قد لا يختلف الكثيرون على أن هناك بعض المطالب الهامة التي لا بد على الرئيس تلبيتها، أبرزها أن يقوم على راحة المواطن دون تحميله أسباب أي فشل للدولة، ودون دعوة شعب أغلبه تحت خط الفقر أن يتقشف أكثر من التقشف المفروض عليه. الدول التي تحترم مواطنيها تعمل على تقديم وتطوير الخدمات التعليمية والصحية وفرص العمل واحترام حقوق الإنسان وحقوق المواطنة والتي تعتبر بديهية في حد ذاتها، وعلى رأس هذه المهام احترام شريحة من المواطنين هي أولى بقائمة اهتمامات الرئيس الجديد لأن حقوقهم ومطالبهم أساسية من أجل أن تستقيم حياتهم وهم المواطنون المصريون من ذوي الإعاقة. أتمنى، ككاتبة في هذا المجال وكمواطنة أنتمى لهذه الشريحة، أن أرى الاهتمام بالمواطنين من ذوي الإعاقة ملموسًا على أرض الواقع، ولا يتم ذلك بغير خطة طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى حتى نلمس في القريب العاجل هذا التغيير الذي نطمح إليه، وما يلي هي خطوط عريضة من أجل تحقيقه. التعامل اللائق مع مطالب المواطنين من ذوي الإعاقة، واعتبار مطالبهم حقوقًا على الدولة وليست هبات منها. رفع الوعي وثقافة التعامل مع الاختلاف وثقافة الدمج والتكامل وكذلك شرح حقوق المواطنين من ذوي الإعاقة من خلال السينما والدراما والإعلام، ولا يكون ذلك عبر مواد إعلامية وسينيمائية منفصلة، ولكن عن طريق الدمج والتكامل من خلال المواد المعروضة بالفعل. العمل على تهيئة الشارع المصري وبناياته ليستقبل مواطنيه من مستخدمي الكراسي المتحركة. العمل على تأهيل المدارس والجامعات لاستقبال الطلاب بمختلف إعاقاتهم دون أن تفرض عليهم التقيد بتخصصات دراسية دون الأخرى لما في ذلك من عنصرية وتدخل فيما لا يعنيهم وعدم استيعاب لرغباتهم. التفعيل الحقيقي لقانون ال5% وتوفير راتب آدمي للأشخاص من ذوي الإعاقة، لأن المواطن الذي يعاني من اختلال صحي له متطلبات مادية أعلى من غيره. العمل على تأهيل المواصلات العامة لتقليل العبء المادي للمواطن. محاربة الفساد في شراء السيارات المجهزة والتي يستغلها غير مستحقيها. العمل على تطوير الأجهزة التعويضية وتوفيرها لمستحقيها وبجودة محترمة لما لها من ضرر فادح قد يزيد الإعاقة عوضًا عن تقليلها توفير رواتب لائقة للمواطنين من غير القادرين على العمل. هل ترى عزيزي القارئ ما أنتظره مبالغًا فيه ؟ قبل أن ترد ب"نعم" فكّر أن تستغني أنت شخصيًا عن أحد هذه الحقوق، وقبل أن ترد عليّ بأنه لا توجد "عصا سحرية"، لأننا ذكرنا أن من هذه الخطط ما هي طويلة وقصيرة المدى.