سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سياسيون: كلمة «الطيب» فى افتتاح «كأس العالم» أعادت القوة الناعمة لمصر مستشار شيخ الأزهر: الإمام الأكبر كتب كلمته بنفسه فى 200 كلمة.. وأكد فيها أن الإسلام رسالة سلام وتعارف بين الأمم
وصف سياسيون كلمة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، التى أرسلها لسفارة دولة البرازيل، وألقيت فى الحفل الافتتاحى لكأس العالم لكرة القدم، بأنها رسالة واضحة باستعادة مصر لقوتها الناعمة، وتأكيداً على الدور الريادى لمصر، ومؤسسة الأزهر الشريف، التى تمثل مرجعية دينية للإسلام الوسطى والمعتدل على مستوى العالم. وقال المستشار محمد عبدالسلام، مستشار شيخ الأزهر، ل«الوطن»، إن الإمام الأكبر لبَّى دعوة رئيسة البرازيل ديلما روسيف، التى وجهتها إليه من خلال السفير البرازيلى بالقاهرة، الشهر الماضى، لإلقاء كلمة فى حفل افتتاح كأس العالم، وإن شيخ الأزهر كتب كلمته الموجزة بنفسه، دون أن تتجاوز 200 كلمة، أكد فيها أن الإسلام رسالة حضارة وسلام وتعارف بين الأمم. وأوضح مصدر أن «الطيب» رفض الذهاب إلى البرازيل، لأن المناسبة رياضية، ولا تتلاءم مع حضور رجال الدين، واكتفى بإرسال كلمة مكتوبة للسفارة البرازيلية، على أن يكون لها حرية التصرف فيها، وفق برنامج افتتاح المونديال. من جانبه، قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «كلمة الإمام الأكبر حملت رسالة ذات مدلول فى غاية الأهمية، وجاءت فى توقيت موفق جداً، تأكيداً على أن الإسلام دين اعتدال واستنارة حقيقية، ومصر حاضنة لهذه الرؤية المتسامحة والمعتدلة، ودورها ريادى على مستوى العالم». وأضاف: «كأس العالم ليست مجرد مناسبة رياضية، لكنها حدث اجتماعى وسياسى واقتصادى وثقافى، يحدث كل أربعة أعوام، والرسالة من خلاله ربما تكون أهم من جميع اللقاءات السياسية التى تنعقد على مستوى دول العالم». وقال يسرى العزباوى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات: «شيخ الأزهر استطاع أو يوصل عدة رسائل مهمة، سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى، رغم أن قصر الكلمة، والرسالة الأولى بأن مصر تتبنى الفكر الوسطى للإسلام، الأمر نفسه الذى أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الخطاب الأول بعد تنصيبه رئيساً، لإظهار الوجه الحقيقى للإسلام، بعدما شوهته الجماعات الإرهابية والمتأسلمون». وأضاف: «الرسالة الثانية فى كلمة الدكتور الطيب أكدت أن مصر فى عهدها الجديد تستعيد قوتها الناعمة، وكلمته تسويق جيد لما حدث فى مصر منذ ثورة 30 يونيو، وحملت رسالة بأن الأزهر جزء لا يتجزأ من الدولة المصرية». وقالت الدكتورة كريمة الحفناوى، عضو الجمعية الوطنية لنساء مصر، إن كلمة شيخ الأزهر كانت لها دلالات كبيرة على صورة مصر والإسلام أمام العالم، معتبرة أنها أفضل رد على الادعاءات الغربية ضد الإسلام، وأن الرسالة جاءت فى موعدها المناسب لمواجهة العديد من التحديات والتربصات بالدين الإسلامى، وتصويره على أنه دين الإرهاب، فى حين بدأت رسالة الأزهر ب«السلام»، واختتمت بالكلمة نفسها. وأضافت: «لأول مرة يلقى شيخ الأزهر كلمة فى افتتاحيات كأس العالم، رغم العديد من الخلافات الدولية، وهو ما يمثل أهمية كبيرة لنشر الدين الوسطى المتسامح ومواجهة أفكار الجماعات المتطرفة التى شوهت صورة الإسلام، وأيضاً مواجهة استغلال بعض الدول الغربية لجماعات متطرفة للتدخل فى شئون العديد من الدول». وقال الدكتور أحمد دراج، القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير: «كلمة الإمام الطيب حملت رسالة مفادها أن حضارة الإسلام هى حضارة تعارف وتواصل، تمد يدها للحضارات الأخرى، وتتبادل معها المنافع والمصالح، خاصة أن الإسلام أول من سعى إلى العالمية بتنوع ثقافاته وتعددها»، موضحاً أن «الطيب» استطاع أن يلخص مفهوم الإسلام بأنه دين الأمن والسلام والاستقرار، وأنه معقل التنوير فى العالم، ومعقل الأمان وليس الإرهاب.