع مواطن أمس حياته ثمنا أثناء تدخله لفض مشاجرة بين عامل وصاحب سيارة خلال محاولة صاحب السيارة الحصول على بنزين لسيارته.. فى وقت أكد فيه مصدر بوزارة التموين أن رصيد مصر من غاز البوتاجاز وصل إلى الصفر تقريباً، وأن وزارة المالية لم تستطع توفير الموارد اللازمة لاستيراد كميات جديدة. وواصلت أزمة الوقود اشتعالها أمس، وامتدت الطوابير أمام مستودعات الأنابيب ومحطات الوقود بالقاهرة والمحافظات، واستغل تجار الأزمات المشكلة ليشعلوا السوق السوداء حتى وصل سعر الأنبوبة إلى 40 جنيهاً، فيما ألقت وزارة التموين باللوم على وزارة البترول. واستهلكت مصر خلال العام الماضى نحو 4٫5 مليون طن بوتاجاز وأنتجت محلياً مليونين واستوردت 2٫5 مليون بقيمة 2٫1 مليار دولار، وتقول الحكومة إن كل أسطوانة بوتاجاز تكلفها نحو 55 جنيهاً، بينما تبيعها بأقل من 5 جنيهات. وطالب الدكتور جودة عبدالخالق وزير التموين، فى اجتماع مع قيادات الوزارة أمس مديريات التموين فى المحافظات، بتشديد الرقابة على المستودعات ومحطات الوقود وضبط المخالفين والقضاء على السوق السوداء التى عاودت الانتشار مرة أخرى، وطالب عبدالخالق المالية بتوفير الاعتمادات المالية لاستيراد البوتاجاز. وقال فتحى عبدالعزيز رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين: نضخ مليوناً و200 ألف أسطوانة يومياً، وأضاف أنه تم تكليف مفتشى التموين بالوجود فى كل مستودع بوتاجاز أثناء عملية بيع الأسطوانات، لضمان وصول البوتاجاز إلى مستحقيه واستخدامه للأغراض المخصصة له. ومن جانبه قال الدكتور حسام عرفات رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية: طالبنا مراراً وتكراراً وزارتى البترول والتموين بتكوين احتياطى من البوتاجاز لمواجهة أى اختناقات أو مواقف طارئة، دون جدوى. ويؤكد عوض فوزى، من سكان منشية ناصر، أن السماسرة ينسقون مع أصحاب المستودعات للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأسطوانات وبيعها فى السوق السوداء مقابل حصول الأخيرين على نسبة، إضافة لتواطؤ مستودعات مع منشآت تجارية لا تستحق الدعم للحصول على الأنابيب المدعمة. ويقول فوزى إن سعر الأنبوبة فى منشية ناصر وصل 40 جنيهاً، وهو ما لا تتحمله ميزانية عائلته المكونة من 7 أفراد. ويذهب أشرف فؤاد (المرج) إلى مستودع البوتجاز فى الساعة السادسة صباحاً، ويقول: علمت أن السيارة المحملة بالأنابيب تأتى فى ذلك التوقيت وعندما وصلت للمستودع كان الطابور به 80 مواطناً. وفى المنيا تلقى اللواء ممدوح مقلد مدير الأمن بلاغاً من العميد محمد ناجى مأمور مركز شرطة أبوقرقاص، بوصول أحمد إبراهيم نجيعه (45 سنة) موظف ويقيم بقرية بنى حسن إلى المستشفى العام جثة هامدة إثر إصابته بطلق نارى فى الصدر، وأكدت التحريات أن القتيل تدخل لفض مشاجرة داخل محطة بنزين بين صاحب سيارة وعامل فى المحطة، فأطلق عليه صاحب السيارة عياراً نارياً أرداه قتيلاً. وشهدت محطات الوقود فى المنيا تكدساً وزحاماً شديداً أمس، واصطفت السيارات فى طوابير طويلة، ونشبت مشاجرات بين المواطنين، وشهدت محطة بنزين التعاون فى منطقة شلبى مشاجرة بين عسكرى شرطة يدعى رضا حسن من قوة قسم شرطة المنيا أثناء تموين دراجته البخارية الخاصة، وعدد من المواطنين بسبب التدافع. وفى الإسماعيلية تجددت أزمة البنزين بعد زيادة عمليات تهريب السولار عبر قناة السويس إلى سيناء، وشهدت بعض المحطات اشتباكات بين السائقين على أولوية التعبئة خاصة مع نقص الكميات المعروضة، وانتشرت القوات المسلحة لتأمين المحطات خوفاً من نشوب معارك. وفى البحيرة ضبطت مباحث التموين سيارة محملة ب7300 لتر سولار مدعم، وتبين أن السائق يحمل إذن صرف من شركة طاقة لتسويق المواد البترولية دون إثبات اسم المحطة أو المستودع الذى سيقوم بالتفريغ فيه، ودلت التحريات أنه كان يستعد لبيع الكمية فى السوق السوداء لتحقيق أرباح غير مشروعة. وأكد رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية أن الاختناقات فى محطات الوقود مستمرة لأن المعروض أقل من الطلب. وطالب الدكتور رمضان أبوالعلا، الخبير البترولى وأستاذ هندسة البترول بجامعة الإسكندرية بتغيير استراتيجية وزارة البترول لاستغلال الغاز الطبيعى بدلاً من البوتاجاز المستورد، وإنتاج أسطوانات جديدة من البوتاجاز تتحمل الضغط المرتفع للغاز المحلى، مشيراً إلى أن الأسطوانات الحالية مصنعة للغاز المستورد.