أصبحت برامج التوك شو، على اختلافها، ميدانًا لكثير من الممارسات المفاجئة للمشاهدين، فتارة يتم طرد الضيوف، وتارة يتم إغلاق خط التليفون في وجههم، حتى إن العدوى انتقلت للمشاهدين الذين أصبح بعضهم يتعمد الاتصال ببعض القنوات من أجل إطلاق السباب على الهواء أو السخرية من المذيع وضيوفه قبل أن يسارع بإغلاق الخط، شاعرًا بالانتصار. لم تكد الضجَّة التي ثارت حول حلقة الإعلامية ريهام سعيد، بعد أن طردت ضيفتها "الملحدة" على الهواء، تهدأ، حتى أعادت للأذهان الكثير من المشاهد المشابهة، كما سبق وأن حدث مع الإعلامية إيمان أبوطالب على شاشة المحور، مع أحد ضيوفها، وهو ما تكرَّر حرفيًا على شاشة "الجزيرة" حين طرد المذيع أيمن عزام، الدكتور يسري العزباوي على الهواء، انتهاء باللغط الذي ثار مؤخرًا بعد أن أغلقت الإعلامية رانيا بدوي الهاتف في وجه سفير إثيوبيا بالقاهرة. "محصلش، هي قالتها بشكر حضرتك، وكملت كلامها، لم يحدث أن أغلقت الهاتف في وجهه" هكذا دافع فريق عمل رانيا بدوي عما حدث، مؤكدين أن ما جرى تم فهمه على محمل خاطئ، لكن هذا لم يوقف نشطاء الإنترنت عن إطلاق هاشتاج بعنوان "قاطعوا التوك شو"، محمد الشربيني كان واحدًا من المغرِّدين على الهاشتاج، فسَّر موقفه قائلًا: "عشان مفيش مصدر محايد تأخد منه الحقيقة"، أما إسراء فقالت: "مفيش أي حيادية أو مهنية وعرض مستمر من السب والقذف وتوزيع الاتهامات واحتكار صكوك الوطنية". "تحوَّل أكثرها إلى مصاطب" هكذا وصف الدكتور سامي الشريف، أستاذ الإذاعة والتليفزيون حال الكثير من برامج التوك شو، قائلًا: "إجراءات المقابلات الإذاعية والتليفزيونية له آداب يجب احترامها، فالضيف له كل حقوق الضيافة من الاحترام والتقدير والإنصات، وعدم المقاطعة، فضلًا عن عدم الطرد، كيف يأتي أحد إلى بيتي وأطرده مهما كان الخطأ، أما مذيع البرنامج فهو ضيف على المشاهدين، بلا استئذان، يجب عليه أن يلتزم بكل آداب الضيافة من حيث اللبس والشكل وطريقة الكلام والألفاظ فإذا خرج عن أي شيء من هذا، فقد نسف آداب الضيافة واستحق الطرد من جانب المشاهد بإغلاق التليفزيون والانتقال لبرنامج آخر". الشريف أكد أن البرامج تمر بحالة من الانفلات: "الضيف قد يخرج عن الآداب، لكن لا يكون المقابل طرده، فهذا خروج عن مقتضيات المهنية، ومحاولة للظهور في مظهر البطل، رغم وجود العديد من الطرق لتلافي الاستفزاز كاللباقة، وغيره"، رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون المستقيل لم يرَ أن الطرد وإغلاق الهواتف في وجوه الضيوف غريبًا: "إذا كان عندنا برامج المذيع فيها ممكني قعد 3 ساعات يتكلم لوحده بدون ضيوف، كأنه قاعد على مصطبة والدته".