وصل إلى ميناء الأدبية بالسويس, صباح اليوم، لجنة مشكلة من خبراء بيئيين من جامعة الإسكندرية ووزارة البيئة والأكاديمة العربية، بهدف العمل دراسة كيفية نقل 10 حاويات مسرطنة محتجزة منذ عام 1999 داخل مخازن الميناء لخارج البلاد، حتى لا تتسبب في إصابة العاملين بالميناء والمترددين عليها، ومن المقرر أن تستمر فترة العمل 20 يومًا. وقال اللواء حسن فلاح، رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، إن الهيئة تكثف اتصالاتها طوال الفترة الماضية، لوضع حل جذري لتلك الحماويات والتخلص من تلك المشكلة الكبيرة، موضحًا أنه توجد مراسلات بين هيئة موانئ البحر الأحمر ووزارة البيئة، في هذا الشأن، وكشفت الدراسات التي تم وضعها لهذه الأزمة أن تكلفة نقل الحاويات تصل إلى أكثر من 8 ملايين جنيه. وأكد فلاح، أنه يوجد تنسيق مع عدد من الجهات الحكومية والبيئية خلال الفترة الماضية، من أجل اتخاذ الإجراءت الخاصة بنقل الحاويات من ميناء الأدبية. يذكر أن، وقائع القضية تعود لعام 1999، عندما استورد شخص يدعي "أنطوان شلبي"، 15 حاوية من فرنسا "ترانزيت" وبداخلها شكائر معبأة بمبيدات حشرية، وتم نقلها إلى مصر عبر ميناء بورسعيد، وأثناء تواجدها بميناء بورسعيد تقدمت شركة المشرق للاستيراد، المملوكة لرجل الأعمال عبدالمنعم سعودي بأوراق لتخليص الشحنة جمركيًا. طالب المستورد وقتها بدخول تلك الحاويات إلى المنطقة الحرة ببور توفيق بمحافظة السويس عن طريق البر، وبالفعل تم نقل الحاويات بالشاحنات دون أية إجراءات تفتيش من الجمارك، ثم قدمت الشركة طلبًا آخر إلى المنطقة الحرة لشحن الحاويات إلى ميناء بورسودان بدولة السودان، وتم نقلها إلى ميناء الأدبية تمهيدًا لشحنها إلي السودان، وتبين بالفحص أنها تحمل مواد مسرطنة ومشعة خطيرة ومخالفة لقوانين السلامة، وتهدد الصحة العامة للعاملين والمترددين على الميناء. وكشف المصدر، أن جمارك ميناء الأدبية آنذاك، طالبت بإعادة الشحنة إلى دولة المنشأ مرة أخرى، وبالفعل قام المستورد بإصدار إذن باسم شخص يدعى شكري سعودي، وتم إعادة تصدير 5 حاويات إلى مدينة داكار بالسنغال في عام 2000، وتم خروج إذن آخر بإعادة شحن العشر حاويات الباقية إلى بورسودان، إلا أنه بعد رحيل الخمس حاويات إلى السنغال اختفى المستورد الأصلى، وتم إبلاغ النيابة العامة بالسويس بالأمر وألقت القبض على شكري سعودي، وإحالته إلى المحكمة والتي قضت بسجنه 3 سنوات.