انشقت مجموعة من فرع القاعدة في سوريا، في بلدة حدودية على التنظيم، وانضمت إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المنافسة، التي تعد الفصيل الجهادي القوي الذي يقود الهجوم في الوقت الحالي في العراق، وفق ما ذكرت جماعة من النشطاء أمس. ويفتح التحرك الطريق أمام داعش، التي انفصلت رسميًا عن القاعدة في وقت سابق من العام الجاري، لتسيطر على جانبي الحدود "العراقية - السورية" ومساحة كبيرة من الاراضي على حدود البلدين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن أعضاء بارزين في جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في بلدة البوكمال الحدودية السورية، توجهوا إلى بلدة ربيعة الحدودية العراقية الأحد، حيث تعهدوا بالولاء لداعش. وكان الفصيلان اللذان ينتميان للمعارضة السورية، منخرطين في اقتتال مميت عبر الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا لأشهر. وقتل الآلاف من الجانبين في القتال الذي قوض هدفهم الأكبر وهو الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وتخلت القيادة المركزية للقاعدة عن داعش في وقت سابق من العام الجاري، جزئيا بسبب وحشيتها ورفض الاستماع إلى دعوات وقف الاقتتال الداخلي. ثم أعاد قائد القاعدة أيمن الظواهري، التأكيد على أن جبهة النصرة هي فرع القاعدة في سوريا. غير أن داعش نجحت خلال الأيام الأخيرة في السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي على طول الحدود العراقية - السورية، من بينها معبرين حدوديين. كذلك تسيطر الجماعة أيضًا على الجانب الأكبر من شرق سوريا بما فيها أجزاء كبيرة من محافظة دير الزور التي تقع فيها بلدة البوكمال. ويسيطر على البلدة ويحاصرها على نحو متزايد مقاتلون من جبهة النصرة وعدد من الجماعات الاسلامية المعارضة الأخرى التي تتناقص مواردها. والتعهد بالولاء من قبل مقاتلي النصرة، ربما يكون محاولة للحفاظ على الذات، وقد يكون تكون نذيرًا بالمزيد من الانشقاقات من قبل الجماعات الإسلامية في سوريا. ولم يتسن التأكد من تقرير المرصد، الذي نشرته بعض مواقع المتشددين على الإنترنت الأربعاء، من جهة مستقلة كما أن المكالمات مع البوكمال لم يرد عليها أحد. وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد الذي يتخذ له مقرًا في بريطانيا، "هذا يعني أن الدولة الإسلامية هي الآن في البوكمال". وقال إن التحرك يعكس "القوة المتنامية للدولة الاسلامية"، مضيفًا أن هناك توقعات بأن الجماعة ربما تدخل البوكمال الآن من الجانب العراقي من الحدود عند معبر القائم، لتسيطر على المنطقة الحدودية الكبيرة بين سورياوالعراق. وسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على بلدة القائم العراقية والمعبر الحدودي الذي يحمل نفس الأسم نهاية الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من التعهد بالولاء، الذي يبدو مقصورًا على الظروف المحددة في البوكمال، استمر القتال بين جبهة النصرة ومقاتلي الدولة الإسلامية في أجزاء أخرى من سوريا أمس، بما فيها حول معقل النصرة في الشحيل بمحافظة دير الزور.